احتجاجات متواصلة بقطاع التعليم.. وفاعل نقابي: ما يحدث ينذر بمرحلة عصيبة للمنظومة التربوية

Cover Image for احتجاجات متواصلة بقطاع التعليم.. وفاعل نقابي: ما يحدث ينذر بمرحلة عصيبة للمنظومة التربوية
نشر بتاريخ

استمر الإضراب العام الذي دعت إليه التنسيقية الوطنية لأساتذة التعليم الثانوي التأهيلي والتنسيق الوطني لقطاع التعليم لثلاثة أيام 24 و25 و26 أكتوبر 2023 مرفقا بأشكال احتجاجية متنوعة، منها وقفات احتجاجية أمام المديريات الإقليمية يوم أمس 26 أكتوبر تحول بعضها إلى مسيرات ضخمة جابت الشوارع كما في آسفي وطنجة وغيرهما من المدن.

وتحدثت مصادرنا عن تجاوز نسبة الاستجابة لهذا البرنامج النضالي نسبة 90 في المائة بينما بلغ في بعض المديريات الإقليمية نسبة 100 في المائة، وهي خطوة شكلت إجماعا في الجسم التربوي، رفضا لتنزيل الوزارة بشكل أحادي وانفرادي للقانون الأساسي الجديد الذي جاء بتراجعات خطيرة وتضرب في الصميم مكانة الأستاذ في النسيج التعليمي والتربوي، مع إثقاله بالعديد من التكليفات التي لا تدخل في صلب مهامه.

وكتب الدكتور محمد بنمسعود، الكاتب العام للقطاع النقابي لجماعة العدل والإحسان، موضحا أنه إذا كان مسؤولو وزارة التربية الوطنية يراهنون على عامل الوقت لتجاوز الغضب الذي يجتاح نساء التعليم ورجاله، أو على تفعيل “المساطر” لوقف مدهم النضالي، الذي لا تزيده الأيام إلا اتساعا وتجذرا، “فهم ببساطة مخطؤون”.

ويرى عضو الأمانة العامة للدائرة السياسية أن هذه الخلاصة “أمست حقيقة لا تتطلب الكثير من التحليل، لاسيما بعد نجاح المسيرة الوطنية ليوم 5 أكتوبر 2023، ونجاح الإضراب الوطني هذا الأسبوع وما تصاحبه من أشكال نضالية قوية في مختلف المديريات الإقليمية”

ويأمل بنمسعود وفق ماكتبه في صفحته بفيسبوك، أن يدرك المسؤولين “حجم خطورة خطوتهم الانفرادية بالمصادقة على المرسوم، والاستهتار برد فعل رجال التعليم ونسائه، مشددا على أن هذه الخطوة ضربت “المنهجية التشاركية” التي تأسس عليها اتفاق 14 يناير 2023 بزلزال، طالت ارتداداته جسور الثقة التي تربط القواعد بممثليهم النقابيين.

بنمسعود في تدوينته المطولة التي عنونها بقوله: “عقارب ساعة النضال لا ترجع القهقرى”، اعتبر أن هذا الأمر، قد عبر عنه مسؤولون نقابيون سواء في ندوات صحفية وكلماتهم أو في أسئلتهم وتفاعلهم تحت قبة البرلمان في آخر جلسة لمجلس المستشارين بحضور السيد الوزير.

وذهب بنمسعود إلى أن ما يحدث “ينذر بمرحلة عصيبة ستعيشها المنظومة التربوية خلال هذه السنة الدراسية، التي تحتضن سبعة ملايين تلميذة وتلميذ”، خاصة أن التنسيق النقابي الرباعي أعلن رفضه للنظام الأساسي، ومقاطعته لدعوة الوزارة للقاء، ودعوته للاعتصام أمام مبنى الوزارة الأسبوع المقبل، مع تنامي وتيرة الاحتجاج في إطار التنسيقيات الفئوية التي أخذت المبادرة النضالية بقوة متكتلة أو منفردة، ودعت إلى تنظيم مسيرة وطنية ثانية.

فلا خيار أمام المسؤولين، يقول الكاتب، إلا الإنصات لصوت الأطر التربوية في الميدان، والتفاعل الإيجابي مع مطالبهم، وقراءة الوضع بمسؤولية، والمبادرة إلى إرجاع النظام الأساسي إلى طاولة الحوار لتصحيح الأخطاء والاختلالات، وإنصاف المتضررين، وترميم جسور الثقة؛ وإلا فكُرَة الثلج لا تزداد إلا تضخما مع مرور الأيام، والتوتر في تصاعد بعدما أحست الأطر التربوبة بأن كرامتها قد جرحت. فعقارب ساعة النضال لا ترجع القهقرى، والسياق بعد ذلك داعم.