أجمع طيف واسع من علماء المغرب الأجلاء والعالمات الجليلات، في مهرجان علمائي نوعي، على الدعم المطلق للشعب الفلسطيني في معركته العادلة ضد الاحتلال الصهيوني، داعين الأمة وقياداتها إلى القيام بالدور الواجب شرعا دفاعا ونصرة وإسنادا للغزاويين الصامدين في أرضهم رغم عِظم التضحيات بقيادة مقاومتهم البطلة.
المهرجان العلمائي، الذي نظمه موقع منار الإسلام أوّل أمس الإثنين 18 غشت 2025، “استجابة لدعوات أهلنا في غزة مقاومة وحاضنة شعبية، الداعية لحراك علمائي يتقدم الشعوب العربية والمسلمة، يروم إيقاف حرب الإبادة المعلنة على غزة وأهلها”، تم تنظيمه تحت شعار “نصرة غزة واجب العلماء أولا”، وأطّره أكثر من 30 عالما وعالمة يمثلون عشرات المؤسسات العلمية والدعوية.
وقد شارك في المهرجان ثلة من علماء جماعة العدل والإحسان، يتقدمهم كل من الدكتورين عبد العلي المسئول وعبد الصمد الرضى عضوي مجلس الإرشاد، والأساتذة محماد رفيع وعبد اللطيف أيت عمي وإبراهيم الهلالي وندية بلغازي ووفاء توفيق وخديجة مسامح… شاركوا إلى جانب إخوانهم وأخواتهم العلماء، أمثال الأساتذة أحمد الريسوني وحسن الكتاني ورضوان بنشقرون والمقرئ أبو زيد الإدريسي وعصام البشير وأحمد الكافي وأمينة السعدي ومريم العبادي وباقي العلماء الأجلاء والعالمات الجليلات.

حيث أجمع المشاركون على الواجب الشرعي في إسناد وإمداد غزة المحاصرة وشعبها المجوَّع المُقتّل، ودعوا إلى توحيد الصفوف والجهود العلمية إسنادا ودعما للقضية وعلى رأسها قضية غزة الأبية العصية على الكسر، وإيقاف هذه الإبادة الجماعية الوحشية المستمرة منذ قرابة السنتين، أمام صمت العالم وتواطؤ قواه الكبرى وتهاون الدول العربية والإسلامية. وأكدوا على عدم الاكتفاء بالتنديد والشجب، وطالبوا بضرورة أن يتقدّم العلماء صفوف المحتجين لبيان الكلمة الفصل في ما يقع من إبادة جماعية وتقتيل وتجويع ممنهج على مرأى ومسمع من دول الاستكبار العالمي.
كما دعوا إلى استنهاض جهود باقي العلماء من أجل الوقوف في وجه موجة التطبيع التي اخترقت البلاد في غفلة من علمائها ومثقفيها وشرفائها، وشددوا على ضرورة توحيد الجسم العلمائي وتأسيس ائتلاف علمائي يضم ذوي المروءات وشرفاء المغرب وغيره، وطالبوا ببيان الحكم الشرعي فيما يقع في غزة دعما لرجال طوفان الأقصى.
وفي الوقت الذي أكدوا على أهمية الاستمرار في الدعم العلمي للمقاومة في فلسطين عموما وغزة تحديدا، ناهيك عن المواكبة العينية للعلماء والعالمات بالتوعية في صفوف عامة الناس بمركزية القضية الفلسطينية وشرعيتها، جددوا رفضهم القاطع للتطبيع بكل أشكاله وألوانه مع فضح المطبعين ومن والاهم.

وشارك في المهرجان ممثلون عن الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، ومجلس أمناء ائتلاف الخير، ورابطة علماء المغرب العربي، والهيئة المغربية لنصرة قضايا الأمة، والائتلاف المغربي لدعم فلسطين، ومنتدى الاجتهاد المعاصر للعلماء “مجمع”، ومؤسسة ابن تاشفين للدراسات والأبحاث والإبداع، والهيئة العلمية لجماعة العدل والإحسان، وحركة التوحيد والإصلاح، والحركة من أجل الأمة، ومركز مقاصد للدراسات والأبحاث، ومركز إرشاد للدراسات والتكوين، ومؤسسة البحوث والدراسات العلمية “مبدع”، والجمعية المغربية مكارم للأخلاق والقيم، إلى جانب أعضاء سابقين بالمجالس العلمية.
وكان مما ميز المهرجان جمعُه بين الرعيل الأول من العلماء والدعاة المؤسسين، وبين ثلة من العلماء الشباب البارزين، كما كان لحضور المرأة العالمة دور لافت في هذا المهرجان العلمائي.