8 مارس همسة أمل؟؟

Cover Image for 8 مارس همسة أمل؟؟
نشر بتاريخ

“الثامن مارس من كل سنة” تاريخ مميز عند كل النساء و كل الفعاليات النسائية، إنه تاريخ يحتفل فيه باليوم العالمي للمرأة كل على حسب ما يحمل في جعبته من مبادئ وتطلعات: فمنهم مندد بالأوضاع المزرية التي تعيشها المرأة، ومنهم رافض لمعاناة المرأة، ومنهم مطالب بحقوق ضاعت مع مرور الزمن ومنهم ومنهم … لكن يبقى السؤال الذي يطرح نفسه أتغير شيء أم سيتغير شيء بعد مرور الثامن من مارس أم سيستمر الحال على ما هو عليه؟؟

لعل متتبع الأوضاع التي تعيشها المرأة في المجتمع العربي الإسلامي خاصة سيلاحظ أنها لا تكاد تتغير وحتى إن تغيرت فإن مسارها يخالف الطبيعة الإسلامية والإنسانية للمرأة، فقد أقبل هذا اليوم والأوضاع أكثر تمزيقا وأكثر ظلمة وأكثر فسادا. وما تعيشه الأمة جمعاء والمرأة خاصة خير دليل على كذلك، لأنه ورغم مرور السنين ورغم كل الشعارات التي ترفع من أجل تحسين وضع المرأة إلا أن الحال لا يزال كما هو بل إن كل من يدعي أنه نجح في تغيير شيء إما أنه يتظاهر بالغباء وإما أنه فعلا لا يفقه شيئا في الواقع المعاش وإما أنه يرفض فتح عينيه أمام ما يراه.، وفي كل الأحوال فإنه لن يرى ولن يقول إلا ما يحب ويتمنى وهذا حال من ينتظر مثل هذه المناسبات ليرفع شعارات تهتف بعناوين عريضة ويرددها ويظل يرددها دون ملل لكن لا من يسمع ولا من يعي. فالكل يهتف والكل ينادي والكل يصرخ من أجل المرأة.

ترى عن أي امرأة يتحدثون وأيهن يقصدون ؟؟؟… أتلك التي مسحت الأمية ما بقي في ذهنها من فهم وأم تلك التي تغربت فضاعت هويتها وغاب دينها وأصبحت تمشي مشية لاهي بمشية الحمامة ولا هي بمشية الغراب، أم تلك التي تسعى وراء الشهرة من خلال اعتلاء منابر براقة زيفها أكثر من حقيقتها، أم تلك التي أصبحت سلعة تباع و تشترى في سوق الإشهارات، أم تلك التي حكم عليها من لا يفقه بأن لها خرجتان إحداهما إلى بيت زوجها والأخرى إلى القبر، أم تلك التي تستفيق ولا هم لها سوى بم ستعيل أبناءها اليتامى، أم تلك التي ترغم على بيع لحمها لمن هب و دب مقابل دريهمات تسكت بها أولاذا جائعين أو أهلا لا يهمهم سوى المال، أم تلك التي تقضي النهار في الحقول حاملة المعاول فاحدودب ظهرها من كثرة الانحناء حتى صار كالقوس الحاد، أم تلك التي تجوب الشوارع والأحياء باحثة عن أحسن وأمهر دجال يساعدها كيف تجعل زوجها كالخاتم في أصبعها، أم تلك و تلك وتلك….. أصناف وأصناف مضادة نماذج خاصة وحالات شاذة. كلهن يعشن في مجتمع عنوانه لا إله إلا الله، وما هكذا أرادهن الله.

أما آن الأوان أن تدركن أنكن أساس البناء القوي والركيزة للعمران الشامخ.

كيف تقبلن على أنفسكن كل هذا الذل والهوان وأنتن صانعات الأجيال و مربيات الرجال ولكن من الله حسن المآل.

كل يوم وأنتن في عزة وكرامة كل يوم وأنتن في شموخ وثبات.