وضحت الأستاذة حنان البوحسيني، عضو المكتب الوطني لشبيبة العدل والإحسان، دوافع العزوف الانتخابي عموما وتبني خيار المقاطعة الانتخابية الواعية على وجه الخصوص، قائلة: “إذا كان مفهوم السلوك الانتخابي من ناحية الدلالة السياسية متعلقا بالسلوك الذي يعطي من خلاله المواطن الشرعية للنظام السياسي، وتطبيق البرامج والقوانين، أو بالعكس يرفض نظام حكم معين، فإن العزوف الانتخابي راجع إلى الشعور بعدم الثقة نتيجة التجارب السابقة والإحباطات المتكررة، وهذا لا يعني عدم اهتمام بالشأن العام أو عزوفا سياسيا. أما المقاطعة الانتخابية فهي سلوك رافض للعبة السياسية برمتها، وقرار مبني على اعتبارات متعددة متعلقة بالإطار القانوني والتنظيمي والوظيفي”.
وانتقلت، في تصريح خصت به موقع مومنات.نت، للحديث عن الظاهرة عند فئة الشباب خصوصا، فـ”الملاحظ الآن يمكن أن يستنتج أن المقاطعة الانتخابية الشبابية لم تعد نتاجا لفقدان الثقة في السياسيين، أو موقفا ناجما عن اللامبالاة بالسياسة، أو سلوكا عابرا”، تقول البوحسيني، وتضيف: “بل أصبحت قرارا واعيا لفئات واسعة من أبناء الشعب المغربي الحر. قرارا نابعا من تحمل المسؤولية تجاه الوطن، وقرارا رافضا لعبثية العملية الانتخابية، ناتجا عن شعور المواطن وكأنه بمشاركته يزكي مظاهر الفساد”.
وأوردت الفاعلة الشبابية في تصريحها بعض أنماط العزوف والمقاطعة الانتخابية عند فئة الشباب:
“- الصمت واللامبالاة؛ وهو موقف قد يكون ناتجا عن بواعث سيكولوجية وسوسيولوجية، وعدم اهتمام بالشأن العام والسياسة والسياسيين، ولامبالاة تجاه ما يجري في الحياة السياسية لأسباب متعددة.
– الوعي الواقعي؛ وهو موقف ناجم عن الواقع الاجتماعي والاقتصادي والثقافي. فأي تغيير اجتماعي له علاقة وطيدة بالتغيير السياسي، وموقف الشباب من العملية الانتخابية رهين بمردودية المؤسسات والبرامج على المستوى الاقتصادي والتعليمي والاجتماعي. فما يشهده الواقع الشبابي المغربي من ارتفاع في نسب البطالة والهجرة الجماعية، حتى في صفوف الشابات والشباب حاملي الشواهد، واعتماد المقاربة الأمنية في التعاطي مع المطالب الشبابية، ساهم في الإعراض عن الممارسة الانتخابية، باعتبار أن الشباب يربط جدواها وفاعليتها بالواقع.
– القرار الذاتي؛ وهنا يمكن القول إن هذا الموقف يبنى تدريجيا، حيث ينتقل الفرد من الشعور بعدم القدرة على ممارسة الحق الشرعي في الحياة السياسية من خلال القمع والضغط والتهميش وغياب البرامج المنتجة، إلى الرفض بإرادته الذاتية للمشاركة في العملية الانتخابية نتيجة قناعته بأنها لا تحل مشكلاته ولا تستجيب لمطالبه.
– المقاطعة الموقفية؛ وهي مقاطعة خيار واختيار مبنية على قراءة واعية للواقع، موقف عدة تيارات وقوى مجتمعية وشبابية تجاه العملية الانتخابية واللعبة السياسية برمتها، الرافضة لتزكية مؤسسات الأقلية المنبثقة عن الانتخابات الشكلية التي تفرز من لا يحكمون فعليا، والرافضة لإعطاء الشرعية لقوى الفساد والاستبداد”.