الفنّ في غزّة
حينما تبلغ المعاناة مداها، حينما تحترق القلوب بلظاها، حينما تسرف الوحوش في أذاها، حينما يسقط الشهيد ولا تجد جثته الطاهرة من يواريها، وتبكي أمّه فلا أحد يواسيها. حينما يسكت الجار، ويخذل الأخ، ويتكالب العدو، ويطبق صمت الخيانة… آنذاك يصيح الفنّ بأعلى صوته؛ فإذا أبيات الشعر تسيل صبابة، وعندليب الغناء يبكي حنينا ومحبّة، وحروف الأدب تتلاحم […]
أطلّ العيد
أَطَلَّ الْعِيدُ مِنْ فَرْثِ الْبَلاَيَا ** وَأَشْلاَءٍ تَقَاذَفُهَا الرَّزَايَا
بِيُمْنَاهُ اقْتِبَاسٌ مِنْ صَبَاحٍ ** وَيَحْمِلُ فِي الشِّمَالِ لَنَا هَدَايَا
الأدب وقضايا الأمة.. أية علاقة؟
لطالما كان الأدب لسان الشعوب، والمتحدث الأول بقضاياها، بالرغم من أن العديد من الناس يروا فيه ترفا فكريا؛ لا يغدو أن يكون متعة ورفاهية فكرية، أو ابتعادا وهروبا من الملل والسآمة، التي تطغى على الفكر والتاريخ والفلسفة… لقد كانت الرواية والقصة والشعر منذ سنوات خلت، مادة خصبة لدى العديد من الأدباء، من أجل طرح مجموعة […]
قصتي مع العيد
بدأت قصتي مع العيد منذ زمن بعيد، حينما تجاوزت سن الثالثة وصرت أميّز بين الأشياء. لم يكن أبي ميتا، لكنّه كان للأسف مواطنا فقيرا في بلد لا يؤمن بالحق في…
في بيتنا أشباح!
“سلمى إقرائي الفقرة الأولى وحددي فكرتها الأساس. سلمى ألم تسمعيني؟ لماذا أصبحت هكذا شاردة؟ أين شردت هاته المرة؟” رفعت رأسها وأجابت بصوت كأنه آت من قعر بئر عميق وبابتسامة ساخرة: “كنت مع الأشباح الذين يسكنون بيتنا” ثم أطرقت صامتة، تعالت ضحكات التلاميذ، وكسرت همساتهم هدوء الفصل، فأسرعتُ قائلة: “عمر اقرأ وأجب عن السؤال الأول”، تظاهرت […]
فضفضة رمضانية
رمضان ولادة جديدة، توبة جديدة، همة جديدة، إحساس جديد، جسم جديد، روح جديدة … رمضان قلب جديد، هذه اللطيفة الروحانية التي جعلها الله محلا لكل شيء جلل وجميل: الإيمان والرحمة والحب والمودة وكل المشاعر الطيبة … يتجدد الإيمان فتتجدد كل المشاعر الإنسانية الرقيقة إلا أننا نَصُمُّ قلوبنا وكأن كلمات: مودة، وحب، ورحمة، تنتقص من رجولة […]
روح الروح
في ليلة ماطرة باردة من ليالي الشتاء، داخل خيمة مهترئة مغمورة بمياه الأمطار تكاد تقتلعها ريح هوجاء؛ نادى الطفل الغزي الصغير بصوته المرتجف: “أماه.. أماه، أنا بردان، غطيني أرجوك يا أماه، دفئيني فقد تجمدت من البرد”. من شدة البرد القارس نسي الطفل الناعم جوعه وضعفه ومرضه وخوفه من دوي القصف المرعب فوق رأسه، وظل يرتجف […]
جاءتني تشكو…
رن هاتفي في وقت لم أعتد فيه أن يرن، إنها التاسعة ليلا، توجست خوفا فأسرعت للرد دون أن أتنبه للمتصل، فإذا بصوت تخنقه العبرات ويعتصره الألم يقول: “آسفة لأني أتصل بك في هذا الوقت، ولكني بحاجة إلى رؤيتك”. بالكاد عرفت صوتها، إنها زهرة، صاحبتي التي تعرفت إليها في مجالس الإيمان حيث عشنا حلاوة الذكر وذقنا […]
السعداء (5)
كانت جالسة مع صغارها في بيتها المهترئ الوحيد – المغطى بالقصدير، المتواجد على مدخل بحيرة أفنورير- حينما مررنا بها، لم تعرنا اهتماما ولم نعرها. مررنا بها وبصغارها مرور الكرام، ومضينا نحو البحيرة دون تحية أو سلام، بعد رحلة رائعة وسط جبال الأطلس المتوسط حيث كانت الأشجار الباسقة الخضراء تقف بانتظام، تحيط بنا ذات اليمين وذات […]