عقدت الجبهة المغربية لدعم فلسطين ومناهضة التطبيع، اليوم السبت 2 مارس 2024، مجلسها الوطني السنوي الرابع، وسط برنامج حافل عُرضت فيه كلمات القوى السياسية، وتم تكريم عدد من الوجوه الوطنية البارزة بينها الناطق الرسمي باسم جماعة العدل والإحسان الأستاذ فتح الله أرسلان.
المجلس الذي انعقد بمقر الجمعية المغربية لحقوق الإنسان بالرباط، والذي يتزامن انعقاده مع يوم وطني احتجاجي جديد دعما لفلسطين دعت إليه الجبهة اليوم السبت، انعقد تحت شعار “نضال شعبي وحدوي متصاعد لدعم المقاومة الفلسطينية وإسقاط التطبيع”، وعرف مشاركة قيادات الجبهة الوطنية وممثليها في الفروع، وتميّز بحضور عدد من الشخصيات الحقوقية والمدنية والسياسية البارزة.
الجبهة: “طوفان الأقصى” أسقط الأقنعة
افتتح اللقاء الأستاذ عبد الصمد فتحي نائب رئيس الجبهة، الذي شكر الحاضرين من إعلاميين وفاعلين خاصة أمناء الهيئات السياسية، مذكرا أن الجبهة تأسست باعتبارها جوابا مجتمعيا على قرار التطبيع المخزني، ومشيرا إلى أن اللقاء ينعقد في سياق تعيش فيه القضية الفلسطينية واحدة من أصعب مراحلها، خاصة ونحن نعيش الشهر الخامس على انطلاق “طوفان الأقصى” وبداية حرب الإبادة الجماعية أمام عجز من العالم إن لم يكن تآمرا من القوى الإمبريالية العالمية وعلى رأسها الولايات المتحدة الأمريكية وحلفائها والأنظمة العربية المطبعة.
ليحيل الكلمة إلى الأستاذ عبد الحميد أمين الذي قدم كلمة باسم الجبهة، ذكّر فيها بأن ما نعيشه اليوم (طوفان الأقصى) كبّد الكيان الصهيوني خسائر فادحة، منوها بأن هذه المعركة أدّت إلى انبعاث جديد منذ السابع من أكتوبر للقضية وللمقاومة، وفي المقابل كانت ذريعة لانطلاق مقتلة كبيرة أدت إلى قتل أزيد من 30 ألف فلسطيني أكثر من 70 في المائة منهم من النساء والأطفال، ناهيك على 70 ألفا من الجرحى والمصابين، والتدمير شبه التام للبنية التحتية. ونوّه بأن معركة “طوفان الأقصى” فضحت الأنظمة المطبّعة وعقم المنتظم الدولي ونظام الأمم المتحدة التي وقفت عاجزة أمام كل ما يجري. وفي المقابل استغرب كيف أن النظام المغربي واصل استمراره في مسلسل التطبيع ضدا على شبه الاستفتاء الشعبي الذي أكد رفض المغاربة التام لأي علاقة مع هذا الكيان المحتل، عارضا عددا من المحطات الأساسية في المسار النضالي للجبهة.
القوى السياسية تدعم تجربة الجبهة وتؤكد استمرار التنسيق
بعد ذلك تحدّث ممثلو القوى السياسية الداعمة للجبهة، وابتدأ الدكتور جمال العسري الأمين العام للحزب الاشتراكي الموحد الذي اعتبر الجبهة حصنا منيعا من أجل الدفاع عن قضايا التحرر وعلى رأسها فلسطين، واعتبر الجبهة ربحا لفلسطين وللمغرب أيضا، مؤكدا أن وجود الجبهة أثر على مسلسل ومسار التطبيع من خلال أنشطتها واحتجاجاتها الوطنية والمحلية وموقفها المعارض. وأكد أن معركة طوفان الأقصى جاءت لتزعزع مسار تصفية القضية على المستوى الإقليمي خاصة بعد مسلسل التطبيع الذي انخرطت فيه العديد من دول المنطقة، بل ودفعت القضية لتكون في قلب الاهتمام الشعبي. ونوه إلى أهمية التنسيق بين الفرقاء عبر الجبهة وتجاوز التخوفات التي يبثها الآخرون لإفشاله، لأنه يرهبهم سؤال: ماذا بعد الجبهة؟! والذي يفتح الباب مشرعا على مسار التحرر ومغرب الحرية والكرامة والديمقراطية والعدالة الاجتماعية.
من جهته الدكتور عمر أمكاسو وباسم الدائرة السياسية لجماعة العدل والإحسان، نوّه بالجهود التي تبذلها الجبهة في مساندة طوفان الأقصى ودعم القضية الفلسطينية ومواجهة تيار التطبيع، من خلال المسيرات الحاشدة الوطنية والمحلية ومختلف الفعاليات التي امتدت على ربوع البلاد، والتي أبرزت أن الشعب المغربي بقيادة قواه الحية يقف في خندق واحد مع الشعب الفلسطيني ويرفض رفضا باتا وقاطعا خيار التطبيع ويعتبره مساندة مكشوفة للعدو الصهيوني في عدوانه. وشدّد على أهمية العمل المشترك والتنسيق من أجل المضي أكثر في هذه التجربة الرائدة والمشرقة في زمن التشرذم والتشظي، منبها إلى أن هناك من يعمل على تفجير الجبهة وإنهائها لأنها تعارض توجهات السلطات المخزنية، ومشددا على أن المشروع الصهيوني يهددنا في عقر دارنا في تاريخنا وهويتنا وجغرافيتنا ووجودنا بعد قرار التطبيع.
أما الأستاذ جمال براجع الأمين العام لحزب النهج الديمقراطي، فقد أثنى على الجبهة وعملها وسكرتاريتها خاصة لاختيارها شعارا يكثف تطلعات ونضالات القوى في تكريس العمل الوحدوي، مساهمة في إنهاء العدوان ودعم المعركة الفلسطينية العادلة وكذلك إسقاط التطبيع الذي يتمادى فيه النظام المخزني الرجعي ضدا على إرادة الشعب المغربي، داعيا إلى تقوية الجبهة ودعمها وتوسيعها حتى تقوم بدورها على الوجه الأكمل. وندّد بما يتعرض له الشعب الفلسطيني من تقتيل ومجازر يومية تعجز اللغة عن وصف بشاعتها. واعتبر أن دعم القوى الغربية للكيان الصهيوني وحمايته ليس مسألة أخلاقية كما يدعي الغرب بل هي مسألة استراتيجية باعتباره أداة متقدمة للإمبريالية لفرض هيمنتها على المنطقة وإعادة تشكيلها وفق مصالحها الاستراتيجية.
رجال القضية.. تكريم واعتراف وامتنان
ومن الفقرات التي كانت لافتة ومؤثرة، تكريم الجبهة لعدد من الوجوه الوطنية البارزة التي كرست حياتها للدفاع عن القضية الفلسطينية تأسيسا وتأطيرا واحتضانا وتنسيقا ونضالا ميدانيا.
وهكذا كرّمت الجبهة الأستاذ فتح الله أرسلان نائب الأمين العام لجماعة العدل والإحسان والناطق الرسمي باسمها، على جهودها البارزة في نصرة القضية الفلسطينية والقضايا العادلة والتي تمتد لعشرات العقود داخل المغرب وخارجه، وقد سلّمه درع التكريم الأستاذ علي بوطوالة نائب الأمين العام لفيدرالية اليسار.
كما تم تكريم كل من الأستاذ المصطفى البراهمة الأمين السابق لحزب النهج الديمقراطي، والدكتور جمال العسري المنسق السابق للجبهة المغربية لدعم فلسطين ومناهضة التطبيع والأمين العام للحزب الاشتراكي الموحد، والأستاذ سيون أسيدون الوجه الوطني البارز والمناضل المنخرط في العديد من الهيئات الداعمة لفلسطين وقضايا التحرر العادلة وعضو السكرتارية الوطنية للجبهة المغربية لدعم فلسطين ومناهضة التطبيع.
وقد كانت لحظات اعتراف وإكبار، بما تخللتها من تكريم وكلمات، أكدت على أن في القوى السياسية والمدنية الحية رجالا يحملون قضايا العدل والحق والحرية، وأن الشعب المغربي شعبّ ولاد للأطر والقادة والمناضلين.