انتقل إلى عفو الله ورحمته العالم الإسلامي اليمني الجليل الدكتور عبد المجيد الزنداني، اليوم الإثنين 13 شوال 1445 للهجرة الموافق لـ22 أبريل 2024م، في مدينة إسطنبول التركية عن عمر يناهز 82 عاما.
وتناقلت وسائل إعلام أن الشيخ الزنداني أُدخل قبل أكثر من شهر أحد مشافي مدينة اسطنبول بعد إصابته بجلطة أدخلته العناية المركزة.
والزنداني أحد الدعاة والعلماء البارزين في اليمن، وكانت له أدوار دعوية وسياسية عديدة طيلة العقود الماضية أبرزها عضوية مجلس الرئاسة بعد الوحدة اليمنية.
وتوفي الشيخ الزنداني مخلفا وراءه مسيرة دعوية وعلمية وسياسية هائلة؛ منها تأسيس جامعة الإيمان باليمن وتأسيس الهيئة العالمية للإعجاز العلمي في القرآن والسنة في مكة المكرمة، ناهيك عن رئاسته لمجلس شورى حزب التجمع اليمني للإصلاح.
ولد رحمه الله عام 1942 في محافظة إب في اليمن، وتلقى التعليم الأولي في الكتّاب قبل أن ينتقل إلى مدينة عدن حيث أكمل الدراسة فيها. ثم تدرج في مساره العلمي ودرس في مصر وحصل على إجازة في الشريعة الإسلامية من جامعة الأزهر، وعاد إلى اليمن بعد ثورة 1967 وشارك في العمل السياسي، وحصل لاحقا على شهادة الدكتوراه من جامعة أم درمان الإسلامية في السودان.
وكالكثير من العلماء الأحرار، تعرض الشيخ الزنداني للاعتقال والتضييقات في مراحل مختلفة من حياته ومن سيرته الدعوية والحركية والسياسية؛ حدث ذلك في مصر حيث اعتقل وفصل من الجامعة في مرحلة الدراسة وطرد من البلاد، ووُضع تحت الإقامة الجبرية في السعودية التي عاش فيها السنوات الأخيرة، كما اتّهمته راعية الإرهاب أمريكا بدعم الإرهاب على خلفية مشاركته في “الجهاد الأفغاني” ضد الاتحاد السوفياتي.
وقد كان له إسهام في محاولة إصلاح الأوضاع في بلده اليمن حيث كان من دعاة المصالحة الوطنية بين جميع الأطراف اليمنية عقب أحداث الربيع العربي.
والراحل رحمه الله عُرف بانشغالاته البحثية والعلمية بمجال الإعجاز العلمي في القرآن الكريم، وله العديد من المؤلفات من بينها: تأصيل الإعجاز العلمي، علم الإيمان، طريق الإيمان، نحو الإيمان، التوحيد، البينة العلمية في القرآن الكريم. كما كان له العديد من الأشرطة والمحاضرات التي بين فيها رأيه في مسألة الإعجاز العلمي في القرآن.