ندد الدكتور عمر أمكاسو، في وقفة احتجاجية بمدينة بنسليمان يوم الأحد 11 غشت 2024، بالإجرام الصهيوني ووصفه بـ “النازي” و”الهمجي”، مشيراً إلى جريمة اغتيال إسماعيل هنية وإلى المجزرة الأخيرة التي استهدفت مسجد التابعين في غزة، وأسفرت عن استشهاد أكثر من مئة من النساء والأطفال والمصلين الذين جاؤوا لصلاة الفجر على الرغم من الظروف الصعبة.
وبينما أكد عضو مجلس إرشاد جماعة العدل والإحسان أن هؤلاء الشهداء اختارهم الله ليرتقوا إليه ويتخذهم شهداء في سبيله؛ أعرب في المقابل عن خجله في أن تبقى بلادنا مطبعة مع “الذين تلطخت أسماؤهم وأيديهم بدماء الشهداء؛ بدماء الأطفال والنساء. الذين هدموا المساجد وخربوا كل مظاهر الحياة”.
وتابع قائلا: “من العار أن تبقى بلادنا؛ بلاد يوسف ابن تاشفين وبلاد المجاهدين من أمثال محمد بن عبد الكريم الخطابي وغيره من كبار المجاهدين مطبعة مع هؤلاء الذين لا تقف في وجههم أية قوانين وأية تنظيمات، هؤلاء الذين قتلوا المستضعفين وقتلوا الأبرياء وخربوا كل مظاهر الحياة وأبادوا وأقدموا على كل الجرائم التي يندى لها وجه الإنسانية جمعاء”.
وأكد رئيس مؤسسة الإمام عبد السلام ياسين للدراسات والأبحاث أن “التطبيع عار وجريمة وخيانة”، متسائلاً متى سيتوقف هذا “العار” في ظل ما يحدث في فلسطين. وأشار إلى أن العلاقات مع هذا الكيان هي “جريمة” بحق الشعب الفلسطيني، وهو أيضاً اختيار “فاشل وسيء” لحاضر هذه الدول العربية ولمستقبلها كما أنه إساءة لتاريخها.
وأبدى الدكتور أمكاسو استياءه من الانفصال بين الواقع المأساوي في غزة واحتفالات المهرجانات في المغرب. وأوضح: “قنواتنا لا علم لها بما يحدث في فلسطين في غزة الأبية، علمها وعدساتها مسلطة على مهرجانات الرقص والميوعة، أي عار هذا؟”
وأشاد المتحدث بثباتهم أهل غزة على أرضهم، مشيراً إلى أن هؤلاء الذين يتمسكون بصلاة الفجر في ظل كل هذه الظروف، هم من يجب أن نتعلم منهم التمسك بالمسجد وصلاة الجماعة. واعتبر أن هذا الصمود هو سبب قوتهم وانتصارهم رغم كل الصعوبات.
وقال: “إذا كان هؤلاء يحرصون على صلاة الصبح في المسجد، وهم يعيشون فيما يعيشون فيه من ضنك وتقتيل وإجرام وتجويع وكل ما يمكن أن يخطر على بال الإنسان، فماذا نقول لربنا إخواني أخواتي؟”
ووجه إليهم تحية الإكبار لأنهم لم يتراجعوا عن موقفهم، وواصلوا دعمهم واحتضانهم للمقاومة، ورفعوا شعار “يا رب خذ من دمائنا حتى ترضى”. مؤكدا أن هذا الصمود هو نتيجة لإخلاصهم وحفظهم لكتاب الله، وبفضل حرصهم على عبادة الله عز وجل.
وفي الختام، وجه الدكتور أمكاسو تحية إجلال للمقاومين في غزة، مشيداً بثباتهم وشجاعتهم التي أعادت للأمة عزتها. وأكد أن صمودهم أثمر دخول الآلاف من الناس إلى الإسلام، ليس بالكلمات، بل بمواقفهم البطولية. وختم بالدعاء لنصرة المجاهدين وإنهاء العدوان الصهيوني النازي، راجيا أن تكون عاقبته نصراً مؤزراً للأمة.