ذ. مولاي التاج: حملة “أنا مغربي إفطاري مقدسي” كشفت عمق ارتباط المغاربة بالقضية الفلسطينية

Cover Image for ذ. مولاي التاج: حملة “أنا مغربي إفطاري مقدسي” كشفت عمق ارتباط المغاربة بالقضية الفلسطينية
نشر بتاريخ

تسليطا للضوء على حملة “أنا مغربي إفطاري مقدسي” التي ميّزت رمضان المغاربة لهذا العام بشكل لافت، وبصمت موائدهم بطابع فلسطيني بارز، أجرت بوابة العدل والإحسان حوارا مع الأستاذ سعيد مولاي التاج عضو المكتب المركزي للهيئة المغربية لنصرة قضايا الأمة وأحد منسقي الحملة، هذا نصه:

لو تتفضل الأستاذ سعيد بتقريبنا من أهداف هذه المبادرة “أنا مغربي إفطاري مقدسي”؟

بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين، قبل الجواب على السؤال الذي تفضلتم به، دعني أولا أقبل رؤوس المغاربة رجالا ونساء وأطفالا رأسا رأسا، ويدا يدا، هؤلاء الشرفاء الأحرار الذين أتبثوا للعالم أن المطبعين “قلة وذلة”، وأن فلسطين حية في الروح والوجدان عند جميع المغاربة من كل الطبقات الاجتماعية والثقافية والعمرية، رغم محاولات المطبعين ومؤسساتهم الإعلامية والدعاية الرسمية التي تصور المغاربة كلهم مطبعين أو راضين وقابلين بخيانة فلسطين والتفريط فيها وفي عدالة قضية شعبها.

من أهم الأهداف التي وضعناها للحملة التي أطلقناها في نسختها الرابعة هذه السنة، وكانت بحمد الله عز وجل وتوفيقه متميزة مكتسحة، أن نعلن:

1- عن تضامننا مع الشعب الفلسطيني ومع بيت المقدس والأقصى، خاصة في ظل الاقتحامات الصهيونية التي تعرض لها المسجد الأقصى.

2- أن نجعل القضية الفلسطينية حاضرة بقوة في ذروة يوم صيامنا أي وقت الإفطار لتكون ضيف الشرف عند الأسر المغربية، فهو شكل رمزي له دلالته الكبرى تربويا وقيميا وسياسيا وإعلاميا.

3- أن نربط الأجيال من الشباب والأطفال خاصة بهذه القضية المركزية ونغرسها في وجدانهم وأرواحهم..

4- أن نوجه رسالة للمطبعين ووكلائهم أن الشارع المغربي والشعب المغربي ليس شريكا ولا قابلا لجريمة التطبيع.

هل هي مبادرة خاصة بالهيئة أم معكم فيها شركاء آخرون؟

نحن في الهيئة المغربية لنصرة قضايا الأمة نعتبر هذه المبادرة ملك للمغاربة جميعا، لا نملك منها إلا سابقة الدعوة والمبادرة نسأل الله تعالى أن يكتبها في ميزان حسناتنا. فالحملة تفاعلت معها هيئات وشخصيات من مختلف التوجهات، ودخلت كل البيوت المغربية وأيضا في بيوت المغاربة خارج المغرب، ولم تقتصر على أعضاء الهيئة والمتعاطفين معها، ونتمنى أن تتبناها كل الشعوب وكل الجهات فهي وسيلة تحسيس وتوعية فعالة ونوعية .

لوحظ أن التفاعل مع الحملة كان واسعا وخلفت صدى إعلاميا وتفاعلا في مواقع التواصل الاجتماعي ماهي تقديراتكم للمشاركين فيها؟

فعلا المشاركة في حملة “أنا مغربي إفطاري مقدسي” كانت واسعة والحمد لله، فاقت كل التوقعات. فحسب تقديراتنا الأولية تجاوزت مليوني مشارك ومتابع ومتفاعل على وسائل الإعلام العربية المختلفة التي غطت الحدث، وأيضا على مواقع التواصل الاجتماعي حيث انتشر هاشتاغ الحملة على نطاق واسع، لكن الأهم في هذه الحملة ليست أعداد المشاركين والمتابعين فحسب، بل الأهم هي طبيعة المشاركين وتنوعهم، فقد نجحت الحملة في استقطاب مشاركين من كل الفئات أفرادا وأسرا شبابا وأطفالا.

ما هو برنامج الإفطار المقدسي؟

البرنامج كان مفتوحا لاجتهاد المشاركين وإبداعهم وهذا بالفعل ما يلاحظ، فهناك تنوع رائع في إبداع أشكال تعبيرية واحتفالية رمزية، غير أننا سطرنا له فقرات ثابتة كقراءة الفاتحة ترحما على أرواح شهداء الأقصى وفلسطين والدعاء للمجاهدين والأسرى والمعتقلين والمنفيين بالنصر والتمكين، ومدارسة تطورات الأحداث مع الإفطار بنكهة فلسطينية تحضر فيه وجبة من أرض الإسراء والمعراج الشهيرة.

كيف تفسرون هذا النجاح اللافت لهذه الحملة ميدانيا وإعلاميا؟

أولا نفسره بكل يقين بفضل الله علينا وتوفيقه لجهودنا المقصّرة والقليلة، ثم نفسره أيضا ببركة الخدمة وشرف الانتساب إلى هذه الأرض المباركة أرض بيت المقدس والمسجد الأقصى المبارك وما حوله، ثم إن الحملة جاءت في سياق فعل تضامني ميداني كبير يشهده المغرب بعد أحداث الاقتحامات الصهيونية التي يعرفها المسجد الأقصى، حيث سجلت العديد من الاحتجاجات في العديد من مدن المغرب والمناطق الداعمة لفلسطين والمناهضة للتطبيع، إما بدعوة منا أي الهيئة المغربية لنصرة قضايا الأمة أو من مختلف الجهات العاملة كالجبهة المغربية أو مجموعة العمل أو هيئة النصرة. يضاف إلى هذا التحرك الميداني، زخم تخليد يوم الأرض الذي دعونا إلى تخليده ميدانيا وفنيا وثقافيا وخطابيا وعرف مشاركة واسعة، فشهر رمضان لهذا العام ولله الحمد كان رمضان مقدسيا وفلسطينيا روحا ومعنى.

ماهي الرسائل التي توجهونها في ختام هذه الحملة؟

رسائلنا متعددة وتختلف باختلاف الجهة المقصودة بها، فرسالتنا إلى:

1 -عموم المغاربة والى كل الشرفاء والأحرار أن مسرى النبي صلى الله عليه ومعراجه وميراث الأجداد في أرض فلسطين، أمانة في أعناقنا لا تقبل التقصير والتفريط وأن التضامن مع فلسطين الآن ليس نافلة أو زيادة، بل هو واجب لأن الإفساد الصهيوني السرطاني دخل المغرب، وبدأ يهدد وحدته وعقيدته وأمنه ومقدراته.

2- رسالتنا إلى أبناء الشعب الفلسطيني، مقاومة وفصائل، إلى توحيد الصفوف والجهود والتعالي على الاختلافات.

3- رسالة دعم لا مشروط ومساندة وتضامن مع شعبنا الفلسطيني، وتأكيدنا على أنكم لستم وحدكم أبدا ولن تكونوا وحدكم مادام في قلوبنا عرق ينبض.

4- وفي الأخير رسالة شكر وتحية إلى كل من ساهم في المشاركة باحتضان أو التعريف بهذه المبادرة من إعلامين ومثقفين ومؤثرين على مواقع التواصل الاجتماعي، وندعوهم مشكورين إلى مزيد من التعبئة، ففلسطين قضية حياة لا قضية مناسبات.