د. الزقاقي: التجربة السجنية للإمام عبد السلام ياسين تُجملها ثلاثية المحنة والصمود والكسب

Cover Image for د. الزقاقي: التجربة السجنية للإمام عبد السلام ياسين تُجملها ثلاثية المحنة والصمود والكسب
نشر بتاريخ

اعتبر الدكتور بلقاسم الزقاقي، المعتقل السياسي السابق والباحث في الدراسات الإسلامية، أن كتاب “صناعة الحرية، في التجربة السجنية للأستاذ عبد السلام ياسين”، لمؤلفه الدكتور أحمد الفراك، “أول محاولة للتصدي والاشتغال بجانب يكاد يكون غير مدروس من حياة الأستاذ العالم والمربي والمصلح عبد السلام ياسين رحمه الله تعالى”. شاكرا له صنيعه واهتمامه بهذا الموضوع، ومنوها إلى أن الكتاب سيسهم لا شكّ في تعرف القراء والمثقفين والسياسيين والدعاة والمؤرخين وعموم الشعب والأمة على مرحلة حاسمة من سيرة هذا الرجل الفذ.

الكتاب، يقول الزقاقي الذي أمضى 18 سنة سجنا ظلما في ملف ما عرف بطلبة العدل والإحسان بوجدة، يتطرق لمختلف محن السجن والاعتقال والاختطاف والإقامة الجبرية والمتابعات البوليسية عبر مراحل متقطعة من حياة الأستاذ ياسين رحمه الله، مجملا كلامه عن ذلك تحت هذا العنوان: المحنة والصمود والكسب.

 

وفي الوقت الذي أشار المتحدث إلى أن ما تعرض له الأستاذ عبد السلام ياسين رحمه الله من سجن واعتقال له أسباب مختلفة، أكد أن أبرز هذه الأسباب وأهمّها هو “جهره بكلمة الحق في وجه الحاكم ونظامه وانتقاده لاستبداده وظلمه للناس وتحريفه لكلم الدين عن مواضعه، ثم لرفضه الانحناء أما هذا الجبروت والانخراط ضمن جوقة المباركين والمستسلمين”.

وأشار الزقاقي إلى أن توالي المحن على الإمام، جرّ عليه معها معاناة الإبعاد عن قرابته وأصحابه وتلاميذه، ناهيك عن المعاناة الصحية بكل من سجن لعلو الرهيب ومشفى الأمراض الصدرية والاعتقال مع المجانين “ظنا من السجان أنه أسلمه للموت البطيء ليتخلص من صوت مزعج ومعارض لا يستكين أو يلين لكن إرادة الله كانت هي الغالبة والله غالب على أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون فكتب له الثبات والصمود والنجاة”. مؤكدا أن الجلادين لم يفلحوا في إخضاعه أو إرغامه على الاستسلام، “فلم يرهبه القمع ولم يخوّفه الجور ولم يثنه التلفيق والبغي عن الصدع بالحق في كل وقت وتحت أي ظروف ومهما كانت التضحيات”.

ولأن جماعة العدل والإحسان هي من ثمرات الإمام وصنائعه الجليلة للأمة، لم يفت الباحث في الفكر الإسلامي أن المحن لم تقف عنده رحمه الله بل طالت -ولو بحدة أقل-  العديد من منتسبي الجماعة أو المتعاطفين معها، وضرب على ذلك بمثال سجن أعضاء مجلس الإرشاد أثناء بداية حصار الإمام.

الدكتور الزقاقي وفي نهاية مداخلته، ضمن فعاليات ندوة قراءة في كتاب “صناعة الحرية.. التجربة السجنية للأستاذ عبد السلام ياسين” التي نظمتها الجماعة بمناسبة الذكرى العاشرة لرحيل الإمام عبد السلام ياسين رحمه الله وشارك فيها إلى جانب ثلة من الباحثين والفاعلين، خلص إلى الحديث عما أسماه بـ“الكسب” وهي مكاسب بحمد الله تعالى، ذكر منها:

–   قول الإمام في حواره مع الأستاذين عبد الكريم العلمي ومنير ركراكي معلقا على مرحلة حرمانه من الحرية “كانت فترة هدوء وتأمل وتفكير في الظاهر وفترة ذكر عميق وفترة خلوة. كانت هي من أسعد فترات خلوتي”. واستدعى الزقاقي قول صاحب الكتاب الفراك “ومع ذلك التضييق الشامل والمنع المتوالي وُفّق الرجل في صناعة حريته، في التفكير وفي التعبير وفي التجمع، صنع الفكرة صنع الحركة وصنع المشروع”.

–   عدم الانجرار إلى الوقوع في آفات السرية والعنف والاستقواء بالخارج.

–   تعميق الفكر والنظر في المشاريع والمواقف التي اعتقل من أجلها، وبذل مهجته ووقته في الكتابة الرصينة والتأليف في مختلف قضايا الإنسان والأمة والاطلاع الواسع على ما يكتبه الآخرون باختلاف عقائدهم وقناعاتهم في لغاته الأصلية أو المترجمة.

–   إعطاء نموذج العالم العامل القائم الناصح الآمر بالمعروف والناهي عن المنكر الذي لا يسكت على الباطل أو يبرره.

–   اكتساب الإمام رحمه الله من وراء كل تلك المحن روحانية جهاد الكلمة والحجة والتعليم والصدع بالحق. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “ما ترك قوم الجهاد إلا ضربهم الله بالذل”، وقال عز من قائل: ولله العزة ولرسوله وللمومنين ولكن المنافقين لا يعلمون.