عرفت سنة 2016 محطة مهمة في سير جماعة العدل والإحسان وتدبير شؤونها، يتعلق الأمر بالانتخابات الداخلية التي أفضت إلى تجديد هياكل مؤسسات الجماعة وإعادة انتخاب مسؤولين وأعضاء جددا للمجالس والمكاتب واللجن. وقد شملت هذه الانتخابات مختلف المؤسسات سواء ذات الوظيفية التربوية والدعوية أو ذات المهام السياسية والإشعاعية، كما عمت المستويات المحلية والإقليمية والوطنية.
ومعلوم أن الجماعة في ديناميتها وتفاعلها مع مستجدات محيطها وتبعا لحاجياتها التنظيمية المتسعة، كانت دائما تراجع قوانينها الداخلية وتوزيع مؤسساتها بشكل يحقق الانسجام والتكامل والشمولية التي يغطيها مشروعها، وهكذا فقد ظهر هذا التنوع والتكامل في الأداء العام للجماعة حيث شملت أنشطتها مختلف الجوانب المؤسسة لعملها على مستويات التربية والتزكية كما على مستويات الدعوة والعمل الاجتماعي ورعاية الأسرة والطفل، وبرامج التعليم والتكوين والـتأهيل بمختلف أبعاده الشرعية والعلمية والفكرية والتدبيرية، فضلا عن اهتماماتها السياسية والحقوقية والاقتصادية والنقابية والشبابية والنسائية وغيرها.
وقد بدأ هذا الموسم بانعقاد مجلس الشورى في دورته العادية السادسة عشرة يومي السبت والأحد 09 و10 يناير 2016 بسلا، واختير لها اسم “دورة المسجد الأقصى المبارك” ، وقد تدارس أعضاء وعضوات مجلس الشورى في هذه الدورة قضايا مرتبطة بسير الجماعة وإشعاعها تربويا وسياسيا وتنظيميا من خلال التقرير السنوي العام للمؤسسات، بالإضافة إلى التصديق على تعديلات قانونية تهم مجموعة من مؤسسات الجماعة ولجانها، ومناقشة قضايا تخص العمل النسائي. كما تناول المجلس ورقة عمل حول الأخلاق والقيم حماية لها داخل بلدنا وأمتنا، ورصدا لعمليات الاستهداف الممنهج لها، ووقوفا في وجه المخربين لها المتآمرين عليها.
كما عقدت الهيئة العامة للتربية والدعوة مجلسها القطري السنوي بتاريخ 12 و13 نونبر 2016 تحت شعار قوله تعالى يا أيها الذين آمنوا كونوا قوامين لله شهداء بالقسط ، حيث سجل الحاضرون بارتياح سريان معاني المحبة والجدية والتعاون الذي يصبغ كافة الأعمال بكل الأقاليم والمناطق، ونبهوا إلى جوانب التعثر وأنواع العقبات التي تحول دون التطوير الأمثل للبرامج التربوية والدعوية والتعليمية والاشتغالات التخصصية والتنفيذية وغيرها طلبا لتجويد الأعمال نحو الكمال الذي لا تنقضي مدارجه ولا تنتهي معارجه. وشهد المجلس انتخاب أعضاء الهيئة والأجهزة التابعة في أجواء من التشاور والتناصح.
وبدورها عقدت الهيئة العامة للعمل النسائي مجلسها القطري بتاريخ 19 و20 نونبر 2016 تحت شعار قول المجدد عبد السلام ياسين رحمه الله: “طريق الجهاد طويل، يريد عملا ممنهجا، يريد تنظيم جهود، يريد تعبئة منظمة، يريد ضبطاً وانضباطاً، يريد استبشاراً وتبشيرا لأنفسنا وللإنسان” ، فكان تتويجا لعدة مجالس ومكاتب محلية وإقليمية في ذات التخصص، حضر أشغال المجلس مختلف مكوناته المركزية والمحلية ولجانه ومؤسساته التخصصية، ومشاركة منتدبين عن مجلس الإرشاد والمؤسسات المركزية للجماعة. وقد تميز اللقاء بأجواء عالية من الحيوية والفاعلية عرضا للأوراق ونقاشا لمضامينها، في تمثل ملحوظ لمبدإ التشاور والتداول الجماعي في اتخاذ القرارات ورسم خطوط العمل وكذا في تجديد الهياكل والمؤسسات والمسؤوليات عبر آلية الانتخاب الراسخة. أجواء عززها أساس التربية الإيمانية الإحسانية التي انعكست أخوة ومحبة وتصافيا أرخت بظلالها على المجلس.
أما المجلس القطري للدائرة السياسية فقد عقد دورته العشرون يومي 26 و27 نونبر 2016 تحت شعار “مع الشعب: اصطفاف مسؤول من أجل التغيير المأمول” . فإلى جانب العملية الانتخابية التي أفضت إلى الإعلان عن الأمانة العامة الجديدة، تناول المؤتمرون بالنقاش والتحليل قضايا تنظيمية فضلا عن المستجدات المحلية والإقليمية والدولية، مسجلا تمادي قوى الاستكبار في العبث بمصالح الشعوب ومقدراتها مقابل دعم مفضوح لأنظمة الاستبداد التفافا على حق الشعوب في التحرر. وعلى المستوى المحلي وقف المجلس على إصرار النظام على استكمال مخطط الإجهاز على مكتسبات الحراك الاجتماعي، وتكريس الهيمنة على مفاصل الحياة السياسية تحكما في القرار والمبادرة، وإفراغ العمل السياسي من أي دور إلا ما كان واجهة للتسويق الخارجي؛ إصرار على الالتفاف جسدته محطة 7 أكتوبر2016 في محاولات لصناعة خريطة سياسية على المقاس عرقلت إخراجها المقاطعة الشعبية الواسعة للانتخابات.