…وتجمدت الدماء بالعروق…خملت القلوب وطأطأت الرؤوس حانية الظهور… ركب الراكبون، استوت جلساتهم وتدلت على الأرض أرجلهم تلاعب الزمان اطمئنانا وأمانا، وتعالت شعاراتهم جوفاء تناجي الأيام، وتبشر بتحقيق أكاذيب تتضمنها سجلات بل أوهام، لغت العقول، تجاوزت القدرات متوقعة أنه الخلود والدوام. كيف تدعي الأمان أجسام خفيفات تتلاعب وتطفو على سطح مياه البحار؟؟؟ هيهات تصمد أمام تعالي الموج وحلول الطوفان…
لقد ملت الشعوب العربية طول الانحناء، ومل الشباب ضيق الخناق وقمع القدرات، وتجاهل الطاقات وتجميد العقول وتخريبها بألوان وأصناف الإفساد. فكيف يطول انحناؤها وكلها شباب يحب الجديد؟؟؟ وجديد هذه الأيام انفجار حب العدل والكرامة والحرية و…، حب الانعتاق من ربقة الظلم والقمع والاستبداد، حب الخروج من وطأة الفقر والقهر والجهل و…جديد العصر الاسثغاثة بالله تعالى وتكبيره جل شأنه، ومناداة الحرية بحناجر قوية لا يفتر صوتها ولا ينقطع، بارك الله في قوتك أيتها الحناجر حتى تطهري صفحات التاريخ من براثين الفساد والظلم والاستبداد.
انقضى الصبر، بل انتهى عهد التخامل والخنوع والتكاسل، واشتعل لهيب دم احتقن، فتفجرت قطراته حبا لله ورسوله صلى الله عليه وسلم، حبا للعدل والكرامة، حبا للتغيير، حبا في استرجاع مجد داسته الأنانيات وجثمت على أنفاسه الأطماع وتمجيد الذوات…
إن الشباب بل الشعوب تجوب الشوارع بصدور عارية ورؤوس مرفوعة بعد طول انحدار، تفجر صوت الحق والصدق المنفلت دون انقطاع… ما تتراجع، بل تصد عنف العصي والرصاص الحي الذي يزيدها صمودا، ويحيي غضب القاعدين فيهبوا منضمين لمن سبقهم، فيصيروا رفقاء درب النصر والحرية، ويسيروا مكسرين جدران الخوف والتراجع، وتهب رياح التغيير…
صدق من قال أن من الحب ما قتل، إن مجنون ليلى قتله حب امرأة، وحب المال قتل قارون، وحب القصور والثروات و المنصب قتل فرعون، وحب نفاق وتملق قتل أنصار الظلم والاستبداد و…، إنه حب قتل أهله، تفصله هوة شاسعة عن حب وقر بقلوب شباب هذا العصر البواسل الأحرار، حب صادق خالد، حب الحق وخالقه وناشره، حب الفطرة التي فطرنا الله عليها ولا مبدل لها، حب لم يقتل بل أعلى المحبين مقاما ساميا ليحليهم تاج الشهادة بين يدي العدل عز وجل.
فلنستبشر خيرا، فتوالي الأجيال يكشف عن تعلق شديد بحب التغيير والحرية وليشهد التاريخ أن هذا الحب الصادق خالد بقلوب أبنائنا ومهما حث عليه تراب أو علاه غبار، فهو في كل زمن وفي أي وقت قابل للانفجار.