المنتدى السياسي بالبيضاء يتدارس “مستجدات الراهن السياسي: الفرص والتحديات”

Cover Image for المنتدى السياسي بالبيضاء يتدارس “مستجدات الراهن السياسي: الفرص والتحديات”
نشر بتاريخ

في إطار فعاليات المنتدى السياسي الإقليمي، نظمت الدائرة السياسية لجماعة العدل والإحسان بمدينة الدار البيضاء، يوم السبت 23 مارس 2018، محاضرة بعنوان “مستجدات الراهن السياسي: الفرص والتحديات”، بمشاركة ثلة من الأطر والمهتمين بقضايا الشأن السياسي من أبناء الجماعة.

وقد تمت استضافة الأستاذين الباحث منير الجوري عضو الأمانة العامة للدائرة السياسية، والفاعل الجمعوي سعيد متوكل، ليبسطا أرضية النقاش بخصوص مستجدات الراهن السياسي وتموقعات الفاعلين بإيزائه تأثيرا وتأثرا.

استهل الجوري مداخلته بتشريح الوضع الإقليمي والدولي والتحولات العميقة التي أفرزتها الأحداث المتلاحقة في السنوات الأخيرة وأثرها الموضوعي على الوضع الداخلي للمغرب. وبالنسبة للمشهد السياسي فقد ركز على أربع مستويات: النظام السياسي والذي من أبرز سماته فشل العرض المخزني، وضعف المعارضة الحزبية، وتحكم الملك في جميع الملفات الكبرى.

وعلى المستوى الثاني أوضح تهاوي الوساطة التي لم تصبح تقوم بالدور المنوط بها، إضافة إلى غياب الاستقلالية الحزبية التي تساهم في عرقلة المسار التغييري الشعبي. وفي المستوى الثالث تطرق لمكون الشعب، حيث أبرز تنامي الوعي الذي أصبح يتفاعل به مع الأحداث؛ عبر التأطير الذاتي داخل التنسيقيات ناهيك عن كسره لحاجز الخوف. ليختم حديثه عن المشهد بموقع الجماعة وسط المجتمع وكيف ساهمت في ترسيخ السلمية في كل الاحتجاجات بالإضافة إلى الحضور الدائم في التنسيقيات.

لينتقل بعد ذلك إلى الحديث بإسهاب عن حركية الفاعلين المحليين واختياراتهم المرحلية بإيزاء السيناريوهات المحتملة، التي قد تفضي إليها الأحداث الجارية وتأكيده على العمل الوحدوي والتشاركي لجميع الفاعلين والخروج بالبلاد من هذا المأزق إلى دولة الحرية والكرامة والعدالة الاجتماعية، الكلمة فيها للشعب يختار ويحاسب.

وعرفت الندوة عددا من المداخلات التي أشارت إلى نقط القوة التي تعتمد عليها دول الاستبداد؛ كالعامل الخارجي الذي أصبح حاسما في معادلات استقرار الأنظمة وسقوطها، مما يطرح تساؤلا كبيرا على جماعة العدل والإحسان التي ترفض أي تعامل مع الخارج يمكن أن يرهن قراراتها ويحدد مسارها، وهل المراهنة ستبقى دائما على الشعب برغم الإلتفاف على مطالبه والتمويه الذي يمارس عليه والقمع، وكذلك التضييق عليه مما جعله يشتغل بالهم اليومي عن التفكير العميق في مصير بلده وثروات أرضه وبحره وإمكانات شعبه الذي يهاجر مع أو فرصة تتاح له… وغيرها من القضايا والأفكار.

وقد أجاب الأستاذ سعيد متوكل على بعضها مشددا على أن رهان الجماعة الأساسي هو الشعب؛ ولهذا فمشروعنا يجعل التربية أولا وآخرا ويعتبر  الإنسان هو محور التغيير، منه ينطلق وإليه يعود.. كما بين أن المشاكل التي يعانيها الشعب لا تعالج بالعواطف أو بالتعايش مع الفساد، وليس لنا بعد الله عز وجل الا الشعب ومشروعنا يحتاج لزمن وتحمل وصبر وتربية.. مشروعنا تربوي بامتياز، يقول. ولابد من الإشارة هنا إلى أن الشعب اليوم تجاوز عقبة الخوف بشكل كبير مقارنة بالسابق مما يفتح الباب واسعا لفضح الاستبداد والفساد استشرافا لغد أفضل ينعم فيه الجميع.

كما تم التأكيد على ضرورة ائتلاف الفرقاء والغيورين على أرضية مشتركة تتأسس على مجابهة الفساد والاستبداد وتبحث عن الطريق إلى خلاص الوطن والمواطنين.