والد الشهيد عماري: هكذا دخل علي ابني قبل وفاته.. أفبعد هذا تطالبونني بالتنازل؟!

Cover Image for والد الشهيد عماري: هكذا دخل علي ابني قبل وفاته.. أفبعد هذا تطالبونني بالتنازل؟!
نشر بتاريخ

قال الحاج عبد الرحمان عماري والد الشهيد كمال عماري، وألم الفراق يعصر قلبه، “أنا لا زلت أطالب بحقوقي ما دمت حيا، لأن ما فُعل بابني لا ينسى”.  وأردف بكلمات يخالط فيها جلدُ المؤمن عاطفةَ الأبوة المكلومة بلغة دارجة عصية على الترجمة والتأويل في مشهد يعقوبي مفجوع في ولده البريء: “راني عميت من عيني في حق ولدي”.

الحاج عبد الرحمن، الذي تحدث في كلمة بمناسبة الذكرى الثانية عشر لاغتيال الشهيد كمال عماري رحمه الله، والتي بُثّت ضمن الندوة الحقوقية التي نظمتها جمعية عائلة وأصدقاء الشهيد كامل عماري رحمه الله يوم الأربعاء 31 ماي 2023 تحت عنوان: “عنف السلطة والإفلات من العقاب”، حمَّل سلطات المخزن مسؤولية استشهاد ابنه ومسؤولية محاولة طمس الحقيقة الناصعة، مذكرا إياها بيوم القضاء الأكبر أمام القاضي الديّان يوم لا ينفع قضاة ولا محامو الدنيا الفانية. وأضاف أن لا خيار أمام هذه السلطات سوى الاعتراف بجرمها المشهود في قتل ابنه “عمدا متعمدا” على حد وصفه، ورد الحقوق للشهيد وذوي الشهيد.  

 ذاكرة الحاج عماري أبت إلا أن تسترجع مشهد الأيام الأربعة التي تلت إصابات الشهيد كمال رحمه الله، بعد الاستهداف المخزني له على هامش مشاركته في إحدى فعاليات حركة 20 فبراير بمدينة آسفي عام 2011 وسبقت استشهاده في اليوم الخامس، فتحدث، وهو يغالب الدموع، على لسان ابنه عن ظروف الاستهداف ووحشية التنكيل بالعصي والركل؛ وحشية وصفها والد كمال الشهيد أنها لا تمت لأفعال عامة المسلمين بصلة، بله بمن أنيط بهم حفظ أمن وسلامة المواطنين.

ألم فراق فلذة الكبد لم يندمل بعد وكأن ابنه استشهد اليوم، ليتساءل الأب المفجوع عن ماذا فعل ابنه حتى يستحق هذا القتل الوحشي، ساردا حججا تؤكد نية الاغتيال السياسي للشهيد بسبب قناعاته وبسبب مناصرته لحراك الشعب المغربي. واستنكر الضغوط المتواصلة والإغراءات المتدفقة التي يتعرض لها لطي ملف ابنه وهو يسرد كيف أُدخِل عليه ابنه وهو يتقيأ دما، ويطلب منه عدم التنازل عن حقه لحظة ارتقاء الروح لبارئها؛ “فبعد هذا تطالبون مني التنازل؟!” يستغرب الحاج عماري.

وقد خاطب والد الشهيد الضمائر الحية في أجهزة الدولة والقضاء داعيا إياهم إلى إنصاف الشهيد كمال عماري رحمه الله، بعد طول تماطل بين دهاليز المحاكم امتد لاثنتي عشر سنة. قاطعا أمل الآملين في أن يدب إليه اليأس ويتخلى عن حق ابنه، معبرا عن ذلك بكلمته العفوية الدارجة الحازمة الموقنة: “راه ما نتنازل لحق ولدي حتى لعند الله سبحانه وتعالى”.

وقد أشاد الجاح عبد الرحمان بموقف جماعة العدل والإحسان، التي كان ابنه عضوا فيها بمدينة آسفي، الراسخ معه ومع حق ابنه، إضافة إلى مواقف فضلاء آخرين ومنظمات دأبت على زيارة عائلة الشهيد وتقديم المساندة والدعم الكامل لأسرة الشهيد في حقها لإنجاز العدالة لابنها المغدور.