ذ. حمداوي: “مجلس النصيحة” هو مجلس لتدارس القرآن والسيرة ولذكر الله وقيام الليل

Cover Image for ذ. حمداوي: “مجلس النصيحة” هو مجلس لتدارس القرآن والسيرة ولذكر الله وقيام الليل
نشر بتاريخ

ذكّر الأستاذ محمد حمداوي، عضو مجلس إرشاد جماعة العدل والإحسان، بأن مجلس النصيحة في دعوة العدل والإحسان المغربية هو مجلس مدارسة للقرآن الكريم ولسيرة سيد المرسلين عليه الصلاة والسلام وصحبه الكرام الأوفياء رضوان الله عليهم جميعا. ومجلس قيام الليل ودعاء الخير الرابط للقلوب على المحبة والاخوة الجامعة للسابقين واللاحقين مصداقا لقوله سبحانه وتعالى وَالَّذِينَ جَاءُوا مِن بَعْدِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالْإِيمَانِ وَلَا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلًّا لِّلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَءُوفٌ رَّحِيمٌ (10).

وقد خصّصت الجماعة مجلس النصيحة القطري الذي نظمته يوم السبت 7 جمادى الآخرة 1444 الموافق لـ31 دجنبر 2022، بمناسبة الذكرى العاشرة لوفاة الإمام المجدد عبد السلام ياسين رحمه الله، والتي توافق هذه السنة تخليد جماعة العدل والإحسان المغربية للذكرى الأربعين لتأسيسها، خصصته لتدارس موضوع “الصحبة في الله.. جمع وانجماع على الله”، عبر عدة عروض همّت مدارسة الآية 28 من سورة الكهف، ودراسة فقرة من كتاب الإحسان بعنوان سنة الله في التابع والمتبوع، ثم سيرة آل سيدنا أبي بكر رضي الله عنهم نموذجا للأسرة الناجحة، فكلمة لفضيلة الأمين العام الأستاذ محمد عبادي. ناهيك عن برنامج تربوي متنوع بين قراءة القرآن وقيام الله والذكر والدعاء.

ونوّه الأستاذ حمداوي في افتتاح المجلس إلى أن مرامي الصحبة هي جمع القلوب على محبة الله وعلى رحمة الله وعلى طاعة الله، وعلى محبة سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم وعلى اتباعه واتخاذه أسوة وقدوة ونموذجا. قال تعالى: لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِّمَن كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا (21). مذكرا بأن هذه الصحبة أثبتها الله عز وجل خالدة في الكتاب العزيز للصاحب الكريم سيدنا أبي بكر رضي الله عنه في موطن فداء عظيم. موطن الليالي الثلاث العصيبة في غار ثور. والتي قال فيها سيدنا عمر رضي الله عنه: “والذي نفسي بيده لتلك الليلة خير من آل عمر”.

والصحبة، يضيف عضو مجلس الإرشاد مخاطبا الحاضرين والحاضرات والمتابعين عبر الأثير في باقي مجالس النصيحة التي نُظّمت في ذات التوقيت في سائر المدن، محبة واتباع؛ “محبة إن كانت خالصة صادقة تبقى دائمة لا تنقطع بالموت وإن قرنت باتباع على منهاج سيد المرسلين صلى الله عليه وسلم انتفع بها صاحبها وانتفعت بها صاحبتها، وفازا يوم المعاد فوزا عظيما”. وزاد موضحا بأن المحبة لا تكفي وحدها ولا يكفي الاتباع وحده. فقوم أحبوا النبي الكريم عليه الصلاة والسلام ولم يتبعوه ضلوا وخسروا خسرانا مبينا ومنهم أبوطالب عم النبي صلى الله عليه وسلم. وقوم اتبعوه ولم يحبوه فضلوا كذلك وخسروا خسرانا مبينا. إنهم المنافقون الذين كانوا مع الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم وفضحتهم سورة التوبة حتى سميت أيضا بسورة الفاضحة.

واستدعى المتحدث أيضا قول الله عز وجل عن الخلة بين المؤمنين الأَخِلاءُ يَوْمَئِذٍ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ إِلا الْمُتَّقِينَ (الزخرف-67)، منوها بما ذكره الإمام الطبري رحمه الله في تفسيره أن عليا رضي الله عنه قال: خليلان مؤمنان مات أحدهما  فقال: يا ربّ إن فلانا كان يأمرني بطاعتك وطاعة رسولك، ويأمرني بالخير، وينهاني عن الشرّ ويخبرني أني ملاقيك يا ربّ فلا تضله بعدي واهده كما هديتني وأكرمه كما أكرمتني، فإذا مات خليله المؤمن جمع بينهما فيقول: ليثن أحدكما على صاحبه فيقول: يا ربّ إنه كان يأمرني بطاعتك وطاعة رسولك، ويأمرني بالخير، وينهاني عن الشرّ، ويخبرني أني ملاقيك، فيقول الله عز وجل: نعم الخليل، ونعم الأخ، ونعم الصاحب.
ليذكّر بقول الإمام عبد السلام ياسين رحمه الله: لا تحبس الصلة برازخ الموت.

وبعد أن استحضر عددا من الآيات الكريمات، منها: وَالسَّابِقُونَ الْأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُم بِإِحْسَانٍ رَّضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي تَحْتَهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا ۚ ذَٰلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ، وَآخَرِينَ مِنْهُمْ لَمَّا يَلْحَقُوا بِهِمْ، ووَالَّذِينَ جَاءُوا مِنْ بَعْدِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالإِيمَانِ، ووَالَّذِينَ آمَنُوا مِنْ بَعْدُ وَهَاجَرُوا وَجَاهَدُوا مَعَكُمْ فَأُولَئِكَ مِنْكُمْ. شدّد على أن صحبة المحبة والاتباع “ماضية أصلا ورأسا للقدوة العظمى سيدنا محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم. وماضية سندا وتبعا على منهاجه صلى الله عليه وسلم لصحابته الكرام رضي الله عنهم ولمن بعدهم من التابعين وتابع التابعين ومن تبعهم من أئمة الهدى المربين المجددين المخلدين القائمين لله وعلى منهج الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم”.

ثم زاد الأمر وضوحا حين شرط ذلك بقوله “لن تكتمل هذه الصحبة الخالدة لهؤلاء القائمين المجددين إلا بصحبة في جماعة حاضرة فاعلة الآن في الأمة”، مستدلا على ذلك بقول الإمام عبد السلام ياسين رحمه الله من كتاب تنوير المؤمنات، ج1، ص20: “لو أصبح المسلمون فردا فردا على أتقى قلب واحد منهم، ولو اجتهدوا في الأعمال الصالحة الفردية ما اجتهدوا، ثم لو يؤلفوا قوة اقتحامية جماعية تكون المرأة فيها فعالة، لفاتهم فردا فردا درجة الجهاد، ثم لفات الأمة ما فاتهم، ولتردت الأمة بترديهم عن الدرجة العالية، ولتبدد حاضرها وضاع مستقبلها بتبدد إرادتهم”.

وأعقب ذلك بقوله أيضا رحمه الله عن الروابط الأساسية لهذه الجماعة: “ولو اجتمع آلاف المحسنين ما كونوا جماعة حتى تربطهم روابط ثلاث المحبة والطاعة والنصيحة” الإسلام غدا 199، وقوله أيضا “والشورى في الأمر الخاص والعام والحكم دين من الدين”.