في “جمعة الغضب الثالثة”.. المغاربة يواصلون طوفانهم الداعم لـ”طوفان الأقصى” والمندد بحرب الإبادة الصهيونية

نشر بتاريخ 27 أكتوبر 2023 على الساعة 16:31

للجمعة الثالثة على التوالي، ومنذ انطلاق معركة “طوفان الأقصى”، خرج الشعب المغربي الأبي، اليوم الجمعة 27 أكتوبر 2023، في عشرات الوقفات والمسيرات والاحتجاجات في مختلف المدن والمداشر، دعما للشعب الفلسطيني البطل ومقاومته الباسلة، وتنديدا بحرب الإبادة الوحشية التي يمارسها كيان الاحتلال الصهيوني ضد غزة الإباء وسائر الفلسطينيين، وشجبا للتواطؤ الدولي المفضوح والتخاذل العربي المرذول.

الاحتجاجات القوية التي اتخذت لها المساجد مركز انطلاق، بما للمسجد من رمزية في دين وعقيدة المغاربة، وبما له من دلالة تذكيرية بمكانة المسجد الأقصى والأرض المباركة التي تحيط به، جاءت استجابة للنداء الذي أصدرته الهيئة المغربية لنصرة قضايا الأمة لمواصلة الدعم والإسناد الذي لم ينقطع على مدار الأسابيع الماضية، وتأكيدا للالتحام والترابط بين أقصى الأمة في بلاد المغرب وأقصى الأمة في فلسطين زينة بلاد المسلمين وقلبها وبوصلتها.

وعرفت الوقفات والاحتجاجات المتنوعة، مشاركة فئات شعبية واسعة ومن مختلف الأطياف والفئات، وتميزت بالعنفوان في رفع الشعارات والانخراط الطوعي من المصلّين والمّارة. وزاوجت بين الفخار بالصمود الأسطوري الذي كشف عنه شعب فلسطين خاصة في غزة الصمود وناسها الأحرار بقيادة مقاومتها التي تضرب أروع الأمثلة في حراسة الحدود وقصف المستوطنات والمغتصَبات واقتناص جنود الاحتلال، وبين الإدانة الكبيرة لحرب الإبادة الجماعية التي يرتكبها طيران الاحتلال والتي تستهدف في المقاوم الأول الأطفال والنساء في وقت جبن فيه “الجيش الذي لا يقهر” عن منازلة المقاومين في الأرض والميدان.

وقد هال المشاركين حجم التواطؤ الدولي والانحدار الأخلاقي الذي كشف الوجه الحقيقي للمنظومة الغربية، التي لا يعني ساستها وسياساتها شيء اسمه حقوق ولا حريات ولا حياة أطفال ولا حق العلاج والدواء والماء والأكل… بل وصل الأمر حد الدعم السياسي والعسكري وإعطاء الضوء الأخضر لقوات الاحتلال لتفعل في الإنسان الفلسطيني ما تشاء، ولتقتل “الرقم” الذي تريد في مجازرها الجماعية التي ترتكبها على مدار الساعة في غزة المحاصرة.

ولم يفت المشاركين الانتباه والتنبيه إلى أن وضع اليد في يد “إسرائيل” وتطبيع العلاقات معها، وهي المحتلة للأرض القاتلة للإنسان الساعية لهدم الأقصى، خيانة لا يبررها شيء من الضرورات السياسية ولا المصالح الاستراتيجية ولا القيم الإنسانية. وجددوا دعوتهم الدولة المغربية إلى التراجع عن خطئها في قرار تطبيع العلاقة مع كيان الاحتلال وإنهاء كل أشكال التعاون والاتفاقات، والاعتذار عن هذا المسار الأرعن الذي لا يرتضيه أبناء الشعب المغربي الأبي، والذي يطعن القضية الفلسطينية في القلب.