في عربدة صهيونية مستمرة لليوم الثاني على التوالي، وأمام صمت دولي وعربي مطبق هو أقرب إلى الفرجة على القتل والإبادة منه إلى شيء آخر، تواصل قوات الاحتلال الإسرائيلي عدوانها على مدينة جنين ومخيّمها، وسط تقتيل بارد للمواطنين وتخريب كبير للممتلكات وتهجير للسكان وقصف للمباني.
وقد ارتفع عدد الشهداء منذ بدء العدوان فجر أمس الإثنين، بحسب وزارة الصحة الفلسطينية، إلى عشرة فلسطينيين بينهم 4 أطفال وفتية، وأزيد من 100 جريح بينهم 20 بحالة خطيرة. ناهيك عن اعتقال ما يفوق 120 شابا فلسطينيا.
ويواصل الطيران الحربي الصهيوني قصف منازل المواطنين في المخيم، تزامنا مع الدفع بمزيد من التعزيزات العسكرية لقوات الاحتلال إلى مداخل المخيم مدعومة بجرافات عسكرية. كل ذلك وسط حصار تام لمخيم جنين في ظل انقطاع التيار الكهربائي والمياه عنه جراء التخريب الكبير المتعمد للبنية التحتية بفعل التجريف للشوارع، واقتلاع أعمدة الكهرباء، والتشويش على خطوط الاتصالات. بحسب ما تناقلت وسائل الإعلام.
وفي جريمة تذكّر بأحداث النكبة الفلسطينية، أقدمت قوات الاحتلال الليلة الماضية على عملية تهجير قسري جماعية، بإرغام مئات المواطنين على مغادرة منازلهم تحت طائلة التهديد بقصفها على رؤوسهم. ووصلت عدد من العائلات الفلسطينية إلى المستشفيات ومقر بلدية جنين هربا من التهديد بقصف منازلها. وقال الهلال الأحمر الفلسطيني إن طواقمه تمكنت من إخراج نحو 3 آلاف فلسطيني من مخيم جنين رغم الدمار الذي لحق بالطرق نتيجة تدمير آليات جيش الاحتلال لها.
من جهتها توعدت فصائل المقاومة بالرد على العملية الإسرائيلية الأوسع منذ عام 2002، وأكدت أن الاحتلال في حال اقتحم مخيم جنين سيدفع ثمنا لم يتوقعه. وقالت فصائل المقاومة إن كمائن المقاومين اصطادت جنود الاحتلال وآلياته في أزقة مخيم جنين مساء أمس وصباح اليوم، كما أسقطت أربع مسيّرات له من سماء جنين، وعطّلت عددا من آلياته العسكرية. وأكدت الفصائل في بيانات متلاحقة منذ بدء العدوان، أن كتائبها في جنين ستواصل الدفاع عن المخيم وسكانه مهما كلف مقاتليها من تضحيات.
هذا وعم إضراب شامل غالبية محافظات الضفة الغربية والقدس المحتلة، اليوم الثلاثاء، وسط دعوات للخروج بمسيرات وتصعيد المواجهات مع قوات الاحتلال الإسرائيلي دفاعا عن مدينة جنين ومخيمها، ورفضاً للعدوان المتواصل عليها لليوم الثاني على التوالي.