وتتجدد المعاناة..

Cover Image for وتتجدد المعاناة..
نشر بتاريخ

بآمال تعانق شموخ الجبال، وآلام يفوق انتشارها في الأرواح امتداد السهول الشاسعة، وجدة في العمل لبلوغ المعالي وتحقيق الأماني.. تعمل الفتاة القروية لتلتحق بركب من اتخذ العلم سبيلا لنيل المراد. إنها قصة الفتاة والطالبة والأم والأنثى والإنسان القروي عموما. قصة تبتدئ بصعوبة العيش دون أدنى مقومات العيش الكريم في مناطق أخفت القسوة الجغرافية والإهمال البشري معالم الحياة فيها.

فاطمة وخديجة وزينب و… أسماء غيرهن كثيرة، كل واحدة منهن تحمل في قلبها آلاما لو أتيحت لهن الفرصة ليكتبنها لأصبحت قصصا يتهافت على إخراجها أشهر المخرجين السينمائيين ولحازت جوائز عالمية. إنها معاناة المخفيات وراء الجبال، معاناة تعيشها كل فتاة قروية تحلم في أن تصير طبيبة أو مهندسة أو أستاذة أو … فبعد أن قضت هاته الفتاة المجدة الحالمة سنوات الابتدائي بكل صعوباته وعوائقه في مدرسة قرب مقر سكناها تضطر للبحث عن مأوى تستقر فيه لتتابع مسارها الدراسي، لعدم توفر مراكز التعليم التأهيلي في منطقتها الأصلية. وهنا تبدأ المعاناة الحقيقية، حيث تضطر العديد من الفتيات إلى الانقطاع عن الدراسة لعدم تواجد ذلك المأوى. وحتى إن حالفها الحظ في إيجاده فإنها تجد نفسها أمام عقبة أخرى؛ فمن سيتكفل بها ماديا ومعنويا خصوصا وأن أوضاع الغلاء والاهتراء الحقوقي قد أرخت بظلال اليأس من تحسين الظروف على قلوب الفئة الهشة المغلوبة على أمرها.

وتزيد المعاناة كلما تقدمت القروية في المسار العلمي، فتجد نفسها أمام مشاكل من نوع آخر، معاناة ظاهرها العجز المادي وباطنها واقع القهر والجهل وعدم تكافؤ الفرص بين أبناء الوطن الواحد في الوصول إلى المعالي، وبالتالي النهوض بحال هذه الأمة التي بعد أن كانت شاهدة على الأمم أصبحت في خبر كانت وكانت…

ويبقى دائما السؤال الذي يطرح نفسه: من المسؤول عما تعيشه هذه الفئة المحقرة؟ وهل من سبيل إلى تحقيق الكرامة والعدالة الاجتماعية لمن تعتبر مصنع الرجال وحاضنة الفطرة ونصف المجتمع؟ أين الأصوات المنادية بحقوق الإنسان؟ وما مصير الشعارات المهللة بين الفينة والأخرى بحقوق المواطن؟ متى ستستفيق القروية لتجد نفسها مواطنة من الدرجة الأولى مثل مثيلاتها من بنات هذا الوطن الحبيب؟

#_التعليم_حق_للفتاة_القروية