ذ. العلمي: فكرة الكتاب ترجع إلى أكثر من 12 سنة وهذه سياقات تأليفه

Cover Image for ذ. العلمي: فكرة الكتاب ترجع إلى أكثر من 12 سنة وهذه سياقات تأليفه
نشر بتاريخ

كشف الأستاذ عبد الكريم العلمي عضو مجلس إرشاد جماعة العدل والإحسان، ومؤلف كتاب “السلوك إلى الله عند الإمام عبد السلام ياسين”، أن فكرة هذا الكتاب ونيته ونواته ترجع إلى أكثر من اثنتي عشرة سنة، و“بالضبط إلى الرباط العشري المركزي الجامع الذي انعقد وقتها في العشر الأوائل من شهر رمضان عام 1431ه الموافق للعشر الأواسط من غشت 2010م، حيث تشرفتُ بإلقاء عرض حول موضوع: “معالم في تجديد السلوك عند الأستاذ المرشد عبد السلام ياسين”. وكنت قُبيل ذلك في رباط النصيحة المركزي، عرضت موضوعا عن “معالم في السلوك الجهادي عند الأستاذ المرشد””.

وأوضح، في سياق عرضه لخلفيات فكرة التأليف، أنه وبعد رباط رمضان آنف الذكر تعمّق النقاش داخل مجلس الإرشاد حول مفهوم “الصحبة في الجماعة”، الذي كان الإمام المجدد عبد السلام ياسين رحمه الله يذكره في مجالسه ولقاءاته ويقرنه بالصحبة والجماعة، فشرّفني، يقول رئيس مجلس الشورى، الأحبة في مجلس الإرشاد بكتابة ورقة في الموضوع، وبالفعل أُعدّت الورقة. ليكمل موضحا “وبعد نقاشها في المجلس وبعد التوجيه والتصويب عُرضت الورقة على الحبيب المرشد رحمه الله فأمضاها رحمة الله عليه رحمة واسعة مدعومة بتوجيهاته الثلاثة التي لا نمل من تكرارها والتذكير بها”، وهي:

1.  “الصحبة والجماعة درجة إلى الصحبة في الجماعة”.

2.  “لا نبحث عن صحبة خارج الجماعة ولا عن جماعة خارج الصحبة”.

3.  “المعول على العمل”. في إشارة وعبارة منه رحمه الله إلى أن الكتابة لا تكفي بل لا تغني خاصة في موضوع من هذه الأهمية القصوى إن لم يصحبها ويسبقها ويعقبها السعي الجاد طاعة وعبادة وجهاداً.

وواصل صاحب الكتاب مبيّنا أن الرغبة في الكتابة في هذا الشأن تأكدت بعد التحاق الإمام قدس الله سره بالرفيق الأعلى، عندما كان الإخوة في مجلس الإرشاد يطوفون على مجالس المؤمنين والمؤمنات ورباطاتهم للمذاكرة مع المسؤولين والمسؤولات ومع كافة الأعضاء في هذا الأمر. إلى أن أذن الله، يقول الأستاذ العلمي، بمحض توفيقه وتيسيره لهذا الأمر أن يتم فله الحمد وله الشكر، ناسبا الفضل إلى صاحبه “وفضل الله يجريه سبحانه بأسباب يدبرها وأشخاص يصطفيهم، فأجرى سبحانه فضله علي بهذا الكتاب على يد إخوتي وأحبتي في مجلس الإرشاد صبراً وتحفيزا وتوجيها وتصويبا على مدى أزيد من خمسة عشر شهراً”.

وبعد نهاية المداخلات والقراءات، وفي كلمة تفاعلية مقتضبة، شكر الأستاذ العلمي المتدخلين على تتبعهم الدقيق للكتاب. عارضا بعض الأفكار المختصرة؛ منها تأكيده أنه لم يدّع تعاملا فكريا عقليا مع تراث الإمام بل تعاملا روحيا قلبيا، ومن تم فالكتاب ليس كتابا أكاديميا. شاكرا ملاحظة الدكتور رفيع المنهجية التي اعتبرها دقيقة والتي تهم العناوين.

وأشار صاحب الكتاب أيضا إلى أنه يصعب جدا أن نفصل بين الجانب النظري الفكري والتمثل والتنزيل حين نقرأ تجربة وتنظير الإمام عبد السلام ياسين رحمه الله. وشكر هنا تركيز الأستاذة نادية على التجربة الشخصية الإمام، فالسلوك عمل لا كلام، منوّها إلى أنه إن خرجنا من هذه الندوة والكتاب بهذا الأمر فقط، فهو كسب عظيم ومهم.

وكشف رئيس مجلس الشورى بأن فكرة الكتاب الأولى كانت تروم الوقوف عند ما دعا إليه الإمام من التشوف إلى النموذج الخالد نموذج النبوة والصحابة الكرام، وأن نصل حاضر ومستقبل الأمة بسالف عهدها في قرن الصحابة النموذجي. فكان الهمّ تتبع الصحبة والجماعة داخل الجماعة عند الصحابة ثم التابعين وتابعيهم وهكذا، إلى أن استقر الأمر فصلا بين العدل والإحسان في القرون اللاحقة. لكن جاء الكتاب في النهاية على الشكل الذي ترونه، يقول مؤلفه، ملمحا إلى العودة تأليفا كرّة أخرى في هذا الموضوع تحديدا.

وبحسب ما اطلعت عليه بوابة العدل والإحسان، فالكتاب الّذي قدّم له الأستاذ فتح الله أرسلان عضو مجلس الإرشاد، يتوزع إلى تقديم ومقدمة وأربعة فصول وخاتمة وملاحق.

ويعالج المؤلَّف، الذي يقع في 334 صفحة، موضوع “السلوك إلى الله” وما يحيط به وما يتفرع عنه في فكر الإمام عبد السلام ياسين رحمه الله وكتاباته ومجالسه ورَسائله وتوجيهاته الخاصةِ والعامة. وينصب اهتمامه، يقول مؤلِّفه، على أربع قضايا مندمجة ومتكاملة ومتداخلة في شأن “السلوك إلى الله” عند الإمام رحمه الله وهي كالتالي:

أولا: قضية السلوك الجهادي.

ثانيا: قضية الصحبة والجماعة والصحبة في الجماعة.

ثالثا: قضية السلوك الجماعي المتّزن.

رابعا: قضية الجماعة والشورى.

وللبوّابة عودة لاحقة للكتاب ومضامينه الرئيسة.