ترقّبوه غدا الجمعة.. حوار صريح مع الأستاذة جرعود حول “المشروع المجتمعي لجماعة العدل والإحسان”

Cover Image for ترقّبوه غدا الجمعة.. حوار صريح مع الأستاذة جرعود حول “المشروع المجتمعي لجماعة العدل والإحسان”
نشر بتاريخ

تواصل بوابة العدل والإحسان نشر حواراتها ضمن سلسلة “قضايا وتصورات.. حوارات في ‘العدل والإحسان'”، لتقف اليوم مع ملف “المشروع المجتمعي لجماعة العدل والإحسان” مع عضو الأمانة العامة للدائرة السياسية الأستاذة أمان جرعود.

وضوح وعمق.. بعيدا عن لغة الخشب

الحوار العميق والصريح، والذي يتطرق لعدد من المواضيع والقضايا الهامة المرتبطة بالموضوع، أكدت فيه الأستاذة أمان أن المشروع المجتمعي للجماعة قائم أساسا على تحريك بواعث الإنسان ليطلب ما عند الله تعالى ويفوز برضاه، وعلى تحريك بواعث الأمة وتجميع طاقاتها لتنهض من غثائيتها ووهنها وتسترجع خيريتها وعزتها، من خلال “قراءة تشخيصية تحليلية لأدواء الأمة وأزماتها؛ تزاوج بين التشخيص والاقتراح وبين التنظير والتنزيل. وأيضا من خلال عملية مركبة يمتزج فيها الوعي التاريخي بالوعي الواقعي وبالوعي الاستراتيجي”.

وهو إلى جانب هذا، مشروع لا يسعى لفرض نموذج نمطي، بل يعتبر أن “قوة المشاريع ليس في قضائها على التنوع والتعدد والاختلاف، ولكن في قدرتها على تنظيمه وتدبيره وتحويله إلى طاقة بناء وإعمار والله المستعان”

أمان، وفي الحوار الماتع الذي ننشره كاملا عصر غد الجمعة، أكدت أنه لا يمكن الحديث عن جماعة العدل والإحسان ولا عن مشروعها المجتمعي دون ربط ذلك بمؤسس الجماعة وصاحب المشروع، إذ لا يمكن بحال فصل المشروع عن صاحبه؛ الإمام عبد السلام ياسين رحمة الله عليه. منوهة إلى أنه كان رحمه الله قامة من قامات الأمة، اجتمع فيه ما تفرق في غيره فضلا من الله ومنة، فهو المربي والمفكر والمنظر والقائد ولا نزكي على الله أحدا. ومذكرة بأنه أسهم إسهاما متميزا في إحياء الفكر الإسلامي المعاصر من خلال مشروع مجتمعي يمتاز بعمق النظر ووضوح الرؤية وشمولية الطرح وتكاملية الأبعاد وانفتاح الأفق.

وعن مرجعية هذا المشروع قالت “يمكننا القول بأن مرجعية الوحي قرآنا وسنة، هي نقطة الارتكاز والأرضية الأساس التي قام عليها المشروع المجتمعي لجماعة العدل والإحسان، ليس فقط في بناءه الفكري والنظري بل أيضا في لغته وألفاظه”. أما عن غايته وطموحه فهو “إعادة الوصل بين العدل والإحسان باعتبارهما مقصدي الدين وأم القضايا وأبوها دنيا وأخرى، بهما أمر الله تعالى أمرا صريحا مباشرا: “إن الله يأمر بالعدل والإحسان””.

ووقفت الباحثة في الفكر السياسي والإسلامي عند سؤال الكيف باعتباره شرطا في التحول والانتقال نحو المستقبل المنشود، منوّهة إلى أن المشروع المجتمعي للجماعة بقدر ما اهتم برصد أعطاب الواقع وتفكيك أزماته ومعرفة أسبابها والمتسببين فيها وانفتح على الأفق استشرافا واقتراحا، وقف مليا عند سؤال الكيف وبحث في منهاجه وطرائقه، تتبعه وهو يرصد مسار انحدار الأمة، وحاول توضيح معالمه وهو يرصد مسار نهضتها.

الحوار تطرق للعديد من القضايا والملفات، منها طبيعة الدولة المنشودة ومرتكزاتها، والبديل السياسي المرحلي، والأسئلة التأسيسية الخمس للنهوض بالوضع التعليمي، والمنطلقات الثلاث لعلاقة أمثل مع المحيط الدولي، وإدارة العلاقة مع الشركاء والمشاريع المطروحة في الساحة، وموقع الدين من الدولة ومكانته في الفضاء العام…

سلسلة “قضايا وتصورات”.. حوارات ماتعة

يذكر أنه، وفي سياق تخليد الذكرى الأربعين لتأسيس جماعة العدل والإحسان، شرعت “بوابة العدل والإحسان” ابتداء من نونبر الماضي في نشر سلسلة من الحوارات الهامة مع قيادات بارزة في الجماعة حول قضايا مختلفة، تحت عنوان قضايا وتصورات.. حوارات في ‘العدل والإحسان’. وقد نشرت منها إلى حدود الآن حوارات:

د. بويبري: هذه مرجعيات مشروع جماعة العدل والإحسان وهذه غاياته

مرت أربعون سنة على تأسيس وانطلاق مشروع العدل والإحسان، الذي نظّر له وقاده الإمام عبد السلام ياسين رحمه الله، وحملت لواءه جماعة العدل والإحسان برجالها ونسائها. ما المرتكزات الكبرى لهذا المشروع؟ وما غاياته الأساس؟ 

يستمد مشروع دعوة العدل والإحسان مرجعيته الأساس من كتاب الله وسنة نبيه صل الله عليه وسلم، فهما المرتكزان الأساس اللذان يقوم عليهما ويسعى لتحقيق مقاصدهما وغاياتهما وإقامة أحكامهما فيما يحقق سعادة الإنسان في الدنيا والآخرة. لكن التعاطي مع مصدري الوحي، القرآن والسنة، يتطلب تأسيس الفقه الجامع الذي يمثل جسرا بينهما وبين الواقع البشري لأن البون بين المجالين في عصرنا شاسع جدا. فالمشروع التغييري احتاج بشدة، وما يزال، إلى اجتهاد كلي يؤسس لـ…

طالع الحوار.
 

الأستاذ ركراكي يبسط الصفات التي تفترضها جماعة العدل والإحسان في أعضائها
ما الذي تحثّ عليه الجماعة أعضاءها مِن أوصاف وسمات في علاقتهم ببعضهم البعض، وعلاقتهم بالآخر عموما؟

العلائق سيدي رقائق وبوارق أو عوائق وحرائق، وحسن المعاملة إحسانا أو عدلا أو ظلما هو الفيصل بينها والميزان، لهذا ما تحثّ عليه الجماعة في معاملة أعضائها بعضهم لبعض ومعاملة الآخر هو الإحسان قولا للحسنى، ودَفعا بالتي هي أحسن، وعفوا عمّن ظلم، وصِلة لمن قطع، وإعطاء لمن حرم. فكما أنّ الإحسان لبّ العبادة وصُلب العمل هو رَحِمُ المعاملة، وقد كتب الله الإحسان على كلّ شيء، وأمر به في كلّ شيء وجعله قِمّة كلّ شأو خاصة مع الوالدَيْن وَبِٱلْوَٰلِدَيْنِ إِحْسَٰنًاۚ [البقرة: 82]، وفي ردود الفعل تُجاه مَن عامل بالشرّ وكان مِن مفاتيحه؛ قال جل وعلا: وَإِنْ عَاقَبْتُمْ فَعَاقِبُوا بِمِثْلِ مَا عُوقِبْتُم بِهِ ۖ وَلَئِن صَبَرْتُمْ لَهُوَ خَيْرٌ لِّلصَّابِرِينَ وَاصْبِرْ وَمَا صَبْرُكَ إِلَّا بِاللَّهِ ۚ وَلَا تَحْزَنْ عَلَيْهِمْ وَلَا تَكُ فِي ضَيْقٍ مِّمَّا يَمْكُرُونَ [النحل: 126 -127]، 

طالع الحوار.

 

في حوار معمّق.. ذ. حمداوي يقارب “قضايا الأمة” في تصور “العدل والإحسان”
ما المكانة التي تحتلها قضايا الأمة في مشروع وبرنامج جماعة العدل والإحسان؟

مما يتوجب التنبيه إليه؛ أن جماعة العدل والإحسان اختارت أن تكون جماعة وطنية تشتغل تنظيميا وتدبيريا داخل الحدود الجغرافية لبلدنا الحبيب المغرب، لكن هذا لا يعني أننا منقطعون عن أمة رسول الله صلى الله عليه وسلم وآلامها وآمالها، بل نحن نعتبر أن روحَ الدعوة وبُعدَ النصرة عالميٌ يطول كل مضطهدي الأمة أينما كانوا في أوطانهم، أغلبية أو أقلية، وذلك بناء على إيماننا الراسخ بوجوب نصرة المظلوم. وبطبيعة الحال مشروع جماعة العدل والإحسان الكبير، وبرامجها المتعددة، تجعل في صلب اشتغالاتها وانشغالاتها الإسهامَ الجادّ في كل ما من شأنه أن يرفع الظلم عن المظلومين، ويحقق النصرة للمضطهدين، ويضغط على المعتدين لكف العدوان.
طالع الحوار.