جدّد آلاف المواطنين المغاربة ليلة الجمعة 16 رمضان 144 خروجهم للاحتجاج في عدد من المدن، تنديدا بالاعتداء الصهيوني الهمجي ضد المرابطين في المسجد الأقصى المبارك، وسحل وتقييد وتعنيف المصلين العزل داخل المسجد القبلي والتنكيل بهم، في مشهد صدم كل الضمائر الحية في العالم وإن كان غير غريب عن الممارسات اليومية لكيان الاحتلال.
كما أعادت المغربيات الشريفات والمغاربة الأحرار تأكيد رفضهم القاطع لقرار التطبيع الذي اتخذتهم الدولة المغربية، وما أعقبه من مسار مضت فيه ينحدر بها نحو مستنقع الصمت إزاء جرائم الكيان، وما يستتبع ذلك من شرعنة لسلوكاته التي تخرق كل الشرائع، وهو ما يناقض كل دعاوى البهتان التي تُتَمتم أن فلسطين مازالت تحظى بالاهتمام المعتبر لدى صناع القرار السياسي في المغرب!
وهكذا، واستجابة لنداء الهيئة المغربية لنصرة قضايا الأمة، عرفت مدينة المحمدية تنظيم وقفة احتجاجية بعد صلاة التراويح بساحة الكرامة أمام مسجد مالي، عرفت الوقفة حضورا جماهيريا مميزا. حيث تعالت خلالها أصوات المحتجين بشعارات تندد بالهجمة الشرسة التي تعرض لها المصلون والمرابطون بالمسجد الأقصى من طرف قوات الاحتلال الصهيوني الغاشم، دون مراعاة الاحترام الواجب لأماكن العبادة كما تنص على ذلك المواثيق الدولية.
كما عرفت الوقفة حضورا أمنيا كثيفا بالزي المدني في محاولة للتشويش على الوقفة الاحتجاجية، التي تم في ختامها تلاوة بيان الهيئة الذي أدانت فيه الفعلة الصهيونية الشنعاء، كما تمت قراءة سورة الفاتحة ترحما على أرواح الشهداء.
وبجوارها، شهدت مدينة ابن سليمان تنظيم وقفة شعبية حاشدة بعد صلاة التراويح بمسجد القدس، ندّد خلالها المحتجون بالاقتحام الصهيوني والاعتداء على المرابطين والمصلين العزل داخل المسجد الأقصى الأسير واعتقال العشرات من المرابطين. وهو الفعل الذي رأى أبناء وبنات المدينة أنه يفتل في طبيعة الكيان العدوانية، وينظم إلى سلسلة لا نهائية من الخروقات التي تهضم الحق الفلسطيني بشكل يومي وعلى أكثر من صعيد.
بدورهم نظم سكان مدينة الجديدة وقفة تضامنية بمسجد عمر بن الخطاب، تعبيرا عن تضامنهم اللامشروط مع الشعب الفلسطيني والمرابطين بالمسجد الأقصى، كما عبروا عن رفضهم لجميع أشكال التطبيع مع الكيان الصهيوني الغاصب.
وعرفت الوقفة التضامنية التي تم تنظيمها مباشرة بعد صلاة التراويح ليلة الجمعة 16 رمضان الجاري، رفع العلم الفلسطيني والهتاف بشعارات منددة بالعدوان وبالتطبيع.
وكانت ساكنة الألفة بمدينة الدار البيضاء نظمت هي الأخرى وقفة احتجاجية أمام مسجد الحاج فاتح بعد صلاة تراويح ليلة الخميس 15 رمضان، تنديدا بما يقع في المسجد الأقصى من عدوان وإجرام في حق الشعب الفلسطيني. إذ أكد المحتجون على الانحياز الأصيل لشعب فلسطين صاحب الحق الأصيل، وجددوا تجريم وإدانة التطبيع واعتبار صاحبه شريكا في هذا الإجرام.
وهي الليلة، الخميس 15 رمضان 1444، التي عرفت احتجاج عدد من المدن المغربية الأخرى، التي بادرت إلى الاحتجاج تنديدا بالغطرسة الصهيونية التي وصلت حد اقتحام المسجد والاعتداء المفرط على المرابطين فيه، في مشهد صارخ في البشاعة والعنف، يدين فاعليه ومعهم من يرتضون وضع يدهم في يد كيان قائم على الاحتلال وغصب الأرض وهضم الحق وخرق كل القرارات الأممية والقوانين الدولية.
وكانت وسائل التواصل الاجتماعي ووسائل إعلام دولية تناقلت مقاطع فيديو تبين حجم الإجرام الذي ارتكبته آلة الاحتلال الصهيوني أثناء اقتحامها للمسجد الأقصى، ليلة الأربعاء 14 رمضان 1444 الموافق 5 أبريل 2023، مع اعتقال العشرات منهم، دون اعتبار لقدسية المسجد وحرمة هذا الشهر الفضيل، وهو ما اعتبره مجلس إرشاد جماعة العدل والإحسان في بيان أصدره أول أمس “نتيجة مباشرة للتخاذل العربي والإسلامي الرسمي عن نجدة فلسطين وإغاثة أهلها وعدم دعم صمود المعتكفين والمقاومة عامة في الأرض المباركة”، كما عدّه نتيجة “لتطبيع بعض الأنظمة العربية والإسلامية (ومنها النظام المغربي) مع الكيان الغاصب لأرض فلسطين”.