رمضان هل فشعت الأنوار
ولحسنه قد خرت الأقمار
كل القلوب تفتحت لقدومه
وتعانقت فرحا به الأقطار
الله فضله وعظم قدره
فإذا به بين الشهور منار
لما بدا بجماله وجلاله
في سره قد حارت الأفكار
**
دنت السما للأرض في أجوائه
وتجلت الآيات والأقدار
ما عاد للشيطان عند نهاره
حظ ولا في ليله أوطار
عفوا فإن الليل في سبحاته
ما عاد ليلا فالوجود نهار
الله نور لا نظير لمثله
أنى ستدرك سره الأبصار
**
شهر كريم طيب ومبارك
في ظله تتساقط الأوزار
شهر لصبر النفس عن أهوائها
وتخلق حتى الصفا ووقار
ولذاك سماه المطهر سيدي
الورى وأقره الغفار
كتب الصيام عليكمو تقوى لكم
آثاره لو تعلمون كبار
**
ما هذه الدنيا سوى أكذوبة
وهم كبير ملؤه الأخطار
نلهو بها كفراشة وهي التي
تلهو بنا ويجرنا التيار
نحو السراب نظنه ماء وما
خلف السراب متاهة ودوار
وتقودنا في إثرها عميا وفي
سوق العبيد مذلة وصغار
**
رباه هذا ما جنيت بغفلتي
من زلة وأضلني المكار
وحسبت أني قد أجدت وغرني
حلم الكريم وعفوه الستار
حتى شربت من العذاب ومسني
ضر كبير في الفؤاد ونار
من لي سواك بنفحة علوية
يملا بها أنفاسي استغفار
**
رمضان جاءك فاغتنم ما فاتك
فالعمر ولى والقعود خسار
هو فرصة حتى تعوض ما مضى
يدعو لك المختار والأخيار
أقبل على رب كريم تائبا
تشكو ذنوبك والدموع غزار
فعسى تكون من الذين يظلهم
شهر شريف كوثر مدرار
**
رمضان جاء بليلة قدسية
فكأنها في فضلها الأعمار
الروح فيها والملائك نزل
بالأمر يسري والسلام دثار
فيها كتاب الله أنزل دفعة
وتلاه مهلا بعده المختار
لله فيها كل أمر حاسم
يقضي به في حكمة، وقرار
**
قل لي بربك كيف تهجر ذكرك
في ليلة تشتاقها الأسحار
وتطير في روضاتها ولهى به
آي الهدى وتسبح الأذكار
قل لي بربك كيف تخسر صحبة
روحية يا أيها الفرار
يدنو إليك الله فيها هامسا
(عبدي) فكيف لغيره تختار
**
يا فرحة عند اللقاء وعندما
يدنو الأذان ويحضر الإفطار
اجعله يا رب محطة أمة
تبنى على القرآن لا تنهار
واجعله يا رب ربيع قلوبنا
فالذكر حقا روضة معطار
واجعل صلاتك دائما للمصطفى
وسلامك ما غنت الأطيار