من تداعيات الفيلم النكرة، قيام بعض المسلمين بردات فعل عنيفة قصد الدفاع عن نبينا صلى الله عليه وسلم… مَشاهد لأفلام عنف حقيقية تعبر للمخططين لخنق الربيع العربي عن مدى نضج المسلمين في تعاملهم مع الأحداث وعن المرحلة “البَعدية” للربيع العربي…
أما آن الأوان لنقوم قياما فعليا لا ردود أفعال؟ لأن القيام أو القومة الحقيقية للنهوض بالأمة ليست انفعالات وهتافات ونيران تضرم وسيارات تفجر وانفلاتات تعطي صورة سلبية عن الإسلام والمسلمين للمُشاهد في كل بقاع العالم… إنما القيام بناء للذات وللأمة وللإنسان…
أما آن لنا أن نحرر أنفسنا من تخطيط المركزية الغربية والتبعية للآخر، يحركوننا ككراكيز على خشبة مسرح الحياة؟ كل مرة ينسجون لنا أفلاما وسيناريوهات من ألف ليلة وليلة نخرج على إثرها للشوارع نعبر عن انتمائنا لمقدساتنا أو بالأحرى انتماء هذه المقدسات إلينا… تنتهي حلقات الحكاية لندخل بعدها نسد علينا أبوابنا وتطفأ نيران أوداجنا وعدسات كاميراتهم فيرتاح المراقب السياسي العالمي لأن الصورة أعطته ارتياحا… ففترة المسلم الحق لم تحن بعد… فينام مرتاح البال على مخططاته وشعوبه لأن الفيلم الذي كان بطله المسلم المدافع عن نبيه ومقدساته في حلقاته العنيفة التي تبث في جميع قنوات الإعلام تترجم للمشاهد أفلاما وصورا عكس ما يدعو له ديننا الحنيف…
ألم يحن الوقت بعد للالتفات إلى ربيعنا وريه بماء الشريعة السمحة البانية للإنسان قبل أن يصبح هذا الربيع هشيما تدروه الرياح…
ألم يحن الوقت ليخييب ظن هذا المخطط لخنق ربيعنا العربي ولي أعناق شباب الغرب المشرئب المعجب بهذا الربيع العربي لصده عن فطرته التي فطره خالقه عليها؟
كيف نسمع هذه الفطرة من جديد نداء هذا الدين القيم؟
كيف نعيد الإنسان المسلم وغير المسلم من ملذات الأسفل سافلين والهبوط الآدمي الى أحسن تقويم؟
كيف نبلغ الأمانة، هذه الأمانة التي عرضت على السماوات والأرض والجبال فأبين حملها لنحملها نحن، أمانة الاستخلاف في الأرض؟ أمانة التبليغ عن الله تعالى ليعرف فيعبد عن حق… أمانة الشهادة على الناس والحضور بحق في الميدان لأداء الدور الريادي، الدور الحقيقي الفعلي الوسطي مصداقا لقول الله تعالى: وكذلك جعلناكم امة وسطا لتكونوا شهداء على الناس ويكون الرسول عليكم شهيدا.
ألم يحن الوقت بعد لاستنهاض الهمم؟ لنعرف من نحن وماذا نريد وما دورنا وكيف نؤسس لبناء الإنسان وبناء الأمة انطلاقا مما يجمعنا من مشترك إنساني..؟