مجددا يتفاعل الشعب المغربي مع المناسبة، ويستثمر لحظتها ليؤكد انتصاره الدائم للحق ودفاعه عن أهله؛ فتأكيدا لحراكه الذي دام عامين كاملين دعما لمعركة طوفان الأقصى وإسنادا للمقاومة الفلسطينية الباسلة وشعبها البطل، خرج الشعب المغربي نهاية الأسبوع في العديد من المدن، استجابة لنداء الجبهة المغربية لدعم فلسطين ومناهضة التطبيع ومكوناتها، للتظاهر والاحتجاج بمناسبة اليوم العالمي للتضامن مع الشعب الفلسطيني.

وهكذا، نظّمت السكرتارية الوطنية للجبهة المغربية لدعم فلسطين ومناهضة التطبيع، يوم السبت 29 نونبر 2025، وقفة شعبية أمام مقر البرلمان بالرباط، وذلك إحياءً لـذكرى اليوم العالمي للتضامن مع الشعب الفلسطيني.
وجاءت الوقفة، التي انطلقت على الساعة الرابعة والنصف بعد الزوال، بمشاركة فعاليات حقوقية ومدنية ونقابية، للتعبير عن رفض الوصاية المفروضة على غزة، والتنديد بمحاولات نزع سلاح المقاومة، وقانون إعدام الأسرى الفلسطينيين الذي يناقشه الاحتلال، إضافة إلى تجديد الموقف الشعبي الثابت الرافض لكل أشكال التطبيع مع الكيان الصهيوني.

ورفع المشاركون شعارات تؤكد وحدة الموقف المغربي في دعم القضية الفلسطينية والدفاع عن حقوق الشعب الفلسطيني، مؤكدين أن هذا الشكل الاحتجاجي يأتي في إطار تصعيد نضالي متواصل نصرةً لفلسطين ورفضاً لجرائم الاحتلال.

بدورها مدينة مراكش خلدت هذا اليوم العالمي التضامني، وشدد أحرارها على رفض الخروقات الصهيونية لاتفاق وقف إطلاق النار، ونددوا باستمرار التطبيع الرسمي. كما تضمن المحتجون في الوقفة التي نظمتها الجبهة مساء الخميس 27 نونبر، أمام اتصالات المغرب بـ”جليز” مع الشعب السوداني الذي يعاني الويلات والحروب.

وسيرا على تميزها المعهود، خلدت ساكنة مدينة طنجة، مساء الجمعة، اليوم العالمي للتضامن مع الشعب الفلسطيني، عبر وقفة شعبية حاشدة بساحة الأمم، استجابة لنداء السكرتارية المحلية لـلجبهة المغربية لدعم فلسطين ومناهضة التطبيع. انطلقت في تمام الساعة السابعة مساءً، وتميزت برفع شعارات قوية، حيث أعلن المحتجون رفضهم القاطع لـ “مخطط ترامب الاستعماري” الرامي إلى تقويض الحقوق التاريخية للشعب الفلسطيني، مؤكدين تصديهم لكل المشاريع التي تستهدف تصفية القضية.

وجددت الجماهير الحاضرة مطلبها الملح بالوقف الفوري لحرب الإبادة الجماعية المتواصلة في غزة والضفة الغربية، معلنة وقوفها سداً منيعاً ضد الدعوات المشبوهة لـ “نزع سلاح المقاومة”. كما عبر المشاركون عن سخطهم الشديد وتنديدهم بمصادقة كيان الاحتلال على “قانون إعدام الأسرى الفلسطينيين”.

وإلى جانب القضية المركزية، وسعت الجماهير الحاضرة دائرة تضامنها لتشمل الشعوب العربية الشقيقة في كل من لبنان والسودان واليمن وسوريا، مسجلين موقفاً داعماً لها في ظل ما تعيشه هذه الأقطار من أزمات وحروب وعدوان. واختتم الشكل النضالي بتأكيد المحتجين على ضرورة “إلغاء اتفاقيات التطبيع المخزية”، معتبرين أن التضامن الحقيقي في هذا اليوم الأممي يقتضي قطع كافة العلاقات مع الكيان الصهيوني وعزله دولياً.

وفي شمال المغرب دائما، نظمت ساكنة شفشاون وقفة تضامنية بساحة وطاء الحمام يوم الجمعة. انطلقت فعاليات التضامن على الساعة الثامنة مساء بشعارات مؤكدة على استمرار التضامن مع فلسطين ورفض التطبيع، وختمت بقراءة الفاتحة ترحما على أرواح الشهداء والدعاء بالشفاء للجرحى والمرضى والحرية للأسرى.

بدوره نظم فرع للجبهة بمدينة القنيطرة وقفة تضامنية مع الشعب الفلسطيني يوم الجمعة 28 نونبر، وسط حضور كثيف من المواطنين، وختمت بكلمة حول سياق هذه المناسبة وواقع فلسطين وغزة، حيث طالب المحتجون بإنهاء العدوان الصهيوني المتكرر ووقف خطط الوصاية الأمريكية الدولية وتمكين الشعب الفلسطيني من حقوقه التاريخية في أرضه ومقدساته.

مكناس هي الأخرى عرفت تنظيم وقفة تضامنية مع الشعب الفلسطيني يوم الجمعة من قبل فرع الجبهة المغربية لدعم فلسطين ومناهضة التطبيع، حيث كانت الوقفة مناسبة لرفع شعارات تؤكد على مطلب رفض التطبيع والدعم اللامشروط للمقاومة، واستهجان تواطؤ الأنظمة ومساهمتها في استمرار حرب الإبادة على غزة عبر السماح باستغلال الكيان المجرم لآلية التجويع والممطالة في فتح المعابر.


وشهدت مدينة وجدة كالعديد من المدن المغربية، استجابة لافتة لنداء الجبهة المغربية لدعم فلسطين ومناهضة التطبيع لإحياء اليوم العالمي للتضامن مع الشعب الفلسطيني الذي يصادف 29 من شهر نونبر من كل سنة.

وحضرت الجماهير الوجدية كعادتها بأعلامها ورموزها، وصدحت حناجر الحاضرين بالشعارات القوية التي اهتزت لها ساحة 16 غشت الشاهدة على جميع الوقفات النضالية.

وغير بعيد عنها، خلدت بركان من جهتها اليوم العالمي للتضامن مع الشعب الفلسطيني؛ إذ نظمت الجبهة المغربية لدعم فلسطين ومناهضة التطبيع أمس السبت بساحة المارشي وقفة شعبية انطلقت على الساعة الخامسة مساء.

وقد ردّد الحاضرون شعارات منددة بالإبادة الوحشية التي تعرض لها ولا يزال أهلنا في غزة، كما استنكروا استمرار مسلسل التطبيع البغيض ومخطط تصفية القضية الفلسطينية الذي يطبخ بتواطؤ مع الأنظمة العربية. وفي المقابل عبروا عن تضامنهم المطلق مع المقاومة الباسلة. لتختم الفعالية بكلمة بالمناسبة وقراءة سورة الفاتحة ترحما على أرواح الشهداء.
