” كفن الياسمين” عن فاجعة الصويرة

 أماه يا فرحي ونبض القلب قولي..
أين ستذهبين؟
يا ابني انتظرني هاهنا.. أمضي وأرجع بعد حين
إياك أن تنسى زهور الياسمين..
اسق الجذور ودلل الأوراق ياولدي..
فبياضها يمحي بنفسي الهم.. يشرق في قلبي وقلبك يا بني.
سارت وخطو الناس تمشي مثلها..
نفس المكان..
نفس الزمان..
الكل ينتظر الهدية.. كيس الطحين.. وبعض ما جادت به أيادي المحسنين..
وتدور في البال خيالات وبعض الأمنيات..
هذا سيفرح أهل بيتي..
هذي سأطبخها لبنتي..
جزى الله عنا هؤلاء المحسنين..
حين أولي الأمر عنا قد تخلوا.. قد تناسوا..
أن بالأرض أناسا.. لم يناموا الليل بردا..
لم يذوقوا الحلو دهرا..
لم يعيشوا الفرح.. لم يلو عليهم في الدنى غير الأنين..
يا ولاة الأمر، في الأرض ولاكم إلاه العالمين..
لو أننا عشنا بكم.. لكنكم عشتم بنا..
متنا بكم في كل حين..
وقفت تطَلَّع للعطايا..والقلب عند ابنها والياسمين..
لكن كف الموت كانت أقرب من أيادي المحسنين..
رحلت..
وفي القلب كل الذي لم تستطع أن تقول..
في القلب كل الذي أرادت أن يكون.