يحس كل إنسان بالسعادة العارمة والفرحة الكبيرة وهو يرفع أكف الضراعة لله عز وجل ” ربنا هب لنا من أزواجنا وذرياتنا قرة أعين واجعلنا للمتقين إماما “.
الذرية الصالحة مطلب كل فتاة بل مطلب كل إنسان على وجه الأرض في السر كما في العلن، قبل وبعد الزواج ننسج من روائع الخيال صرحا سكنا لأسرة مميزة تحتضن أبناء يتوج أعمالهم الصلاح.
يستجيب الله عز وجل الدعاء وهو الصادق في قوله ” وإذا سألك عبادي عني فإني قريب أجيب دعوة الداعي إذا دعاني” ويهب قرة العين، فننشد :
أبوك الذي جئته شاعــر
يغني مجيئك أحلى غنـاء
يرف صلاة تناجي الإله
ويضرع في خشية ودعاءوتهلل أسارير محيانا بقدوم مولود جديد أشرق في أنفسنا إشراقة الأمل…فتفيض قلوبنا رأفة وحنانا…نلعب بلعبه ونتحدث إليه بلغته، ونتبع عقولنا وأفئدتنا هواه، تشبع بطوننا حين يأكل، و يرتوي عطشنا حين يشرب، ونستريح عند رأسه حين ينام، فهنيئا هنيئا ما أعطينا، وألهمنا شكر ما منحنا، وأطال الله بقاءنا حتى نتعهد ونربي ونرعى إلى أن يراك المولى كما يحب ويرضى.
طفلنا نعمة من الله عز وجل هو كنز المستقبل، ودون شك نستشعر قيمتها وروعتها وجمالها، ونيتنا الخالصة في التربية وحسن التعهد لا غبار عليها، وعينا أن بيتنا مقر زرع البذور الأولى لتكوين شخصية ابننا و أدركنا أننا القدوة المنتظرة التي عليها استخراج مكنونات جوهره صابرة متدرجة مبتكرة في أساليب التعهد، باحثة ومطلعة على مختلف مجالات الرعاية والتربية، وعلمنا أنمن أهمل تعليم ولده ما ينفعه وتركه سدى فقد أساء إليه غاية الإساءة، وأكثر الأولاد إنما جاء فسادهم من قبل الآباء وإهمالهم وترك تعليمهم فرائض الدين وسننه فأضاعوهم صغارا فلم ينتفعوا بأنفسهم ولم ينفعوا آباءهم كبارا) 1 .
جوهرة ثمينة هو طفلنا فهل نتركه هملا يتكفل الدهر بتربيته؟ كيف نواجه تحديات الفساد الأخلاقي في محيطنا، الإعلام الخرب والشارع المليء بالفتن ؟ كيف نمنع تأثره بالرفقة السيئة ؟
أسئلة كثيرة تسد أمامنا الأفق، لكن حرارة الإرادة ترفع من جديد أكف الضراعة إلى الله عز وجل كما كانربنا هب لنا من أزواجنا وذرياتنا قرة أعين واجعلنا للمتقين إماماأن ربنا اكشف لنا سر السعادة في أبنائنا واهدهم سبل الاستقامة وسهل أمامنا سبيل طرق أبواب العلوم التي تعلمنا تربيتهم حتى يعيشوا ونعيش كما تحب وترضى ونلقاك وأنت عنا في قمة الرضاء، ربنا إننا محسنين ظننا موقنين بالإجابة يا من وسعتنا رحمتك وخاطبتنا أنادعوني أستجب لكم.