الهيئة العلمية لجماعة العدل والإحسان تدعو علماء المغرب إلى بيان الموقف مما يجري في غزة ومن دعم الصهاينة

Cover Image for الهيئة العلمية لجماعة العدل والإحسان تدعو علماء المغرب إلى بيان الموقف مما يجري في غزة ومن دعم الصهاينة
نشر بتاريخ

جماعة العدل والإحسان

الهيأة العلمية

المغرب

نداء لعلماء المغرب

بسم الله الحق المبين ناصر المستضعفين وقاهر الجبارين، والصلاة والسلام على إمام المرسلين وقدوة العلماء العاملين وسيد المجاهدين سيدنا محمد وعلى آله وصحبه الكرام.

لقد من الله على هذه الأمة بنعمة البعثة النبوية الخاتمة، واستأمن على هذه النعمة العظمى والمنة المثلى من بعده عليه الصلاة والسلام ورثته من علماء الأمة؛ الذين يمشون في الأمة بهدي القرآن، وينيرون لها طريق الحق بالبرهان؛ فكانوا ملاذ السائلين عما لا يعلمون من دين الله القويم، ومرجع الاحتكام عند التنازع فيما أشكل عليهم من شرع الله واشتبه؛ فظلوا في الأمة بحق محل قدوة وقيادة لحركة التصحيح الدائمة في الأمة دفعا لانتحال المبطلين ومقاومة لأهل التحريف وفلول الزيغ المبطلين على اختلاف صورهم وتلون مناهجهم، فلا غرو أن تشتد حاجة الأمة إلى علمائها الصادقين في زمن المحن وعند اشتداد الفتن؛ ليستبين الناس منهم الحق فيعرفونه وينصرونه، ويميزون الباطل فيدفعونه فإذا هو زاهق.   

فلقد حل بالأمة الآن من الخطر ما تعلمون، إذ إخوتنا في غزة يقتلون جماعيا بأبشع وأقذر صنوف التقتيل تدميرا وتفجيرا وتجويعا وتعطيشا وحصارا، على مرأى ومسمع من المسلمين والعالمين، منذ ما يقارب من السنتين وبدأ الناس يسقطون جماعة جوعا وعطشا وهم يستغيثون ويستنصرون، ولا مجيب، فحق علينا أن نتوجه بهذا النداء العاجل المعجّل لعلمائنا في هذا البلد الكريم من مغربنا الحبيب، فالعلماء هم من يوقظ الأمة في مثل هذه الشدائد حكاما ومحكومين؛ ليبصروهم بواجبهم الزمني المعجّل في إغاثة أهلنا الملهوفين في غزة طعاما وماء ودواء وإيواء، في أدنى ما يجب حالا، وإن كان الواجب، كما في كريم علمكم يا علماءنا؛ الهبوب الجماعي للنصرة استجابة لأمر الله تعالى: وإن استنصروكم في الدين فعليكم النصر (الأنفال:73).

يا علماءنا يا ملح البلد، هل ما زال ضمير سادتنا وعلمهم وإيمانهم وخشيتهم من الله تسمح بمزيد من الصمت أمام هول ما يجري في فلسطين منتهى مسرى حبيبنا صلى الله عليه وسلم ومبتدأ معراجه؟ فالسكوت في هذا المقام وهذا الزمان وأمام أهوال غزة خيانة لله ورسوله، واستجلاب لعنة الله والملائكة والناس أجمعين، بمقتضى قوله تعالى: إن الذين يكتمون ما أنزلنا من البينات والهدى من بعد ما بيناه للناس في الكتاب أولئك يلعنهم الله ويلعنهم اللاعنون إلا الذين تابوا وأصلحوا وبينوا فأولئك أتوب عليهم وأنا التواب الرحيم (البقرة: 158-159).

فالمغاربة ينتظرون من علمائهم أن يغادروا مقاعد الصمت، وينخرطوا في إمامة الناس في بيان مقتضى شرع الله فيما يجري بغزة، وفي الميادين والساحات، وفي النصح للحاكمين في هذا البلد، وتحريضهم على التوقف عن دعم العدو الصهيوني ومساندته بكل أنواع التطبيع، فالحجة يا علماءنا قائمة، والمعاذير منقطعة، والمصاب جلل وأنتم قدوة هذه الأمة، يلزمكم ما لا يلزم عامة الناس، والديان سبحانه يرى ويسمع، ولا تخفى عليه خافية، والموعد الله، لا إله إلا الله محمد رسول الله.

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته