إرضاء آدم غاية تُدرك

Cover Image for إرضاء آدم غاية تُدرك
نشر بتاريخ

تبنى الأسرة والعلاقة الزوجية الناجحة على وجود زوجة تهتم بجميع التفاصيل المتعلقة بزوجها وأولادها ونفسها وبيتها، وتملأ حياتهم حبا وحنانا وطمأنينة، أما عندما تكون الزوجة مشغولة بمسؤوليات الحياة اليومية؛ كالعناية بالمنزل وتربية الأطفال والوظيفة، والتي تشعرها دائما بالضغوطات، فقد يؤثر ذلك سلبا على علاقتها مع رفيق حياتها، ما يؤدي لدوامة من المشكلات، قد تسبب تعاسة الزوج، وتقوّض دعائم العلاقة معه، وهذا ما يجعل الزوج دائم الشكوى.

1. اللوم والعتاب من قبل الزوجة

اللوم والعتاب الدائم والمستمر من قبل الزوجة بعد عودة زوجها من العمل بسبب قائمة المهام التي لم ينفذها أو نسيانه لمسألة ما، مع أن العتاب دليل على محبة الزوجة لزوجها إلا أن أسلوبها المستخدم وكثرة اللوم له يجعله ينفر منها. وقد عبر أحد الأزواج عن مدى انزعاجه من هذا الأمر، فقال: “أعلم أن مسؤولية العناية بالمنزل والأطفال مرهقة جدًّا، ولكن بعض التقدير لجهدي أنا أيضًا سيجعل الأمور أفضل في المنزل”.

2. الحديث الدائم عن مشكلات المنزل

قد تصبح كثرة شكاوى الزوجة من الأمور التي تتعلق بحياتها الزوجية، أحد أبرز العوامل التي تتسبب في تفاقم المشكلات بينها وبين زوجها، وحدوث فتور بينهما لتتحول الحياة الأسرية إلى حياة روتينية مملة، تفتقد الدفء العاطفي. وهذا ما أشار إليه أحد الأزواج متضايقا من حديث زوجته الدائم عن مشاكل البيت: “مشكلات الأبناء والمنزل والطعام لا تنتهي، لماذا كل حديثنا عن هذه الأمور؟ ولما لا نحصل على حديث مميز معًا، بعيدًا عن كل ذلك؟”.

3. افتقاد الرومانسية

الصمت والملل وافتقاد كلمات الحب في الحياة اليومية للزوجين يحولها لروتين، “في حين أن بعض كلمات الحب في الصباح وتوديعي بابتسامة للعمل، أو استقبالي بترحاب وحب بعد عودتي، يمكنها أن تكسر هذا الروتين وتعيد الشغف لحياتنا”. احتياجات بسيطة عبر عنها زوج متطلع لمعاني الود.

4. علاقة حميمة روتينية

تبدأ زيجات كثيرة عادة بحب كبير، ولكن مع مرور السنين يفتر الحب، وتصبح العلاقات بين الزوجين باردة، فتضعف رغبة كل من الزوجين في الآخر. وقد صرح أحد الأزواج بهذه الحقيقة: “عدم التجديد والملل في العلاقة الحميمة بيننا، وقيام زوجتي بها كنوع من الروتين فقط، يجعل العلاقة أشبه بمهمة أو واجب لا أكثر. أعرف أن زوجتي مجهدة ومشغولة دائمًا بأمور المنزل، لكن العلاقة الحميمة هي الوقت المناسب لإلقاء المسؤوليات جانبًا”.

5. عدم اهتمام الزوجة بمظهرها

تميل المرأة بطبيعتها إلى الاهتمام بجمالها وبمظهرها، إلا أن بعض الزوجات قد تتراجع لديهن هذه الأولوية الأنثوية ويرينها غير ضرورية، ومنهن من تفتقد تلك الميزة الأنثوية في ظل ضغوط المعيشة وكثرة المسؤوليات بعد الزواج والإنجاب، ما تكون له تأثيرات سلبية على علاقتها بشريك حياتها مما يشعره بالإحباط، “عدم اهتمام زوجتي بمظهرها داخل المنزل أو الاهتمام بتخصيص وقت لنا معًا، بعيدًا عن الأطفال وعن مسؤوليات المنزل يشعرني بالإحباط”.

أيتها الزوجة المباركة

اعلمي أن دواء الرجل كلمة طيبة، فتأسرين بها قلبه، فيصبح لك الزوج المحب، وتجنبي جداله في غضبه، ولا تناقشيه أمرا في تعبه، كوني دوما الصدر الحنون، فبالحب ترق لك النفس، وبالحكمة تصلين إلى مبتغاك. واحرصي دوما أن يكون داخل وقتك مساحة خاصة به، وتفقدي مواطن راحته، واسعي إليها بروح جميلة متفاعلة. ولك مني أجمل هدية، قطوف دانية من جنات الحبيب المصطفى عليه أفضل الصلاة والسلام:

1. استقبال الزوج

خرج الزوج من عمله تعبا منهكا، ثم فتح باب بيته، فإذا رفيقته الأبدية أمامه، بحسنها تستقبله وترحب به، لمسة حانية تنسيه هموم يومه، استقبليه بابتسامة وودعيه بابتسامة، واسألي عن حاله وأحواله، تجاذبي معه أطراف الحديث، وأسمعيه كلاما طيبا، وتذكري قول الرسول صلى الله عليه وسلم في ذلك حيث قال: “إذا صلت المرأة خمسها، وصامت شهرها، وحفظت فرجها، وأطاعت زوجها، قيل لها: ادخلي الجنة من أي الأبواب شئت” 1.

2. التجمل والتزين له

في بداية الحياة الزوجية تحرص الزوجة على التزين لزوجها، لكن مع مرور الوقت تهمل زينتها، ناسية أن تزينها لزوجها حق له وواجب عليها. ليس مطلوبا منك أيتها الزوجة المباركة أن تقضي جل يومك أمام المرآة لتتزيني، فأساس الزينة المحافظة على النظافة مع لمسات بسيطة؛ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “ألا أخبركم بخير ما يكنز المرء؟ المرأة الصالحة، إذا نظر إليها سرته، وإذا غاب عنها حفظته، وإذا أمرها أطاعته” 2.

3. التخفيف من الأعباء المنزلية

 إرساء أسس لبيت ناجح يعني مسؤوليات متزايدة، سواء المهام اليومية في تنظيف المنزل أو تربية الأطفال وغيرها، ودائما ما تكون الشكوى واحدة، وهي أن الزوجة تحمل جميع الأعباء على كتفها، بينما يكتفي الزوج بعد العودة من العمل بالاستلقاء جانبا وعدم المشاركة في أي شيء يخص المنزل. والحل لهذه المشكلة هو التخفيف من هذه الأعباء من خلال مشاركة الزوج والأولاد في تحمل بعض المهام المنزلية اليومية، مثل ترتيب الفراش وإعداد مائدة الطعام وغيرها من الأعمال التي قد تبدو بسيطة، ولكنها ستخفف عنك بعض المسؤوليات بالتأكيد.

4. العلاقة الحميمة

 على الزوجين إدراك أن العلاقة الحميمة واحدة من أهم أسس الزواج، وأن إهمالها قد يؤدي إلى فشله. لذا على الزوجين أن يعرفا أن في شريعة الله وسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم متسع ليسعد جسم بعضهما بجسم بعض، “وما يشرح نفس المرأة حين يسكن إليها وتسكن إليه، وحين يكون الجسم معْبَراً للمودة والرحمة ومُعَبِّرا عنهما” 3. لذا على الزوجين التحدث معا حول احتياجاتهما العاطفية بصراحة شديدة.

ولتعلمي أيتها الزوجة المباركة، أن من مقدور الزوجات إتقان فن التعامل مع أزواجهن وبطرق لا تخلو من التجديد، وتغيير بيوتهن إلى رياض جميلة من الأنس والسعادة، دون أن يكلفهن هذا كبير جهد أو كثير مال. ولا يمكن أن تخلو العلاقة الزوجية من مشاكل وأزمات، ولكن الزوجة الصالحة تستطيع أن تحول هذه الأزمات إلى فرص لتقوية العلاقة وتعبئة البيت بالسعادة.


[1] أخرجه أحمد.
[2] رواه أبو داود.
[3] تنوير المومنات ج 1، ص 161.