لعنة التطبيع

Cover Image for لعنة التطبيع
نشر بتاريخ

لماذا تسارع بعض الأنظمة في الدول المسلمة الخطى كسرعة الضوء للتطبيع مع العدو الصهيوني المجرم؟ هل لحاجة في نفس يعقوب أم لضرورة عظمى يستحيل معها وجودهم على بساط هذه الحياة؟ وهل الدول التي طبعت مع الكيان المتوحش البربري الصهيوني ارتقت إلى مصاف الدول المتقدمة أم أصابتها لعنة التطبيع فهوت في قاع التخلف والانحطاط على مختلف المستويات السياسية والاقتصادية والاجتماعية والعسكرية والمدنية…؟ فلتعلم هذه الأنظمة المتسارعة إلى التطبيع أن سيد المجاهدين الذي جاهد في الله تعالى حق جهاده حتى أتاه الله تعالى اليقين وأقام على يديه الشريفتين الدين ودولة المسلمين، رسولنا الكريم عليه الصلاة والسلام، رفض التطبيع مع اليهود صهاينة زمانه وحذرنا منهم (الصهيونية حركة متجذرة في أعماق التاريخ، وصهاينة اليوم سلالتهم وأصولهم منحدرة من منبع أجدادهم صهاينة يثرب، حيث ورثوا منهم الكره والبغض والحقد والعداوة لرسول الله عليه الصلاة والسلام وللإسلام والمسلمين).

يحكي ابن هشام في السيرة النبوية وكذا كتاب السيرة، أنه لما جاء الاستكبار القريشي الوثني إلى المدينة المنورة بعسكره الكبير الضخم؛ ثلاثة آلاف مقاتل من أشداء القبائل الوثنية منهم القادة والخبراء العسكريون والفرسان؛ مدججين بكل أنواع السلاح والعدة والعتاد والخيول، ومصحوبين بنسائهم للتحريض والتجييش لغزوها وللانتقام من الرسول عليه الصلاة والسلام وصحبه، علم الرسول عليه الصلاة والسلام بخبر قدومهم فتفقد جيشه من الصحابة المجاهدين المهاجرين والأنصار، وهم حينئذ فئة قليلة بعد خيانة المنافقين بزعامة رأس النفاق عبد الله ابن أبي ابن سلول الذي أمر ثلاثة مائة مقاتل من أتباعه بالانسحاب لإلحاق الهزيمة النفسية بالرسول عليه الصلاة والسلام وصحبه، فالمعركة غير متوازنة ولا متكافئة. وكان الرسول عليه الصلاة والسلام وصحابته رضوان الله عليهم بينهم وبين يهود يثرب (وهم قبائل يهودية قوية بجيوشها وأسلحتها) عهود ومواثيق، وكان هؤلاء اليهود حلفاء الأنصار رضي الله عنهم وبموجب هذه العقود والمواثيق التزم اليهود بتقديم الدعم والإسناد والنصرة لحلفائهم المسلمين وبالدفاع عن المدينة المنورة من كل غزو غادر ومعاد. روى ابن إسحاق عن الزهري أن الأنصار رضوان الله عليهم قالوا: يا رسول الله ألا نستعين بحلفائنا اليهود؟ فجاء الرد قويا وواضحا وحكيما من الرسول عليه الصلاة والسلام لصحابته: “لا حاجة لنا فيهم”. وقول الرسول عليه الصلاة والسلام ليس موجها إلى صحابته رضوان الله عليهم فقط، بل إلى أمته بأن لا تكون لهم حاجة عند اليهود الصهاينة. هؤلاء اليهود الصهاينة علموا كما علم الرسول عليه الصلاة والسلام بهجوم الاستكبار القريشي على المدينة المنورة، فنقضوا العهد والمواثيق وغدروا، بل إن قبيلة بني النظير اليهودية تخابروا مع العدو ومدوهم بالسلاح وبمعلومات حربية حول جيش الرسول عليه الصلاة والسلام.

الرسول عليه الصلاة والسلام وهو مقبل على معركة مصيرية وحاسمة وغير متوازنة ولا متكافئة ورفض دعم ومساندة صهاينة زمانه وقال عليه الصلاة والسلام: “لا حاجة لنا فيهم”، لأنه عليه الصلاة والسلام يعلم علم اليقين عداوتهم لشخصه الكريم وللإسلام والمسلمين. ونحن الآن ازددنا يقينا بما أخبرنا به رسولنا الكريم عليه الصلاة والسلام عن عداوة وكره اليهود الصهاينة لحبيبنا محمد عليه الصلاة والسلام ولأمته، وتحققت معجزة الرسول عليه الصلاة والسلام، قال تعالى: لَتَجِدَنَّ أَشَدَّ النَّاسِ عَدَاوَةً لِّلَّذِينَ آمَنُوا الْيَهُودَ وَالَّذِينَ أَشْرَكُوا [المائدة: 82]، وما وقع في فلسطين وفي القدس والمسجد الأقصى منذ عقود، وما يقع الآن في غزة العزة، لخير شاهد على تحقق هذه المعجزة.

إن الدارس للسيرة النبوية الشريفة يستشف الكم الضخم من العداوة والعدوانية والكره والحقد من طرف اليهود الصهاينة لرسولنا الكريم عليه الصلاة والسلام وللإسلام والمسلمين، ويكفي أن نذكر فعلهم الشنيع محاولة اغتيال الرسول عليه الصلاة والسلام وهو طفل رضيع. روى ابن سعد في الطبقات (أن أم النبي صلى الله عليه وسلم لما دفعته إلى حليمة السعدية لترضعه قالت لها: احفظي ابني، وأخبرتها بما رأت من المعجزات، فمر بها اليهود، فقالت: ألا تحدثوني عن ابني هذا فإني حملته كذا ووضعته كذا، فقال بعضهم لبعض اقتلوه، ثم قالوا: أيتيم هو؟ قالت: لا، هذا أبوه وأنا أمه، وكأنها أحست منهم شيئا، فقالوا: لو كان يتيما لقتلناه). وحاول اليهود الصهاينة معاودة اغتياله حين رحل مع عمه أبي طالب إلى الشام، وكان عمره اثنى عشر سنة، وقال بحيرة الراهب لعمه (إني أخشى عليه من اليهود فارجع به بلده) [السيرة لابن هشام].

هذا قبل الرسالة، أما بعدها؛ فقد حاولوا مرارا وتكرارا اغتيال الرسول عليه الصلاة والسلام بكل أشكال ووسائل العنف لديهم؛ إما بالحرب وإما بالتربص والغدر والكمائن وإما بالسحر وإما بالسم، ونستحضر تحالف صهاينة بني قريظة مع الأحزاب لتصفية الرسول عليه الصلاة والسلام وصحبه وإقبار المولود الجديد في المنطقة “الدولة الإسلامية” [غزوة الأحزاب، السيرة النبوية لابن هشام]. وهذا حيي بن أخطب، زعيم صهاينة بني النظير، يسأله أخوه أبو ياسر: (أهو هو؟ قال: نعم والله. قال: أتعرفه وتثبته؟ قال: نعم. قال: فما في نفسك منه؟ قال عداوته والله ما بقيت)، ولما جيء به إلى الرسول عليه الصلاة والسلام صاغرا مذلولا، قال له رسول الله عليه الصلاة والسلام: (ألم يمكن الله منك يا عدو الله؟ قال: بلى، أبى الله إلا تمكينك مني. أما والله ما لمت نفسي في عداوتك، ولكنه من يخذل الله يخذل) [الروض الأنف]. وروى البخاري رحمه الله  عن السيدة أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها أن الصهيوني اليهودي لبيد بن الأعصم سحر الرسول عليه الصلاة والسلام، فصرف الله تعالى أذى السحر على جسده الشريف، ويوم فتح خيبر أهدت له اليهودية زينب بنت الحارث شاة مسمومة، فأكل منها عليه الصلاة والسلام، فكان يجد أثرها وفعلها يوم وفاته، كان يقول عليه الصلاة والسلام: (ما زلت أجد من الأكلة التي أكلت من الشاة يوم خيبر، وهذا أوان انقطاع أبهري) [السيرة لابن هشام]. وكل القبائل اليهودية المتواجدة في المدينة المنورة، بنو قينقاع وبنو النظير وبنو قريظة وخيبر، أظهروا عداوتهم لرسول الله عليه الصلاة والسلام وغدرهم ونقضهم لكل المواثيق والعهود التي أبرمها الرسول عليه الصلاة والسلام معهم، وكم خططوا ودبروا لتفريق المؤمنين وتمزيق وحدتهم وإشعال نار الفتنة بينهم؛ تارة بين الأنصار فيما بينهم (بين الأوس والخزرج)، وتارة بين المهاجرين والأنصار. [السيرة لابن هشام]، ولكن بفضل الله تعالى خاب مسعاهم. قال الله تعالى آمرا المسلمين بالوحدة بعدما حاول صهاينة اليهود تمزيق وحدتهم وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا ۚ وَاذْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنتُمْ أَعْدَاءً فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُم بِنِعْمَتِهِ إِخْوَانًا وَكُنتُمْ عَلَىٰ شَفَا حُفْرَةٍ مِّنَ النَّارِ فَأَنقَذَكُم مِّنْهَا [آل عمران: 103]، وأفتح هنا القوس لأرفع القبعة إجلالا وإكبارا للصحابة الذين كانوا يهودا فأسلموا، والذين حملوا هم الدعوة وآمنوا بالرسول عليه الصلاة والسلام وجاهدوا معه حتى استشهدوا في سبيل الله، وأخص بالذكر الصحابي الجليل عمرو بن ثابت الذي استشهد في معركة أحد، وقال الرسول عليه الصلاة والسلام عنه: (إنه من أهل الجنة)، وأيضا الصحابي الجليل عبد الله بن سلام بن الحارث، وكذا يهود زماننا الذين رفعوا مشعل النضال في وجه صهاينة يهود من بني جلدتهم الغاصبين المعتدين على المستضعفين الفلسطينيين، كاليهودي الحاخام نيوزر صاحب كتاب (اليهودية الأمريكية) واليهودي المغربي المناضل سيون أسيدون. يقول الإمام عبد السلام ياسين رحمه الله في كتابه سنة الله [ص 86]: (الشاهد الحاضر معنا الملاحظ أن من اليهود قلة اليوم لا تتفق مع المشروع الصهيوني ولا تعترف بالدولة اليهودية).

صدق رسول الله عليه الصلاة والسلام (لا حاجة لنا فيهم)، لا حاجة لنا في التطبيع مع اليهود الصهاينة وهم الذين أشعلوا نار الفتنة والحروب بين المسلمين زمن الخلافة الراشدة، ويكفي أن نذكر ما فعله الخبيث عبد الله ابن سبأ اليهودي الصهيوني، الذي دبر مؤامرة شيطانية مزق بها وحدة الأمة وأشعل نار الفتنة حتى استشهد فيها خليفة المسلمين وأمير المؤمنين سيدنا عثمان ابن عفان ذو النورين رضي الله عنه. ويكفي أن نذكر ما فعله اليهود الصهاينة في الدولة العثمانية من تآمر وخيانة حتى أسقطوها. إن هؤلاء اليهود الصهاينة خلق مركب من خليط الغدر والمكر ونكران الجميل والخير والعرفان، وهذا ما جاء على لسان رسول الله موسى عليه السلام الذي أخرجهم من استضعاف وقهر واستعباد وإذلال فرعون وهامان وجنودهما لهم،  قال الله تعالى: وَإِذْ قَالَ مُوسَىٰ لِقَوْمِهِ يَا قَوْمِ لِمَ تُؤْذُونَنِي وَقَد تَّعْلَمُونَ أَنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُمْ [الصف: 5]، وهذا ما وقع مع الدولة المسلمة العثمانية حينما احتضنتهم ومنحتهم حق العيش واللجوء بعدما فروا من الأندلس خوفا من محاكم التفتيش التي وضعها الصليبيون في الأندلس بعد غزوهم لها وطرد المسلمين منها، قلت سبحان الله أحسن حياة سعيدة وزمن جميل وفترة ذهبية في تاريخ اليهود الصهاينة هي التي عاشوا فيها تحت حكم المسلمين وفي الأندلس خاصة، فقد كانوا يتمتعون بحرية دينية وحركية كبيرة حيث كان عددهم يتجاوز ثلاثة مائة ألف يهودي [انظر مكتوبات مارك كوهين تاريخ العرب]. كيف لا ونبينا عليه الصلاة والسلام نبي الرحمة وديننا دين الرحمة، فقد أوصى الرسول عليه الصلاة والسلام خيرا بأهل الذمة الذين يعيشون في أكناف المسلمين ولا يقاتلونهم، فقال عليه الصلاة والسلام: (من آذى ذميا فأنا خصمه، ومن كنت خصمه خصمته يوم القيامة” [رواه الخطيب عن ابن مسعود رضي الله عنه]. ومن تجليات ووصايا الرسول عليه الصلاة والسلام بأهل الذمة في عهد الخلافة الراشدة ما ورد عن أمير المؤمنين سيدنا عمر رضي الله عنه أنه (مر بباب قوم وعليه سائل يسأل وكان شيخا ضرير البصر، فضرب عمر عضده وقال: من أي أهل الكتاب أنت؟ فقال: يهودي، قال فما ألجأك إلى ما أرى؟ قال: أسأل الجزية والحاجة والسن، فأخذ عمر بيده وذهب به إلى منزله وأعطاه مما وجد، ثم أرسل به إلى خازن بيت المال وقال له: انظر هذا وضرباءه، فو الله ما انصفناه، أكلنا شبيبته ثم نخذله عند الهرم (إنما الصدقات للفقراء والمساكين) والفقراء هم الفقراء المسلمون وهذا المسكين من أهل الكتاب ثم وضع عنه الجزية وعن ضربائه). قال راوي الحديث أبو بكر: (أنا شهدت ذلك من عمر ورأيت ذلك الشيخ) [جامع الحديث للإمام السيوطي رحمه الله]. يقول الإمام الفقيه القرافي المالكي: (إن عقد الذمة يوجب لهم حقوقا علينا، لأنهم في جوارنا وفي خفارتنا (أي حمايتنا) وذمتنا وذمة رسول الله صلى الله عليه وسلم ودين الإسلام، فمن اعتدى عليهم ولو بكلمة سوء أو غيبة، فقد ضيع ذمة الله وذمة رسوله وذمة دين الإسلام) [أنوار البروق]. وهذا ما يفسر ويبرر تعايشهم مع المسلمين في دولة المسلمين في الأندلس والدولة العثمانية والمغرب الكبير، وهروبهم من الدولة الصليبية في الأندلس التي نصبت لهم محاكم التفتيش إلى دول المسلمين، ولكن ما إن اشتد عود اليهود الصهاينة وقوتهم وعلوهم في الأرض حتى تآمروا على المسلمين، فخانوا الدولة العثمانية وأسقطوها واستعمروا أرض فلسطين واستوطنوها وأسسوا دولة صهيونية تكن كل الحقد والكره والبغض والعداوة والعدوانية المتوحشة لرسولنا عليه الصلاة والسلام وللإسلام وللمسلمين. وما وقع للمسلمين في فلسطين لمدة عقود من الزمن من تهجير وتقتيل وإبادة، وما يقع الآن في غزة العزة من إبادة جماعية للمسلمين، لخير شاهد على عدوانيتهم وعداوتهم للمسلمين..

فهذا اليهودي الصهيوني مناجيم بيجن يقول: (أنتم أيها الإسرائيليون لا يجب أن تشعروا بالشفقة حتى تقضوا على عدوكم، ولا عطف ولا رثاء حتى تنتهوا من إبادة ما يسمى بالحضارة الإسلامية التي سنبني على أنقاضها حضارتنا). ويقول الصهيوني شامير في حفل اليهود السوفييت المهاجرين إلى فلسطين المحتلة: (إن إسرائيل الكبرى من البحر إلى النهر هي عقيدتي وحلمي شخصيا، وبدون هذا الكيان لن تكتمل الهجرة ولا الصعود إلى أرض الميعاد، ولن يتحقق أمر الإسرائيليين ولا سلامتهم). ويقول الصهيوني ابن غوريون: (نحن لا نخشى الاشتراكيات ولا الثورات ولا الديمقراطيات في المنطقة، نحن فقط نخشى الإسلام؛ هذا المارد الذي نام طويلا وبدأ يتململ).

بعد هذا كله نرى بعض الأنظمة المسلمة اليوم يهرولون ويتهافتون ويسارعون إلى التطبيع مع هذا الكيان اليهودي الصهيوني الغاصب والعدو الغادر، فهل أصبح التطبيع معهم أم الحاجات وأعظم الضرورات، أم أن هذه الأنظمة المطبعة خائفة على كراسيها وعروشها؟ وصدق الله تعالى حين وصفهم بقوله: فَتَرَى الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ يُسَارِعُونَ فِيهِمْ يَقُولُونَ نَخْشَىٰ أَن تُصِيبَنَا دَائِرَةٌ ۚ فَعَسَى اللَّهُ أَن يَأْتِيَ بِالْفَتْحِ أَوْ أَمْرٍ مِّنْ عِندِهِ فَيُصْبِحُوا عَلَىٰ مَا أَسَرُّوا فِي أَنفُسِهِمْ نَادِمِينَ [المائدة: 52]. لا حاجة لنا في التطبيع مع هذا الكيان البربري المتوحش إن أردنا العزة والنصرة والتمكين وريادة العالم من جديد. فلتراجع هذه الأنظمة المسلمة نفسها وتطبيعها السياسي والدبلوماسي والاقتصادي والاجتماعي والثقافي والعسكري.. مع هذه الجرثومة اليهودية الصهيونية قبل أن تسكنها وتتلبس بها روحهم الخبيثة فتنزل عليها اللعنة تزلزل عروشها من تحت أقدامها. يقول الإمام المرشد عبد السلام ياسين في كتاب سنة الله [ص 124]: (إن التحدي اليهودي للإسلام يتمثل في قدرة اليهود على تقمص الأجسام الجماعية للأمم، وهم بعد تقمص أمريكا في طريقهم إلى تقمص أوربا والعالم. فالتحدي أمامنا ليوم الفصال يوم وعد الآخرة ليس أن نحارب العالم بعد أن تكون الروح اليهودية قد استولت عليه، لكن التحدي في أن نقاتل اليهود وراء كل شجر وحجر قتال البأس بينما نستخلص من الروح اليهودية هذه الجسوم الجاهلية).