“صديقتي”

Cover Image for “صديقتي”
نشر بتاريخ

سيل من الحب
كتويجات الزهر
تتراقص..
تنساب..
ببطء
ببطء
ببطء
تحمل ثنايا الشوق
إلى تلك المليحة
الناعسة على ثغري
تلك المضيئة
في فكري
المشرقة كالياسمين
بين جذوري..
أذكرها،
البارحة،
وقد سمت في عيني
كالملائكة.
ارتسم صوتها الندي
في مخيلتي،
كالتحفة النادرة.
أذكر تلك الضمة
بين جوانحي
كيف ابتدت..
ودنت
ودنت
حتى امتزجت
بِريقِي.
أذكر الغمرة
والزحمة الشديدة
والنسيم يحملني
بلطف.. بطيبة
ويضعني
بين مقلتيها الشاردتين
بِرِقة..
كنغمة.
وبين اللمحة
واللمحة
تنطلق معزوفتانا
بلحظة..
غمرتني حبا ودلالا
وانسكبت فيها
فيضا وحنانا.
تمَسّكتْ بكل شريان فيّ
بكل ضفيرة
بكل ظفر..
وانطوت تحت عيني
وقالت : هنا اتركيني.
قلت : بَرَدٌ منك يصيبني
قالت : منكِ يكفيني
قلت : وجع يَحْطِمُكِ
قالت : كالأم تتّصِفُ بعد الوجع
قلت : تمهلي.. إلى أين تأخذيني؟
قالت : إلى القمر.. فقط أنا وأنت
قلت والحيرة تَشْطِب هدوئي :
لم القمر؟ لم أنا وأنت؟
قالت : لأنك بين الجموع
تنسين وجودي
وعلى هامش قلبك أتَلَمّسُ حدودي
قلت ودمعها يتطاير
بين الأزقة والدروب:
كيف أنساك وأنت لي
كالحياة تدِبّ في عروقي
كيف أعزلك من وجودي
وأنت لي سرّ الوجود.
أحببتك يوم ضمتني
تلك الأقحوانة
بين عينيك
أتضوّعُ كل حين شذاها
فبها أذكرك
مُحال أنساك.
صديقتي
ياوردة تساقطت
على تربة البُعد
اشتقت إليك
اشتقت للضمة منك
تختزلنا
على صورة الجمع
اشتقت لأحاديثك
قَصصا
تشبك أحداث تفكيري
وتُبحر بي بعيدا
مع السندباد..
وتموج بي
على السهول
بين السفوح
فوق الجبال
تحت الربوع..
في كل مكان تنحت بصمة
في كل زمان تُقَطّع ذكرى.
فأذكر
الأمير والسطح
والدّرَج المنتشر كالفُطر
والجولة مع الحمام الخُضر
والتفاتة العيون السبع..
والرائحة
آه من تلك الرائحة..
تقفز إلى أنفي
كيوم السعد.
صديقتي
يا عصفورة الكناري
يا رسمة الفجر
اشتقت إليك..
والشوق لك
كالمشي على منزلق صخري..
صديقتي
يا تُرجُمان مواجدي
يا ضِحكة الصَّبا
تتردد في بساتيني..
يا لظى الحب
يا لوعة الشوق
يا سند اليوم
والأمس
والغد..
اسمعيني
وحَمّلي النسيم
خبرا منك
يسقيني
فقد جَفّ الغصن
وتناثرت تويجات الزهر..
سقطت تحت أقدام الدهر
تدوسها
وتُنْهيني..
اسمعيني صديقتي
اسمعيني..
صديقتي
يا شوقي إليك
يا انبعاثا منك لي..
يا دفئا
يا سكنا
يا شمسا
يَمّمَ نورها شطر الضلوع..
يا أختا ولَيْسَتْ..
وجمالا وأنسا..
خبئي لي
بين دعواتك،
كل الحظوظ.