قراءة في كتاب “امتياز المرأة عن الرجل في الميراث والنفقة دراسة فقهية” للدكتور صلاح سلطان -1-

Cover Image for قراءة في كتاب “امتياز المرأة عن الرجل في الميراث والنفقة دراسة فقهية” للدكتور صلاح سلطان -1-
نشر بتاريخ

المقدمة

كان الإسلام ولا يزال هدفا لأشكال من العداء الذي يصل إلى حد العمل على هدم أصوله والقضاء على ثوابثه، وتعتبر القضايا المتعلقة بالمرأة المجال الخصب الذي ينشط فيه المغرضون لدس سمومهم والقذف بافتراءاتهم محاولة منهم إثبات عدم صلاحية هذا الدين لهذا الزمن متهمة إياه بالتحجر والجمود وعدم القدرة على مواكبة مستجدات العصر بل إنهم يعزون الحال المتردي للأمة لأحكام الإسلام التي ظلمت المرأة وجعلتها إنسانا من الدرجة الثانية. ومن هذه الأحكام التي أثارت جدلا كبيرا في الأوساط الفكرية والسياسية أحكام نظام الإرث في الإسلام والتمييز بين المرأة والرجل في الميراث. مما جعل ذوو الغيرة من علماء المسلمين ومفكريهم يتصدون لهذه الادعاءات ويردون على الشبهات المثارة في هذه القضية. كل حسب ما توصل إليه اجتهاده، والكتاب الذي بين أيدينا نموذج من هذه الاجتهادات للدكتور صلاح سلطان.

بطاقة الكاتب

صلاح الدين سلطان عالم إسلامي وداعية مفكر مصري الجنسية ولد سنة 1959 في أسرة فقيرة، أدى به اجتهاده ونبوغه إلى نيل شهادة الدكتوراه في الشريعة الإسلامية سنة1992 تولى عدة مهام ومناصب هامة في مؤسسات وهيئات إسلامية وتعليمية على مستوى العالم، له أبحاث ودراسات أغنت المكتبة الإسلامية، أدت به مواقفه السياسية المناهضة للانقلاب العسكري في مصر إلى الاعتقال والمحاكمة.

بطاقة الكتاب

(امتياز المرأة عن الرجل في الميراث والنفقة في الشريعة الإسلامية دراسة فقهية) كتاب من الحجم المتوسط يقع في 113 صفحة صدر في طبعتين الأولى 2004 والثانية في 2005 من مطبوعات المركز الأمريكي للأبحاث الإسلامية، قدم له الدكتور محمد عمارة شاهدا لصاحبه بالتوفيق في بحثه.

دلالة العنوان

عنوان الكتاب مرآة عاكسة لمحتوياته يلخص كل ما بسط في سطوره ولكن بطريقة مثيرة للأذهان إلى درجة الاستفزاز خاصة وقد ترسخ عند عموم الناس أن الرجل دائما يفضل على المرأة في الإرث بناء على قوله تعالى: للذكر مثل حظ الأنثيين مما يجعل القارئ للعنوان تتبادر إلى ذهنه زوبعة من التساؤلات لن يجد إجابات شافية لها إلا من خلال الاطلاع على الكتاب، كما أن هذا العنوان يضرب في العمق وبشكل قطعي وكلام مثبت الادعاء بأن الإسلام يظلم المرأة ويبخسها حقها، بل يؤكد بكل ثقة أنه ليس في الشريعة الإسلامية مساواة فقط بل هناك امتياز للمرأة عن الرجل في الميراث والنفقة .

دوافع التأليف

ذكر الكاتب مجموعة من الدوافع التي جعلته يؤلف هذا الكتاب منها:

تجرؤ مجموعة من المثقفين العلمانيين من بني جلدتنا على دين الله ومحاولاتهم زعزعة ما استقر لدى المؤمنين من ثوابت الحق، وذلك عن طريق انعقاد مؤتمرات خاصة بالمرأة وعقد اتفاقيات، والقيام بحملات تدليسية ضد أحكام الله تعالى.

استغلال قضايا المرأة لتكون مرتعا خصبا للهجوم على الدين ودعوة المرأة المسلمة لاتباع نحلة الغالب والتمرد على كل ما ينسب إلى الدين سبب معاناتها.

دوافع التأليف

الكتاب عبارة عن دراسة علمية وافية أراد المؤلف أن يرد به على الذين يرون أن الإسلام ظلم المرأة بإعطائها نصف حظ الرجل وقد بين الغاية منه بقوله:

أن تحظى هذه الدراسة برضا الباحثين عن الحقيقة، وأن ترد أصحاب عقول لبس عليها أن الإسلام ظلم المرأة في ميراثها، وأن توقف الدعاوى الهوجاء بالاجتهاد في حق المرأة في الميراث لتكون مثل الرجل دائما) ص12

إن حق المرأة في الميراث لم أقف فيه على دراسة علمية متأنية تعالجه معالجة موضوعية، فانتدبت نفسي تقربا إلى الله تعالى، وحمية على هذا الدين المتين، والتماسا للمعذرة بين يدي الله يوم الدين لان من فروض الأعيان علينا نحن المتخصصين في الشريعة الإسلامية) ص10

منهجه في تأليف الكتاب

لما كان موضوع حق المرأة في الميراث مرتبطا بحقها في النفقة فقد جمع الكاتب بين الموضوعين في كتاب واحد قسمه إلى ثلاثة فصول مفتتحة بمقدمة ومنتهية بخاتمة.

الفصل الأول: حق المرأة في الميراث في الشريعة الإسلامية.

الفصل الثاني: حق المرأة في النفقة في الشريعة الإسلامية.

الفصل الثالث: التوازن بين ميراث ونفقة المرأة في الشريعة