وبأية حال عدت يا عيد العاملات والعمال؟!

Cover Image for وبأية حال عدت يا عيد العاملات والعمال؟!
نشر بتاريخ

بقلم: رجاء عامري

حلت المناسبة، وككل سنة نكون من المدعوات نقيم نتائج سنة خلت بل وسنوات توالت على نفس الحال وذات المنوال.

عيد الشغل …

كلما ذُكرت المناسبة وحلت طُرحت معها علامة استفهام بعد سؤال عريض طال طرحه، قد يختلف أسلوب طرحه وتتبدل صيغة استفهامه لكن يظل المعنى واحدا وهو: ما جديد هذه السنة عندك يا فاتح ماي؟

أ قاحلة هي مناسبتك كما سابقاتها وكما جيوب الكادحات والكادحين؟

أ مكفهرة مثل اكفهرار صباح العاملات المظلم؟

أباردة برودة أجورهن الزهيدة التي لا تتململ في وطني الحبيب ولا تطالها تلك الزيادات الصاروخية التي ما فتأت تطال كل شيء إلا أجور المستضعفات والمستضعفين؟

ماذا عن عدد ساعات العمل وماذا عن المصرح وغير المصرح منها؟

ظروف شغل قاهرة هي حالك كل ما حلت ذكراك يا عيد العاملات، أعيت أكتاف الرجال الصلبة فما بالنا بنساء أحدبت ظهورهن وشحبت وجوههن وهزلت أجسامهن، مقابل ما يسد بعضا من رمقهن حتى يكن قادرات على إضافة يوم قهر آخر.. وتحت نير الغلاء الفاحش والاستغلال بشتى أنواعه، واستمرار تفشي الزبونية والمحسوبية و(الي باها ماشي لابأس عليه) تقبل العاملة المستضعفة بأنصاف الحلول وأدناها  كي لا تعود خاوية الوفاض في المساء.

 وفي منتديات العاملات وفي ناقلات الموت المكتظة وسلاسل الاستغلال في الضيعات والمصانع والمنازل تواسي العاملات بعضهنا البعض، كل من موقعها تئن، وكل واحدة في مجالها تنسي الأخرى مرارة واقع طال رثاؤه.

ماذا عن قِدْرِ بعض من أوكلوا إلى أنفسهم حماية حقوق الشغيلة؟ هل أضيفت إليه بعض النكهات والملونات غير الطبيعية ليتغير طعمه ولونه بشيء لن يزيده إلا مرارة وحموضة؟ هل لازال طرف الخيط مفقودا عند بعض الفضلاء ولم يتم بعد العثور على مربط الفرس الأصلية والثابتة؟ أ لازلنا نهدر الوقت والجهد باحثين عن الحلول على جنبات الطريق دون أن نلتفت إلى  ديدن  الأمر وأصله وهو محاربة الفساد بأنواعه  وتكثيف الجهود ضد الظلم والاستبداد في مستوياته الأفقية والعمودية؟

سنة ليست ككل السنوات، فقد علت فيها أصوات الصغير قبل الكبير، والمتعلم قبل الذي لم تتح له فرصة التعليم، والمرأة قبل الرجل، والقوي والضعيف والمفقر والمجهل. المسألة ما عادت أزمة خبز قد أصبحت أكثر من ذلك بكثير.

 هي أزمة كرامة هي أزمة عدالة اجتماعية.

 “والمغربية حرة تموت بالجوع، ومتموتش  بالذل”.