منارات الحج المبرور

Cover Image for منارات الحج المبرور
نشر بتاريخ

تحديد المفاهيم

الحج هو الركن الخامس من أركان الإسلام، وهو فرض عين لمن استطاع إليه سبيلا مرة واحدة في العمر. وقد عرف علماء الإسلام الحج أنه قصد المشاعر المقدسة لأداء المناسك في مكان ووقت مخصوص تعبدا لله عز وجل مرة واحدة في العمر.

مكان الحج هو المشاعر المقدسة: مكة المكرمة ومنى وعرفات ومزدلفة. ووقت الحج هو أشهر الحج: شوال وذو القعدة وذو الحجة، ويبتدئ يوم الثامن من ذي الحجة ويسمى يوم التروية.

منابع المنارات

المنبع الأول: من القرآن الكريم

– من سورة الحج التي سميت بهذا الركن قول الله عز وجل: وَأَذِّن فِي النَّاسِ بِالْحَجِّ يَأْتُوكَ رِجَالًا وَعَلَىٰ كُلِّ ضَامِرٍ يَأْتِينَ مِن كُلِّ فَجٍّ عَمِيقٍ لِّيَشْهَدُوا مَنَافِعَ لَهُمْ وَيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ فِي أَيَّامٍ مَّعْلُومَاتٍ [27-28].

– من سورة آل عمران قوله عز شأنه: إِنَّ أَوَّلَ بَيْتٍ وُضِعَ لِلنَّاسِ لَلَّذِي بِبَكَّةَ مُبَارَكًا وَهُدًى لِّلْعَالَمِينَ [96].

– من سورة البقرة قوله سبحانه: وَأَتِمُّوا الْحَجَّ وَالْعُمْرَةَ لِلَّهِ فَإِنْ أُحْصِرْتُمْ فَمَا اسْتَيْسَرَ مِنَ الْهَدْيِ وَلا تَحْلِقُوا رُءُوسَكُمْ حَتَّى يَبْلُغَ الْهَدْيُ مَحِلَّهُ فَمَنْ كَانَ مِنْكُمْ مَرِيضًا أَوْ بِهِ أَذًى مِنْ رَأْسِهِ فَفِدْيَةٌ مِنْ صِيَامٍ أَوْ صَدَقَةٍ أَوْ نُسُكٍ فَإِذَا أَمِنتُمْ فَمَنْ تَمَتَّعَ بِالْعُمْرَةِ إِلَى الْحَجِّ فَمَا اسْتَيْسَرَ مِنَ الْهَدْيِ فَمَنْ لَمْ يَجِدْ فَصِيَامُ ثَلاثَةِ أَيَّامٍ فِي الْحَجِّ وَسَبْعَةٍ إِذَا رَجَعْتُمْ تِلْكَ عَشَرَةٌ كَامِلَةٌ ذَلِكَ لِمَنْ لَمْ يَكُنْ أَهْلُهُ حَاضِرِي الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَاتَّقُوا اللَّهَ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ [196].

وقوله تعالى: إِنَّ الصَّفَا وَالْمَرْوَةَ مِن شَعَائِرِ اللَّهِ ۖ فَمَنْ حَجَّ الْبَيْتَ أَوِ اعْتَمَرَ فَلَا جُنَاحَ عَلَيْهِ أَن يَطَّوَّفَ بِهِمَا ۚ وَمَن تَطَوَّعَ خَيْرًا فَإِنَّ اللَّهَ شَاكِرٌ عَلِيمٌ [158].

المنبع الثاني: من السنة النبوية

– الحديث الأول: عن أبي هريرة قال: سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم: أي الأعمال أفضل؟ قال: ((إيمانٌ بالله))، قال: ثم ماذا؟ قال: ((الجهاد في سبيل الله))، قال: ثم ماذا؟ قال: ((حج مبرورٌ)) [متفق عليه].

– الحديث الثاني: عن عائشة أم المؤمنين: “يَا رَسولَ اللَّهِ، نَرَى الجِهَادَ أفْضَلَ العَمَلِ، أفلا نُجَاهِدُ؟ قالَ: لَا، لَكِنَّ أفْضَلَ الجِهَادِ حَجٌّ مَبْرُورٌ” [رواه البخاري].

– الحديث الثالث: عن أبي هريرة قالَ: سَمِعْتُ رسُولَ اللَّهِ ﷺ يَقولُ: “منْ حجَّ فَلَم يرْفُثْ، وَلَم يفْسُقْ، رجَع كَيَومِ ولَدتْهُ أُمُّهُ” [متفق عليه].

– الحديث الرابع: عن أبي هريرة -رضي الله عنه- أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: العمرة إلى العمرة كفارة ما بينهما، والحج المبرور ليس له جزاء إلا الجنة” [متفق عليه].

المنار الأول: الحج بالتمتع

تحديد المفهوم

الحج بالتمتع هو الإحرام بنية العمرة ثم أداء مناسك العمرة بعد التحلل منها، وانتظار يوم التروية الذي هو يوم الثامن من ذي الحجة، ثم الإحرام بنية الحج (مع الهدي) من غرفة الفندق والتوجه إلى منى.

قال الله عز وجل: فَإِذَآ أَمِنتُمۡ فَمَن تَمَتَّعَ بِٱلۡعُمۡرَةِ إِلَى ٱلۡحَجِّ فَمَا ٱسۡتَيۡسَرَ مِنَ ٱلۡهَدۡيِۚ فَمَن لَّمۡ يَجِدۡ فَصِيَامُ ثَلَٰثَةِ أَيَّامٖ فِي ٱلۡحَجِّ وَسَبۡعَةٍ إِذَا رَجَعۡتُمۡۗ تِلۡكَ عَشَرَةٞ كَامِلَةٞۗ [البقرة: 196].

كيفية أداء العمرة

– الدخول من الميقات (ميقات رابغ للقادمين من جدة لدخول مكة المكرمة، وميقات ذو الحليفة (أبيار علي) للقادمين من المدينة المنورة لدخول مكة المكرمة).

– صلاة ركعتين وعقد نية العمرة (لبيك اللهم عمرة) بالتلفظ بها.

– التلبية (لبيك اللهم لبيك، لبيك لا شريك لك لبيك، إن الحمد والنعمة لك والملك، لا شريك لك لبيك).

– طواف سبعة أشواط حول الكعبة المشرفة مبتدئا من الحجر الأسعد (الأسود).

– الصلاة خلف مقام سيدنا إبراهيم عليه السلام.

– شرب ماء زمزم.

– السعي بين الصفا والمروة سبعة أشواط مبتدئا من الصفا ومنتهيا بالمروة.

– حلق الشعر أو التقصير (بالنسبة للحاجة الأخذ من الشعر قيد أنملة) ثم التحلل من العمرة.

المنار الثاني: يوم الثامن من ذي الحجة؛ يوم التروية

الإحرام من غرفة الفندق.

– سنن الإحرام

– صلاة ركعتين

– عقد نية الحج (لبيك حجة) بالتلفظ بها.

– التلبية (لبيك اللهم لبيك، لبيك لا شريك لك لبيك، إن الحمد والنعمة لك والملك، لا شريك لك لبيك).

ثم التوجه إلى منى (السكن في الخيام).

أعمال يوم التروية:

– في منى: أداء الصلوات المفروضة، وذكر التلبية، والذكر، والصلاة على الرسول عليه الصلاة والسلام، وتلاوة القرآن، وقيام الليل…

المنار الثالث: يوم عرفة؛ يوم التاسع من ذي الحجة

التوجه إلى عرفة، ويجب مراعاة برنامج الوكالة أو المؤسسة المسؤولة على الحجاج وضوابطها التنظيمية، حرصا على نجاح الحج وسلامة الحجاج، فهذه المؤسسة هي التي تنظم وقت خروج الحجاج من منى إلى عرفة، ومن عرفة إلى مزدلفة، ومن مزدلفة إلى منى، وهي التي تنظم وقت خروج الحجاج لرمي الجمرات.

ويجمل بالحاج ترك الغضب والعصبية، وليعلم أن الخروج إلى عرفة بعد صلاة الصبح من منى غير مفروض عليه، فالواجب عليه الانضباط ببرنامج المؤسسة التي تسهر على حجه وسلامته.

في يوم عرفة يقف الحاج في الخيمة التي نزل فيها، فهي داخل حدود منطقة عرفة المخصصة لوقوف الحاج،

وغير مفروض عليه التوجه إلى جبل الرحمة أو مسجد نمرة. فعرفة كلها موقف كما في حديث الرسول صلى الله عليه وسلم عن جابر بن عبد الله رضي الله عنه: “وقفت ها هنا، وعرفة كلها موقف” [رواه مسلم].

فكم من حاج تاه في عرفة وفقد مكان المخيم الذي يقيم فيه، وخلق متاعب للمؤسسة التابع لها وأخر الحجاج في النفرة إلى مزدلفة، أو ربما وقف خارج حدود عرفة فلن يقبل منه الحج، لأن الحج عرفة، فمن لم يقف في عرفة فلا يقبل منه الحج.

ويوم عرفة هو من أعظم أيام الله عز وجل على الإطلاق؛ عن السيدة عائشة أم المؤمنين رضي الله عنها قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “ما من يوم أكثر أن يعتق الله فيه عبيدا من النار من يوم عرفة إنه ليدني ثم يباهي بهم الملائكة فيقول ما أراد هؤلاء” [رواه مسلم].

المنار الرابع: المشعر الحرام

قال الله عز وجل: لَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ أَن تَبْتَغُوا فَضْلًا مِّن رَّبِّكُمْ ۚ فَإِذَا أَفَضْتُم مِّنْ عَرَفَاتٍ فَاذْكُرُوا اللَّهَ عِندَ الْمَشْعَرِ الْحَرَامِ ۖ وَاذْكُرُوهُ كَمَا هَدَاكُمْ وَإِن كُنتُم مِّن قَبْلِهِ لَمِنَ الضَّالِّينَ [البقرة: 198].  

– التوجه إلى المشعر الحرام بعد غروب الشمس من يوم عرفة.

– بعد منتصف الليل صلاة المغرب والعشاء جمعا وقصرا (جمع تأخير) ثم جمع الحصى. (يجمع الحاج أكثر من 70 حصى فلربما فقد بعض الحصيات، يجد عنده الفائض منها).

– ثم التوجه إلى منى.

المنار الخامس: يوم النحر؛ العاشر من ذي الحجة

– رمي الحصيات: العقبة الكبرى بـ7 حصيات مع التكبير والدعاء (مع مراعاة برنامج المؤسسة التي تسهر على تأطير الحجاج).

– ذبح الهدي (يأخذ من المؤسسة التي اشترى منها الحاج سند الهدي وهي تتكلف بذبحه).

– حلق الشعر أو التقصير (بالنسبة للحاجة تأخذ من الشعر قيد أنملة).

– التحلل الأصغر (فعل الأعمال كلها إلا الجماع).

يمكن تغيير ترتيب أعمال يوم النحر؛ يوم 10 من ذي الحجة، حسب القدرة مع إخبار المؤسسة التابع لها الحاج.

– التوجه إلى مكة المكرمة لأداء.

* طواف الإفاضة: 7 أشواط حول الكعبة المشرفة.

* السعي بين الصفا والمروة: 7 أشواط.

* الحلق أو التقصير (بالنسبة للحاجة تأخذ من الشعر قيد أنملة).

* ثم التحلل الأكبر (فعل الأعمال كلها).

* الرجوع إلى منى قبل غروب الشمس.

المنار السادس: أيام التشريق

يوم 11 من ذي الحجة

– رمي العقبات الثلاث

* الصغرى بـ7 حصيات مع التكبير والدعاء.

* الوسطى بـ7 حصيات مع التكبير والدعاء.

* الكبرى بـ7 حصيات مع التكبير.

– إقامة الصلاة المفروضة.

يوم 12 من ذي الحجة

– رمي العقبات الثلاث.

* الصغرى بـ7 حصيات مع التكبير والدعاء.

* الوسطى ب 7 حصيات مع التكبير والدعاء.

* الكبرى ب 7 حصيات مع التكبير.

– إقامة الصلاة المفروضة

– ثم التوجه إلى مكة المكرة للمتعجل قبل غروب الشمس. 

– أداء طواف الإفاضة (مع لباس ثياب مخيطة بالنسبة للحاج) لمن أخره، ثم التحلل الأكبر.

يوم 13 من ذي الحجة (لمن تأخر)

قال الله عز وجل: وَاذْكُرُوا اللَّهَ فِي أَيَّامٍ مَّعْدُودَاتٍ ۚ فَمَن تَعَجَّلَ فِي يَوْمَيْنِ فَلَا إِثْمَ عَلَيْهِ وَمَن تَأَخَّرَ فَلَا إِثْمَ عَلَيْهِ ۚ لِمَنِ اتَّقَىٰ ۗ وَاتَّقُوا اللَّهَ وَاعْلَمُوا أَنَّكُمْ إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ [البقرة: 203]. 

– رمي العقبات الثلاث:

* الصغرى بـ7 حصيات مع التكبير والدعاء.

* الوسطى بـ7 حصيات مع التكبير والدعاء.

* الكبرى بـ7 حصيات مع التكبير.

– إقامة الصلاة المفروضة

– أداء طواف الافاضة (مع لباس ثياب مخيطة بالنسبة للحاج) لمن أخره، ثم التحلل الأكبر.

المنار السابع: طواف الوداع

7 أشواط حول الكعبة المشرفة.

وبهذا يكون الحاج قد أنهى مناسك الحج وأصبح حاجا.