Author Overview
مقالات الكاتب
زكية بلمودن
كاتب
كيف نكون مع كتاب الله؟
صحبة يجتمعون بها حول النبي الكريم يقتبسون من قلبه الإيمان، ثم يجتمعون على ذكر الله و تلاوة القرآن، لتكتمل الصحبة السنية بصحبة كتاب الله..
الزائر العظيم
تنفست الصعداء وأنا أضع آخر المقتنيات على باب شقتي، فإذا بيد حانية تربت على كتفي بلطف، استدرت إليه بكليتي، وأخذت أنظر إليه بكثير من التقدير والإجلال، أتملى في طلعته المهيبة بلباسه المنير. وابتسامته المشرقة. ولسان حالي يقول في صمت خجول: عذرا أيها الزائر العظيم، جئتنا على موعد توافقنا عليه منذ عام، فوجدتنا لم نتهيأ بعد لاستقبالك، وقفنا على الباب مندهشين، ونحن نعرف دقة مواعيدك وخفة زيارتك.
جئناك يا قدس
وها قد تخففنا أخيرا، وجئناك يا قدس الصمود، ويا فلسطين الجهاد، فعذرا أيتها الحبيبة، إن طال انتظارك وما عيل صبرك. وواخجلنا ونحن نخطو إليك بخطى متعثرة مثقلة بطينة الدنيا، وهوى النفس، وأطماع الأغيار. واخجلنا وأنت تنتظرين، لازلت، بلهفة الأم المشتاقة الملتاعة على بنيها، تفتح ذراعيها، وتنسى طول انتظارها، وتكتم خصامها ولومها، بل وتنسى كل شيء، فلا زال حضنها دافئا، مشتاقا، رغم قسوة الجفا وطول البعاد
عندما يعطف ثدي الأم
لأول مرة أسمع هذا التعبير من إحدى السيدات وهي تتحدث عن رضيعها، كيف لم تفطمه بعد وقد تجاوز العام والنصف، لأن ثديها لازال يعطف عليه، فرنت العبارة في عقلي وقلبي رنينا خاصا، وفهمتها رغم أنها جديدة على مسامعي وليست من التعابير الألوفة المتداولة، لكنني أحسست بها تعبيرا دقيقا عن العلاقة بين الأم ورضيعها، تلك العلاقة الوثيقة الغامضة، التي لايزال العلماء يحاولون سبر أغوارها
خزي و انتحار
في عيدها السنوي المعدود بالأصفار المتراكمة خلف الأرقام التي تؤرخ لحصيلتها الوفيرة من سنين الظلم والاستضعاف في أسفل السلم، طلبت المرأة من جديد مقابلة السيد المخزن لمباركة احتفالها بيومها العالمي لهذه السنة، وقد قررت بإرادتها وخارج وصايته، أن يكون احتفالها في هذه المرة وقفة رمزية لوقوفها على قضيتها بنفسها،
صبرا أهل سورية
في الذكرى الأولى للثورة السورية المصابرة، سألت نفسي بخجل عميق: ماذا عساي أقول لهؤلاء المجاهدين الصابرين الصامدين أمام لبطش البعثي المستفحل؟ فلم أجد خيرا مما قال الرسول الرؤوف الرحيم، وهو يمر بالأسرة المجاهدة تنال أبشع التعذيب على يد كفار قريش: “صبرا آل ياسر، فإن موعدكم الجنة”
كيلا نفقد أبناءنا في ملتقى الطرق
في زخم الحياة، عند ملتقى طرق كبير، يقف حائرا مترددا أيها يسلك، أربكه جسمه الذي أسرع في النمو وتطلعات نفسه التي تتضخم كل يوم، وملاحظات الجميع حول تصرفاته وتغيراته تزيد الطين بلة ولا تسمح له بإظهار ضعفه وحيرته أمام مجتمع الكبار الذي يأبى إلا أن يحشره رغما عن أنفه ومجتمع الصغار الذي لفظه فجأة دون سابق إنذار.
بلغني الكبر
ندع فريق البحث ينقب في الجينات البشرية ويحاول فهمها بذهول، و لنلتفت قليلا برحمة إلى هذا الإنسان في كليته، وهو يؤول إلى ضعف بعد قوة وإلى نكوص بعد صعود، وإلى هرم وشيخوخة بعد شباب وفتوة، كيف تتباطأ خطواته وتثقل حركاته، وهو يقترب من المحطة الأخيرة من مشوار حياته…
نهاية الإحساس: خواطر حول رحلة الحج
ولم تسقط مغشيا عليها من الرهبة أمام هذه الآية الربانية العظمى، لم تحس بفرح اللقاء، ولا بخوف الفراق، لكنها أحست بفراغ وخواء داخلها وعراء، وكأنما أحدثت هذه النظرة ثقبا غائرا في قلبها، فلم يعد ينبض بأي إحساس، أو كأنه توقف فجأة عن الخفقان…