من نحن؟ /

منهاجنا

Cover Image for approach large

منهاجنا شامل شمول الإسلام، يمتح من قرآن ربنا وسنة نبينا لتغيير الإنسان وإصلاح الأمة، وينظر في كتاب العالم يستمد منه الحكمة أنى كانت.

وفق ذلك، نؤسس نظرتنا لقضايا الإنسان وإشكالياته المستجدة بناء على المعرفة والعلم، والنظر المتأني في المشكلات والحلول الفعالة الممكنة، فيجتهد العقل ويبدع مطمئنا إلى وحي ربنا الذي منه نستد النور والتوفيق والسداد.

يتخذ له من الوضوح والمسؤولية والرفق والرحمة والاقتحام منهجا وموجها وسمة.

فيما يلي ثلاث من كليات منهاج عملنا:

التربية لبّ مشروعنا

التربية التي نسعى إليها تغيير باطني للإنسان، وجهاد للنفس حتى تتخلى عن الركون إلى الدنيا وملذاتها، وتشتاق إلى الله تعالى وتطلب مرضاته. وليست التربية في منهاجنا انزواء أو دروشة ولا تثقيفا للفكر ولا تدريبا على أعمال مقطوعة عن الوحي والسنة. غايتها الفوز في المعاد والسعادة في المعاش. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "جددوا إيمانكم، قيل وكيف نجدد إيماننا؟ قال: أكثروا من قول لا إله إلا الله". وقال عليه الصلاة والسلام: "إن الله يبعث لهذه الأمة على رأس كل مائة سنة من يجدد لها دينها". في هذه الأحاديث وصف دقيق لما يعتري الإيمان من ضعف، ولما يلحق الأمة من وهن وهوان، وفيها دواء هذا وذاك؛ فلا علاج للأمة من وهنها إلا بتجديد الدين، ولا تجديد للدين إلا بتجديد الإيمان، ولا تجديد للإيمان إلا بالتربية؛ فالله عز وجل لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم. أهم وسائلها "يوم المؤمن وليلته"، وهو برنامج فردي يستحضر فيه الإنسان ربه طيلة يومه وليله، به ينظم وقته ويخرج من عوالم الغفلة إلى دوام المراقبة لله تعالى. في هذا البرنامج يقسم المؤمن يومه إلى فترات يراعي فيها أوقاتا للتقرب إلى الله عز وجل بالفرض والنفل، وذكر الله والصلاة على رسوله صلى الله عليه وسلم وتلاوة القرآن الكريم وحفظه، وأوقاتا للشغل والتحصيل العلمي والأسرة وغيرها، وأوقاتا أخرى للدعوة إلى الله تعالى والجهاد في سبيله. ومما يساعد المؤمن على احترام برنامجه الفردي، وجود برامج جماعية تربوية وتعليمية تؤطرها مؤسسات الجماعة، منها الرباطات الدورية التي تختلف مددها من ثلاثة أيام إلى أربعين يوما، والاعتكافات الرمضانية، ومجالس النصيحة الأسبوعية والشهرية التي تكون مادتها الرئيسة ذكر الله والتذاكر فيه. ثم هناك الجلسات التعليمية الأسبوعية تخصص لطلب العلم الشرعي وحفظ القرآن الكريم، والدورات التدريبية والتأطيرية.

الدعوة مهنتنا

الدعوة عبادة وقربة إلى الله تعالى، فالأصل هو الدعوة إلى جماع الخير والأفضال:وَلْتَكُن مِّنكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ ۚ وَأُولَٰئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُون" (آل عمران – 104). والدعوة سلوك وحال قبل المقال:"قُلْ إِنَّ صَلَاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ" (الأنعام – 162). والباعث هو النظر لكل الناس بعين الرحمة والشفقة على ما ينتظرنا وينتظرهم يوم العرض على قيوم السماوات والأرض يوم ينتصب ميزان"فَسَيَرَى اللَّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ" (التوبة – 105). رحمة جوهرها الحب والوصال والألفة والتأليف:"فَبِمَا رَحْمَةٍ مِّنَ اللَّهِ لِنتَ لَهُمْ ۖ وَلَوْ كُنتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ" (آل عمران – 159). رحمة توزع نظرتها للناس، كل الناس من غير حدود ولا سدود جغرافية أو فكرية أو عقدية، بين المستجيبين لنداء التوبة وهم أمة الاستجابة، وبين الباقين من سائر الناس وهم مشروع دائم للدعوة، بعيدا عن أي نظرة تشرع للقطيعة وهو ما يتناقض مع عالمية الإسلام.

دعوة علنية وضوحها من وضوح التنظيم، تنتهج أفضل السبل المتاحة في رسالة الإسلام وتحبيب تعاليمه السمحة للقلوب والعقول.

مدافعة الاستبداد خطنا

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لتنقضن عرى الإسلام عروة عروة، كلما انتقضت عروة تشبث الناس بالتي تليها فأولهن نقضا الحكم، وآخرهن الصلاة". هذا الحديث وأمثاله دليل لمعرفة الانحراف الذي حصل في حياة المسلمين فأفقد الأمة مقوماتها؛ انفرط عقد الحكم، وذهبت الشورى بعد انتقال الخلافة الراشدة إلى ملك عاض، عض على الأمة بالوراثة وبيعة الإكراه، وأحل الاستبداد محل العدل.
غايتنا إرجاع عروة الحكم العادل، تشكل الشورى ركيزته، والإحسان روحه، والمشاركة العامة والتعددية السياسية وسلطة المؤسسات وسيادة القانون الضامن لاستمراره وحيويته، والحوار والاحتكام إلى الشعب وسيلة ترجيح الخيارات فيه.
نقاطع اللعبة السياسية بالشكل الذي تجري به في المغرب، لأنها عملية شكلية تمويهية، تُنظَّم في ضوئها انتخابات صورية، لا تفرز من يحكم وتحمله مسؤولية من يحكم. ونصطف في المقابل مع عموم الشعب، نشتغل في المساحة التي يتحرك فيها، ونعمل من خارج نسق السلطة الرسمي، فنعارض ونحتج ونُنظّم ونَنْتظم ونصدر الخطاب الإعلامي والموقف السياسي وننخرط في المنظمات الجماهيرية والشبابية والنسائية والنقابية، حاملين بصدق همّ الشعب المكلوم، ثابتين في الميدان.
في ضوء هذا الواقع وذاك الموقف، نرى أن بوابة التغيير السياسي تبدأ من الاتفاق على ميثاق جامع يحدد خارطة الطريق ومسار التغيير، يضع على رأس أولياته مناهضة الاستبداد وإيقاف الفساد ومسلسل إهدار مقدرات البلد. وفي المقابل إطلاق عملية سياسية جديدة على قواعد مكينة من الديمقراطية والحرية والمسؤولية، لا تقصي أحدا ولا تحصّن موضوعا عن طاولة النقاش المجتمعي.
وغني عن البيان أن جماعتنا، وهي تعتز بانتمائها لشرعة الإسلام وحمل روحه ومبادئه إلى أبناء شعبها وأمّتها، تعانق الوسائل الجديدة والآليات الفعّالة التي تواضع عليها العقلاء ووصل إليها الفكر الإنساني؛ من آليات ديمقراطية تنظم الخلاف، وتضمن تعددية الآراء، وتقرّ حق المعارضة، وتصون حرية الشعب في اختيار حكامه وإقالتهم، وتنظم فصل السلط، وتحترم حقوق الإنسان، وتعزز سيادة القانون، وتكرس التداول على السلطة. ومن وسائل حديثة في الإدارة والتنظيم والتدبير، ومن تقنيات متطورة معاصرة تُسهّل حياة الإنسان وتيسر سبل تطوير الاجتماع البشري.