عقد المجلس القطري للقطاع النسائي لجماعة العدل والإحسان دورته الحادية عشر، يوم السبت 08 صفر 1439ه الموافق ل28 أكتوبر 2017، تحت شعار “جميعا من أجل إنصاف المرأة المغربية”.
افتتحت الجلسة الصباحية الأولى بتلاوة آيات بينات من كتاب الله الكريم، وبكلمة لرئيسة الدورة، الدكتورة صباح العمراني رحبت فيها بالحاضرات، وذكرت باقتضاب بالسياق الدولي “الذي يعرف أزمات إقليمية، والوطني الذي يعرف هو الآخر ترديا على كافة المستويات سياسيا واقتصاديا واجتماعيا وحقوقيا”، مؤكدة أن “هذا التردي العام تؤدي فيه المرأة أثمانا باهضة باعتبارها مستضعفة المستضعفين”، ثم ذكرت ببرنامج اللقاء، لتعطي الكلمة للأستاذة سعدية الضريس.
قدمت المحامية الضريس في الكلمة الافتتاحية قراءة وافية في شعار الدورة، وسلطت الضوء على السياق العام الذي تعقد فيه، إذ سجلت حضور المرأة إلى جانب الرجل في مختلف محطات مناهضة الظلم في العالم العربي والإسلامي، وتعرضها للاعتداء الذي يقوده معسكر الظلم والاستبداد. كما استحضرت حالة الاحتقان الداخلي، التي قادها المخزن بعد فشل المحاولات اليائسة لتلميع صورته، حيث لعبت المرأة في الحراك الاجتماعي المغربي دورا محوريا، نالت من خلاله ألوانا من البلاء، مما يفند زيف الشعارات الرسمية المرفوعة التي تدعي الدفاع عن قضية المرأة، يُضاف إلى ذلك الهشاشة التي تعرفها وضعية المرأة المغربية المتمثلة في الجهل والأمية والفقر.
ولم يفت الضريس – في الورقة التي ألقتها – تأكيد انخراط نساء العدل والإحسان في العمل على رفع الظلم عن المرأة، واستعدادهن لوضع أيديهن في أيدي باقي العاملين المهتمين بالعمل النسائي البناء. وهو العمل الذي يتطلب تهمما، وهمة عالية، وصبرا، ومصابرة، وارتقاء في سلم السلوك إلى الله، كما أوضحت الورقة.
إثر هذه الورقة الافتتاحية أخذت الكلمة الأستاذة أمال عواد؛ بسطت فيها أهمية هذا اللقاء وأهمية عرض ومناقشة التقارير، والذي يمكن من معرفة مكامن الخلل والعمل على تجاوزها مستقبلا، وكذا الوقوف عند نقط القوة وتقويتها في أفق صياغة برنامج السنة المقبلة.
بعدها تم عرض ومناقشة التقرير السنوي للقطاع. وقد نوه القطاع النسائي بنسبة إنجاز مرتفعة للبرنامج المعتمد خلال السنة الفارطة، كما تم الوقوف على بعض الإخفاقات وطرق تجاوزها.
ثم أعطيت الكلمة للأستاذة أمان جرعود، أمينة القطاع النسائي للجماعة، التي أعادت الترحيب بالحاضرات، وأكدت أن تطور العمل النسائي داخل الجماعة يدفع إلى تطوير المجلس القطري، ثم بسطت مجموعة من التوصيات للنهوض بأداء وعمل نساء الجماعة. وأكدت على ضرورة الرجوع إلى الأصل الذي هو صدق العهد مع الله تعالى.
عرضت على إثرها ممثلات القطاع النسائي في مختلف ربوع الوطن مجموعة من المبادرات الناجحة.
لتنتهي الفترة الصباحية بطرح مشروع برنامج سنوي للسنة المقبلة 2017- 2018، والمصادقة عليه بعد إدخال تعديلات.
غلبت على الفترة الزوالية نقاشات تواصلية بين مختلف مكونات العمل النسائي داخل جماعة العدل والإحسان، بعد زيارة كريمة من ممثلات للهيئة العامة لعمل المؤمنات وأخوات ينتمين إلى مؤسسة الأمانة العامة للدائرة السياسية، انكبت في معظمها حول تصور الجماعة للعمل النسائي، وجسدت معاني الأخوة والتلاحم بين مؤسسات الجماعة.
وانتهت بقراءة البيان الختامي لأشغال الدورة، والمصادقة عليه بعد مناقشته وإدخال بعض التعديلات عليه.
وقد تميزت أشغال الدورة الحادية عشر للقطاع النسائي لجماعة العدل والإحسان بنقاشات عميقة وحيوية متميزة.