مسيرة شعبية حاشدة بطنجة تتبرّأ من “سفن الموت” وتطالب بإسقاط التطبيع

Cover Image for مسيرة شعبية حاشدة بطنجة تتبرّأ من “سفن الموت” وتطالب بإسقاط التطبيع
نشر بتاريخ

كما كان متوقعا، توجت الحملة الرافضة لرسو سفن الأسلحة الصهيونية بموانئ المغرب، بمسيرة شعبية كبرى دعت إليها الجبهة المغربية لدعم فلسطين ومناهضة التطبيع بمدينة طنجة اليوم الأحد 20 أبريل 2025.

وقد لوحظ توافد المتظاهرين من مختلف أحياء المدينة وعدد من المدن القريبة إلى مدينة البوغاز منذ الزوال، حيث دعت رسميا فروع الجبهة المغربية في مدن الشمال إلى المشاركة في هذا الحدث الضخم رفضا للتطبيع، ودعما وإسنادا للشعب الفلسطيني العظيم في غزة خصوصا والذي يواجه أبشع حرب إبادة في التاريخ المعاصر.

وكما كان متوقعا تداعى المناصرون للقضية إلى ساحة الكويت/ إيبيريا قرب مسجد محمد الخامس ابتداء من الساعة الرابعة مساء، حاملين الأعلام واللافتات ومكبرات الصوت، وتجول العديد من الشباب في الشوارع والجنبات لبيع الإكسسوارات الفلسطينية وخاصة الكوفية بمختلف أشكالها. وحوالي الرابعة والنصف بدأ ترديد الشعارات الجماعية، بعدما تم توزيع اللافتات حسب الحضور والبرنامج المخطط استعدادا للانطلاق، وبعد كلمة توجيهية لمنسق فرع الجبهة بطنجة الأستاذ عبد الرحمان الحمدوني تمت الدعوة إلى تحويل الوقفة إلى مسيرة حاشدة.

وعرفت مقدمة المسيرة حضور شخصيات وطنية ومحلية تمثل مكونات الجبهة المغربية يتقدمهم عبد الصمد فتحي رئيس الهيئة المغربية لنصرة قضايا الأمة ونائب منسق السكرتارية الوطنية للجبهة، وحسن بناجح وبوبكر الونخاري ومحمد بنمسعود عن الدائرة السياسية لجماعة العدل والإحسان، والسعدية الولوس الناشطة الحقوقية، والمناضل البارز سيون أسيدون، وجمال العسري أمين عام الحزب الاشتراكي الموحد… وفعاليات حقوقية ومدنية وسياسية إلى جانب أعضاء السكرتارية المحلية للجبهة بطنجة.

وكان لافتا خروج بعض القطاعات المهنية مثل رجال ونساء التعليم، ومهنيي الصحة، وطلبة جامعة عبد الملك السعدي… كما كان للمرأة المغربية حضور مميز في هذا الحدث النضالي حيث اصطفت آلاف من الحرائر القادمات من مختلف المدن المغربية خلف لافتات كبيرة كتب عليها “مغربيات ضد التطبيع”.

وسار الآلاف من المواطنين على طول شارع بلجيكا، عند الوصول إلى ساحة فرنسا، وقبالة القنصلية الفرنسية، ارتجت الأجواء على وقع شعارات قوية منددة بدعم حكومة هذه الدولة لحرب الإبادة الصهيونية في غزة، ليفسح المجال أمام كلمة لسيون أسيدون باسم السكرتارية الوطنية للجبهة والذي أكد على التواطؤ المكشوف للعديد من الدول الأوروبية ومنها فرنسا ضد قضايا المنطقة العربية والإسلامية.

لتواصل المسيرة طريقها بعد ذلك مرورا بشارع الحرية ثم ساحة 9 أبريل (السوق دبرا)، حيث كان من المقرر أن تواصل المسيرة نحو عقبة البلايا في اتجاه الميناء، إلا أن السلطات أبت إلا أن تمنع المحتجين من المرور بحجة وجود بعض الأشغال، وأمام إصرارهم على مواصلة المسير وقعت بعض الاحتكاكات المباشرة التي سقط على إثرها أحد أعضاء الجبهة المحلية أرضا. ولتواصل المسيرة سيْرها حول المنظمون المسار نحو أزقة المدينة القديمة عبر السمارين والصياغين ثم ساحة السوق الداخل، حيث كان هناك تواجد كبير للسياح الأجانب، وهو أمر استدعى رفع شعارات بالإنجليزية على غرار free free Palestine و from the rever to the sea Palestine 🇵🇸  wel be free.

واستمر المسير مرورا بالجامع الكبير، حيث أغلقت الطريق مرة أخرى بشكل صارم عند الطيراسا أمام مرور سيارة “الهوندا”، ومع وقوع تدافع جديد مرة أخرى اضطر المنظمون إلى مواصلة المسيرة نحو باب المرسى، ثم الساحة المقابلة لبرج دار البارود بالميناء حيث تجمع الآلاف من المحتجين رافعين أصواتهم برسو سفن الأسلحة الصهيونية في الموانئ المغربية وخاصة ميناء طنجة المتوسط. وحتى في ذات المكان لم تكن الأمور على عادتها فقد طوقت الجحافل الأمنية الساحة من كل الاتجاهات، ما صعب الوصول على أعداد كبيرة من المتظاهرين إلى مكان الختم.

والتحقت الكوكبة الأخيرة بالساحة حوالي الساعة الثامنة مساء، لتحدث اشتباكات جديدة جراء محاولة بعض الشباب اختراق المتاريس الأمنية إلا أنه مع جهود من اللجنة التنظيمية عادت الجماهير إلى وسط الساحة، لتستمع إلى كلمة نائب رئيس الجبهة المغربية لدعم فلسطين ومناهضة التطبيع الأستاذ عبد الصمد فتحي، الذي حيا جماهير مدينة طنجة والمدن المحيطة بها على دعمهم الدائم والمستمر للقضية الفلسطينية، وبعدها أخذ الكلمة الدكتور محمد بن مسعود الذي أكد أن جميع المسيرات التي مرت في طنجة كانت تنظم في جو سلمي، لكن اليوم كان هناك منع عنيف من جانب السلطات، ويقصد أنها  طوقت كل المسارات وضيقت من حجم المكان المخصص للوقفة. ومباشرة بعد ذلك تليت الفاتحة ترحما على أرواح الشهداء مؤذنة بنهاية إحدى كبرى المسيرات في مدينة طنجة.