غزة الفاضحة.. المنتظم الدولي والسقوط الأخلاقي والإنساني المستمر

Cover Image for غزة الفاضحة.. المنتظم الدولي والسقوط الأخلاقي والإنساني المستمر
نشر بتاريخ

حدثان دوليان خطيران ميزا نهاية قرابة الشهرين من الحرب القذرة على غزة؛ أولهما القرار الظالم والغريب لبريطانيا بالدخول طرفا في حرب الإبادة الجماعية على غزة من خلال تحليق طائراتها في سماء قطاع غزة وتزويد الكيان المجرم بالمعلومات الاستخباراتية المتاحة. وثانيهما، والذي لا يقل غرابة، يتمثل في زيارة المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية كريم خان لفلسطين المحتلة بطلب من كيان الاحتلال، ولقائه مع عائلات القتلى والمصابين والأسرى الإسرائيليين والاستماع إليهم، مقابل التجاهل التام لقطاع غزة المنكوب والذي يتعرض لحرب إبادة حقيقية!!

الحدثان يشكلان حلقة جديدة ضمن مسلسل السقوط الأخلاقي والانفضاح الإنساني الذي عرّى الدول الغربية والمؤسسات الأممية، التي تواصل انحيازها المتطرف لكيان “إسرائيل” النازي الإرهابي. انحياز لم يراع ما يجري من قتل على رؤوس الأشهاد للمدنيين والأطفال والنساء بلغ الآلاف، ولم يأبه للدم الفلسطيني المدرار الجاري على مذبح واحدة من أبشع حروب الإبادة الجماعية التي جرت في العصر الحديث.

حدثان/موقفان ينضافان إلى مواقف الدول الغربية الكبرى، وعلى رأسها الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا وألمانيا، ومؤسساته العالمية التي يفترض أنها ترعى السلام وتحفظ الحقوق، ولكنها باتت ترعى رسميا القتل والتدمير والحروب والاحتلال. لتكتمل صورة المشهد الذي يقول لنا بوضوح أننا إزاء مفاصلة حاسمة غير مسبوقة، بين بضع دول تتحكم في مقدرات العالم بقيادة ساسة فقدوا كل حسّ إنساني وكل ذرّة آدمية ترفض الظلم وتمج القتل وتمقت القهر، والكثير من دول العالم الحرّ في أوروبا نفسها وأمريكا الجنوبية وآسيا وإفريقيا ناهيك عن الدول العربية الإسلامية مُؤزّرة بحراك شعبي عالمي ينتفض ضد هذا التوحّش الطافح والبربرية المنفلتة التي تهدد العالم.

وأمام هذا الانفضاح والانكشاف، يتجدّد السؤال المحرج: أي قيمة لعدالة دولية مرتقبة في ظل هذا السلوك المشين والمتحيز للظالم الفاجر المتغطرس؟

وأي قيمة لأي درس في النزاهة وفي الديمقراطية وفي العدالة، بل قل وفي الإنسانية المجردة، ستدّعي مرة أخرى هيئة دولية أو دولة غربية أنها تعطيها أو تقدمها لغيرها؟!

إننا، أيها الناس، أيها الأحرار، أمام انهيار أخلاقي وقيمي غربي ودولي مكشوف وغير مسبوق، ومغرق في العنصرية وفي تبني التشجيع على التطهير العرقي وعلى الإبادة الجماعية للأبرياء من الأطفال والنساء على وجه الخصوص.

نقول هذا بمرارة ونحن على يقين بإذن الله أن مكر أولئك جميعا هو يبور، وأن عاقبة النصر للمجاهدين والصامدين والصابرين. وأن خزي الدنيا والآخرة لاحق بكل أفاك معتد أثيم، ولكل من يدعمه بكل أنواع الدعم اللئيم.