في جو من الخشوع والإيمان بقضاء الله وقدره، ووفاء لروح الإمام المجدد الأستاذ عبد السلام ياسين رحمه الله مرشد جماعة العدل والإحسان، وعرفانا بأفضاله الجليلة وأعماله المباركة، نظمت جماعة العدل والإحسان بمنطقة الفداء حفل تأبين الإمام المرشد يوم الأحد 13 يناير 2011.
حضر هذا الحفل العشرات من الأطباء والمهندسين والمحامين ورجال التعليم بالإضافة إلى الشخصيات والهيئات السياسية والمدنية بالمنطقة. وتنوعت فقراته ما بين القراءات القرآنية الخاشعة والشهادات المنصفة التي أجمعت كلها على أن الفقيد رحمه الله علم من أعلام التربية والعلم والجهاد في عصرنا الحاضر، وعلى أن الأستاذ المجاهد عبد السلام ياسين رحمة الله عليه هو ملك للأمة جمعاء.
في البداية كانت الكلمة للأستاذ ابراهيم الروابزي وهو من الرعيل الأول وجيل التأسيس في الجماعة، تحدث فيها عن بعض المحطات التي شهدها مع الأستاذ المجاهد عبد السلام ياسين رحمه في سبيعينيات القرن الماضي، وما حبلت به من دروس في الثبات والصبر واليقين في موعود الله.
بعد ذلك تناول الكلمة الأستاذ المكي قصدي عن حركة التوحيد والإصلاح عبر من خلالها عن بالغ تعازيه وخالص مواساته للأسرة الصغيرة والكبيرة في فقدان الأستاذ المجاهد عبد السلام ياسين رحمه الله، وأشاد فيها بأخلاق الرجل ومناقبه، وبدوره الفعال في ميدان التربية والدعوة إلى الله تعالى.
من جهتها ذكرت الأستاذة نعيمة مرشيد في كلمة باسم نساء جماعة العدل والإحسان بالاهتمام الكبير الذي حظيت به المرأة في فكر الأستاذ المرشد، فقد رفعها رحمه الله من حضيض المهانة إلى موقع التكريم مسهمة في صناعة مستقبل الأمة وبناء عزها ومجدها.
في كلمته أكبر الأستاذ عبد الوهاب الراجي النائب البرلماني عن حزب العدالة والتنمية في الفقيد رحمه الله ثباته على المواقف، واعتبره رجلا من رجالات المغرب، ونوه بتمسكه بنهج الخيار السلمي رغم الحصار والتضييق الذي مورس عليه.
من جهته أكد الأستاذ حسن اعبيدو عضو رابطة الأدب الإسلامي العالمية على أن الأستاذ عبد السلام ياسين رحمه الله كان رجلا عظيما بكل المقاييس، عظيما بربانيته وأخلاقه وفكره وعلمه، وعظيما بتربيته نساء ورجالا ذوي همم محبيه عالية تحمل مشعل العدل والإحسان وتحسن تبليغه.
في ختام الحفل التأبيني تقدم الأستاذ مصطفى البكراوي في كلمة باسم جماعة العدل والإحسان بالشكر للحضور ولكل من عزى وواسى، وأبرز في كلمته بأن جماعة العدل والإحسان والأمة جمعاء قد فقدت أحد كبار العلماء والمنظرين والمربين والدعاة إلى الله تعالى، لكن عزاءنا جميعا في ما ورّثه من محبة في القلوب وصدق في النفوس، وما ربى من نساء ورجال ثابتين على العهد، عهد الاستعداد الدائم للقاء الله تعالى، وتحقيق موعود الله وبشارة رسوله صلى الله عليه وسلم بالخلافة على منهاج النبوة.