بمناسبة اليوم العالمي للمدرس 5 أكتوبر 2022، يحتفل العالم برجل التربية والتعليم من أجل تحفيزه لأداء رسالته النبيلة اتجاه تلامذته: جيل المستقبل.
جميع الدول والمؤسسات العلمية والمراكز البحثية تجمع على ضرورة الإبداع في احتضان الناشئة وإعداد شباب اليوم رجال الغد. اقترح خبراء التربية المعاصرون، استقبال الطلاب في المدارس والمعاهد بنفَس جديد، خاصة وأن مرحلة كورونا خلَّفت جروحا عميقة وأزمات متعددة عند جميع أطياف المجتمع، خاصة الشباب الذي أصبح عرضة للضياع.
لكن تميُّزنا عن غيرنا، جعل مسؤولينا ينسجوا إبداعهم على غير منوال. تنظيم مهرجانات واستضافة ضيوف من نوع خاص، لكن في الزمان والمكان غير المناسبين.
الجميع علم بما حدث الأسبوع المنصرم في الساحات العمومية في العاصمة الإدارية الرباط والاقتصادية الدار البيضاء.
حدث لا يحتاج لإعادة توصيف لأن الصور البشعة والفيديوهات الدنيئة تملأ جميع الصفحات الإعلامية الوطنية والدولية…
دخول مدرسي وموسم سياسي استثنائي بامتياز، يتطلب الأمر طرح السؤال على مسؤولي الدولة المغربية:
– ما القصد من احتضان السفاهة والدناءة باسم الفن، والفن من كل ذلك براء؟
– أمانة رعاية الشباب عظيمة، يتحمل مسؤولية من أخل بواجباته أمام الخلق والخالق. ترى من يحاسب من خان الأمانة؟
– ما هذا الصمت المريب لمنتخبي الأمة أمام هذه الكارثة الأخلاقية التي ستبقى وصمة عار على جبين كل من يدعي حماية حقوق الأطفال والأسر ورعاية الشباب؟
– أينكم يا علماء الأمة لتصويب سلوك الشاردين وتوجيه الشباب وتقويم السلوك، أم أنكم اكتفيتم بالإرشاد الديني في الحيض والنفاس والتيمم؟
– نخبنا المثقفة، التزمت الحياد مخافة التصنيف في خانة التزمت والظلامية، إن هم استهجنوا الواقعة المشينة؟
وفي الأخير أقول للجميع بصفتي رجل تربية وتعليم، ومهتم بقضايا الشباب: إن جيل الشباب الجديد مهدد في عمق مكونات شخصيته بالاستلاب، والدعامة الأساس لقدراته العلمية وملكاته الإبداعية مهددة بالانهيار، ويصبح بذلك يلهث وراء شهواته الحيوانية ونزواته الافتراسية.
ما تم مع انطلاق الموسم الدراسي، خطأ استراتيجي وخطيئة سياسية تستوجب المساءلة، وتنتظر الاعتذار للشعب المغربي، بدل خنق الأصوات الحرة وغلق الصفحات الجادة التي تدعو للفضيلة وتنبذ الرذيلة.