وأنا وأنت والآخر والآخرون والجميع في كل مكان بدون شك الطبيعة تنادينا وتفتح أحضانها في وجوهنا فطبعا لن نتوانى في تلبية الدعوة، على ألا ننسى أن الأمر متعلق بعطية ربانية ونحن مدعوون بل مجبرون على حمايتها ورعايتها فنكون ممن قبل الهدية بفرح واستبشار ونفع وشكر النعمة…

…وإلا فلا حب إلا لفظة جوفاء، ظاهرها زيف بريق زائل، وباطنها خواء يتستر على ريح هوجاء، تنهش جسد النبل والعفة والأخلاق وكل طهر سام وراق، لتطمسه وتحطه في براثن أخس الأهواء، تحت شعار الحب.

إن التربية الحقة المرجوة خادمة لمستقبل الأمم ومصالح البشرية جمعاء، حيث يتلذذ الإنسان بشعوره بإنسانيته، بكيانه، بكرامته وحريته و,,, كأساسيات متمثلة في واقعه، لا شعارات وعناوين عريضة على أوراق ميتة منسية تفقد الحياة الكريمة معانيها…

والذوق مراتب منطلقها رؤية الجمال في صورة جميلة، أو وجه جميل، أو حديقة جميلة، أو,,, لتصل إلى أرقى مستوياتها حيث يتجلى عشق الجمال في فضائل الأخلاق، في العزة والكرامة، وكره القبح في سوء الخلق، في الوضاعة والذلة، نفور من الظلم والظالمين، حب العدل والعادلين، حب الجمال في الأمة، نفور من مسببات البؤس والفقر، بحث عن سبل العدل والرخاء…

في الصباح تنشر الشمس أشعتها على جبهته وهو يجوب شوارع وطرقات عطشى تسقى من عرق جبينه، هنا يوصد الباب بوجهه وهناك قد يبتسم الحظ له فاتحا ذراعيه، فينشرح صدره ويحط أحماله على فراش قاعة الانتظار الوثير، فترتع أحلام يقظة بجنبات ذهنه محتضنة أروع الصور، دخل مستقر…

وتجمدت الدماء بالعروق…خملت القلوب وطأطأت الرؤوس حانية الظهور… ركب الراكبون، استوت جلساتهم وتدلت على الأرض أرجلهم تلاعب الزمان اطمئنانا وأمانا، وتعالت شعاراتهم جوفاء تناجي الأيام، وتبشر بتحقيق أكاذيب تتضمنها سجلات بل أوهام…

صرخ الجنون بأعلى صوته سأعد سأعد فلنبدإ اللعب وقال البقية: “نعم عد وأغمض عينيك لنختفي نحن”، فوجدت المحبة مكانا لها في قلب الأمة العربية، واستقر الاتحاد بين دولها، وسكنت الشجاعة والإرادة القوية عقولها وعم السلام ديارها فما كان من الازدهار إلا أن نصب نفسه تاجا على رأسها…

إن كثرة السهو من بين المشاكل التي تعترض سبيل السير الطبيعي لتربية أبنائنا لنجدهم مغرقين في عوالم لا تنتهي من الأحلام والأوهام وهذا ما يطلق عليه “أحلام الأوهام” أو “أحلام اليقظة” ولا تؤثر الظاهرة على السير الطبيعي للتربية فحسب بل تؤثر سلبا على التركيز والانتباه أيضا…

الذرية الصالحة مطلب كل فتاة بل مطلب كل إنسان على وجه الأرض في السر كما في العلن، قبل وبعد الزواج ننسج من روائع الخيال صرحا سكنا لأسرة مميزة تحتضن أبناء يتوج أعمالهم الصلاح.