كيف يكون إبني مميزا؟..

Cover Image for كيف يكون إبني مميزا؟..
نشر بتاريخ

يشير مفهوم التميز لدى الفرد إلى قدرته على إنجاز نتائج غير مسبوقة يتفوق بها على نفسه وعلى الآخرين، وأن يتحاشى قدر الإمكان التعرض للخطأ أو الانحراف من خلال الاعتماد على وضوح الرؤية وتحديد الأهداف والتخطيط السليم والتنفيذ السليم والتقويم المستمر، وبالطبع فإن الالتزام بهذا المفهوم سوف يؤدي إلى نجاح الفرد سواء في عمله أو في حياته.
السؤال المتبادر هنا هو، ماهو السبيل لهذا التميز؟ أهناك عصا سحرية تساعد على ذلك؟ أو وصفة نتبعها لنحصل على النتيجة؟!!
سؤال عميق يؤرق الكثير، فترى الأب والأم يسعيان بكل ما في وسعهما ليكون الإبن أو البنت مميزا ،مميزا في كل شيء خِلقه وخُلقه عبادته، بره، دراسته…
في الحقيقة كثُرت الدراسات في هذا المجال والندوات .
تقول إحدى السيدات حضرت ندوة تدريبية في الموضوع فطرح عليهم نفس السؤال؟،
فترددت الإجابات بين “المبادئ، الإخلاص، التقوى، الصداقة، الانفتاح، الهدوء، الإحسان” ،حتى جاء دورها وهي تفكر أن تكون إجابة مختلفة!
فقالت “القدوة”، فالقدوة هي بالتأكيد أهم ما تقدمه الأم لأبنائها!
وعندما أجابتها، وانتهى الجميع من لعبة التحزير.
سكتت المحاضِرة وقالت: جميع إجاباتكم هي بالفعل أمور مهمة جدا في التربية.. لكن حسب دراساتي يُوجد ما هو أهم من جميع ما ذكرتم..
” أفضل شيء تقدّمه الأم لأبنائها ليكونوا مميزين هو أن تُحب أباهم “
إنه مربط الفرس الذي يغفل عنه الكثير، وأهم أسباب تحقيق الهدف، فمتاعب الحياة والجري وراء لقمة العيش التي تضمن للأبناء العيش الكريم، وتضمن لهم المستقبل الجميل في نظر الأبوين، وفي خضم هاته المعركة يضيع الحب أو يضيع التعبير عنه بطرق يراها الأبناء،..
نعلم جيدا أنه عندما يرى الطفل علاقة الحب والاحترام المتبادل بين الوالدين‫، سينشأ في بيئة أقل توترا، وأكثر أمنا وسعادة، فالاحترام المتبادل بين الأب والأم لا يخلق فقط أمانا، لكن يعلم الطفل كيف يتعامل مع الآخرين، وعلى الأخص مع زوجته في المستقبل،
رسولنا صلى الله عليه وسلم يقول: ‏“‏كل مولود يولد على الفطرة فأبواه يهودانه أو ينصرانه أو يمجسانه”رواه البخاري
فربط صلى الله عليه وسلم تنشئة المولود بدور الأبوين معا، بتعاونهما وحبهما واحترامهما، تتسرب الفطرة السليمة للأبناء، وكيف لأبوين متناحرين أن يقدما طفلا مميزا صالحا نقيا خاليا من العقد للمجتمع !!
يقول الحق سبحانه وتعالى:“وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ” سورة الروم 21
أهم لبنة أو أساس بناء البيت الأسري السكن والمودة والرحمة، جعلهم الله سبحانه وتعالى هدفا الزواج وغايته،
يقول المرشد الحبيب الاستاذ عبد السلام رحمه الله تعالى: سكون شطر هذه النفس الإنسانية إلى الشطر المكمل راحة واطمئنان وألفة واستئناس واستيطان، لولاه لكانت الحياة وحشة وغربة وقلقا)تنوير المومنات ج 2 الصفحة 69.
الأسرة المتماسكة المتعاطفة المتحابة تصنع الأعاجيب في الصحة الجسدية والعقلية للأطفال عن طريق إسعاد كلٌّ من الزوجين شريك حياته،
فالأطفال المحاطون بالحنان والعطف الأبوي والحب قليلي الأمراض والعناد والعنف والانحراف والأمراض النفسية، فضلًا عن التأخُّر في التحصيل الأكاديمي.
كيف لا ولغة الحب والود والتودد بين الأزواج، والأنس والمؤانسة واللطف والتلاطف بينهم سعادة في الدنيا مطلوبة، فإن كانت بالشرع منضبطة فمقدمة لسعادة حقة أبدية في دار الخلود.
أعاننا الله على زرع أواصل الحب في المجتمع وأول لبناته الأسرة لضمان تنشئة جيل محِب صالحٍ أمين.