بيان القطاع النسائي للعدل والإحسان في اليوم الدولي لمناهضة العنف ضد المرأة

Cover Image for بيان القطاع النسائي للعدل والإحسان في اليوم الدولي لمناهضة العنف ضد المرأة
نشر بتاريخ

بسم الله الرحمن الرحيم

القطاع النسائي لجماعة العدل والإحسان

بيان
اليوم الدولي لمناهضة العنف ضد المرأة وازدواجية المعايير

كانت قضية المرأة وما تزال حسب واضعي “القانون” الدولي، الورقة البرتقالية التي تصنف الكثير من الدول في دائرة “التقدم والحضارة”، وتصنف آخرين في خندق “الرجعية والتخلف”.
وهذه السنة، إذ نخلد اليوم الدولي لمناهضة العنف ضد النساء، نسجل استشراء العنف الوحشي المرضي، الذي بلغ أكلح صوره في الصهيونية الغاصبة التي ترعاها أمريكا، وتغذيها بالعتاد والسلاح. تقصف بجنون السادي، وتدمر البلاد والعباد، تقتل وتبيد، حتى تلطخت الورقة البرتقالية بدم الشرفاء والأبرياء، فباتت كل امرأة حرة في العالم تشك -علم اليقين- في مصداقية واضعي هذه القوانين، لما أبانوا عنه من ازدواجية في المعايير تصنف نساء فلسطين وغزة خاصة ضمن قائمة المغضوب عليهن، ومعهن في نفس القائمة أطفال غزة الأبرياء.
إن الأحداث الدامية التي يعيشها أهل غزة الأبية الصامدة، كشفت بشكل واضح الوجه الحقيقي ل ” الديمقراطية” المعادية للخُلُق الحضاري والإنساني الكريم، وأكدت أن ميثاق القانون الدولي ضامن فقط لمصالح حكم المستبد، وأن العهود الدولية ما هي سوى شرائع عمادها القوة والولاء للأقوى، لهم الغُنْم في ذلك وعلى الشعوب المستضعفة الغُرْم، فسقطت بذلك أكذوبة “الحقوق الكونية”، ومعها كل ناعق باسم “المرجعية الكونية” في أي تدبير أو مراجعة لقانون الحياة الإنسانية عامة والأسرية خاصة.
ويطل هذا اليوم في المغرب في ظل العديد من المتغيرات السياسية التي ساهمت بشكل كبير في كشف مخططات الاستبداد العالمي عامة والوطني خاصة، وفي ظل هجانة المشهد السياسي المغربي واختلالات الوضع الاقتصادي والاجتماعي والقانوني، حيث يخوض غالبية أبناء الوطن مسيرات من الاحتجاجات الرافضة للعبث بمصير الشرفاء من فئات عريضة من أبناء هذا الشعب الذين ذاقوا من صنوف الظلم والحكرة ألوانا، زادها قتامة فاجعة الزلزال الذي عرى ما كان مستورا من الحكرة والتهميش الذي تعيشه فئة عريضة من نساء المغرب المنسي. كما كشف عن الوجه القبيح للمؤسسات الرسمية الفاشلة في تدبير الأزمات، وواقع الأحزاب المنبطحة المغردة خارج السرب العاجزة عن التغيير، مما أفقد الشعب الثقة في المشاركة أو الانخراط في الشأن السياسي.
ورغم كل الأرقام الرسمية الفاضحة لأشكال وصور عديدة من العنف النفسي والجسدي والجنسي والاقتصادي والأسري، فإن واقع حال المرأة المغربية اليومي يزداد تأزما، في ظل سياسات الهجوم على بناء الأسرة ومحاولات تشتيتها وتفكيك أواصرها، ينضاف إليه تزايد وتيرة العنف النفسي للأمهات بسبب التجريف التربوي الذي تعاني منه منظومة التربية والتعليم التي تريد من المعلم نموذجا مقبورا في صندوق نظام “المآسي” يفرخ جيلا من الأرانب الطيعة العاجزة الخاملة فكريا والتابعة للعبودية السادية.
لازمة من التضامن مع الشريك في التربية، أخرجت الأمهات لشارع النضال يتذوقن مرارة العنف، دفاعا عن حقوق أبنائهن في تعليم جيد، لتزداد المسكينة فزعا من مستقبل مجهول لفلذات الأكباد الصغيرة بعدما دفنت في بحر الموت مُهَجا كانت تنبض بحب الحياة.
فشل على مختلف الواجهات السياسية والاقتصادية والاجتماعية والقانونية يساهم في استفحال دواعي العنف ضد المرأة المغربية، عنف لا يحتاج ليوم واحد حتى نعرف مقدماته ونفحص نتائجه، ولكنها مناسبة سنوية نقف عندها لإسماع أنين المستضعفات ولتشريح الواقع المريض حتى نعرف أصل الداء: الاستبداد والفساد. ولتصبح محاربته أمرا مطلوبا تطهيرا للمجتمع من ويلاته وتداعياته.
وإننا في القطاع النسائي لجماعة العدل والإحسان إذ نعيش مع بنات شعبنا المغربي هذا الواقع المتردي ومع أخواتنا في غزة هذه المحرقة الصهيونية المتغطرسة، نعلن للرأي العام المغربي والدولي ما يلي:
● شجبنا لكل أشكال العنف الممارس على النساء المغربيات خاصة، وعلى كل نساء العالم ونخص بالذكر المرابطات في غزة والأقصى وسائر تراب فلسطين المحتلة.
● مطالبتنا بإعادة ترتيب القانون الدولي وفق ما تلزمه أخلاق ميثاق العدل الإنساني.
● رفضنا لكل أشكال التطبيع مع الكيان الصهيوني الغاصب.
● دعوتنا إلى إغلاق مكتب العلاقات الصهيوني بالمغرب.
● دعوتنا إلى محاكمة مجرمي الحرب الصهاينة الذين يرتكبون المجازر في حق الفلسطينيين وفي مقدمتهم النساء والأطفال الأبرياء.
● تضامننا مع نساء ورجال التعليم في معركتهم النضالية المشروعة، وشجبنا لما يتعرضون له من أشكال العنف رجالا ونساء.
● تأكيدنا أن مناهضة العنف لا يتم إلا في مقاربة شاملة للإصلاح السياسي والاقتصادي والاجتماعي والتربوي والقانوني.
● استنكارنا لكل الحملات الممنهجة ضد قيم المجتمع المغربي وتماسكه الأسري.
● مساندتنا للمتضررين في زلزال المغرب ودعوتنا الدولة لتحمل مسؤوليتها الكاملة في تسوية أوضاعهم المادية والمعنوية، وخصوصا أوضاع النساء والأطفال التي لا تزيدها الأزمات إلا هشاشة وتدهورا.
● تجديد دعوتنا لكل أصحاب المروءة للتكتل جميعا ضد الاستبداد ومقاومة الفساد رأس كل البلاء.
● دعمنا ومساندتنا لأمهات وزوجات وأسر المعتقلين ظلما من السياسيين والصحفيين ومدوني الرأي العام.

والله من وراء القصد وهو الهادي سواء السبيل.

25 نونبر 2023