الرؤية المنهاجية للسيرة النبوية (4) البركة النبوية في ديار بني سعد

Cover Image for الرؤية المنهاجية للسيرة النبوية (4)
البركة النبوية في ديار بني سعد
نشر بتاريخ

البركة النبوية في ديار بني سعد

جاء في كتاب البداية والنهاية لابن كثير رحمه الله عن قصة رضاعه وبركته صلى الله عليه وسلم في ديار بني سعد ما يلي: “عن حليمة بنت الحارث أنها قالت: قدمت مكة في نسوة وذكر الواقدي بإسناده أنهن كن عشرة نسوة من بني سعد بن بكر يلتمسن بها الرضعاء من بني سعد نلتمس بها الرضعاء في سنة شهباء فقدمت على أتان لي قمران كانت أذمت بالركب ومعي صبي لنا وشارف لنا والله ما تبض بقطرة وما ننام ليلتنا ذلك أجمع مع صبينا ذاك ما نجد في ثديي ما يغنيه ولا في شارفنا ما يغذيه ولكنا كنا نرجو الغيث والفرج فخرجت على أتاني تلك فلقد أذمت بالركب حتى شق ذلك عليهم ضعفا وعجفا فقدمنا مكة فوالله ما علمت منا امرأة إلا وقد عرض عليها رسول الله صلى الله عليه وسلم فتأباه إذا قيل إنه يتيم تركناه قلنا ماذا عسى أن تصنع إلينا أمه إنما نرجو المعروف من أبي الولد فأما أمه فماذا عسى أن تصنع إلينا فوالله ما بقي من صواحبي امرأة إلا أخذت رضيعا غيري فلما لم نجد غيره وأجمعنا الانطلاق قلت لزوجي الحارث بن عبد العزى: والله إني لأكره أن أرجع من بين صواحبي ليس معي رضيع لأنطلقنّ إلى ذلك اليتيم فلآخذنه، فقال: لا عليك أن تفعلي فعسى أن يجعل الله لنا فيه بركة. فذهبت فأخذته فوالله ما أخذته إلا أني لم أجد غيره فما هو إلا أن أخذته فجئت به رحلي فأقبل عليه ثدياي بما شاء من لبن فشرب حتى روي وشرب أخوه حتى روي وقام صاحبي إلى شارفنا تلك فإذا إنها لحافل فحلب ما شرب وشربت حتى روينا فبتنا بخير ليلة. فقال صاحبي حين أصبحنا: يا حليمة والله إني لأراك قد أخذت نسمة مباركة، ألم تري ما بتنا به الليلة من الخير والبركة حين أخذناه، فلم يزل الله عز وجل يزيدنا خيرا ثم خرجنا راجعين إلى بلادنا فوالله لقطعت أتاني بالركب حتى ما يتعلق بها حمار حتى أن صواحبي ليقلن: ويلك يا بنت أبي ذؤيب هذه أتانك التي خرجت عليها معنا، فأقول: نعم والله إنها لهي، فقلن: والله إن لها لشأنا حتى قدمنا أرض بني سعد وما أعلم أرضا من أرض الله أجدب منها فإن كانت غنمي لتسرح ثم تروح شباعا لبنا فتحلب ما شئنا وما حوالينا أو حولنا أحد تبض له شاة بقطرة لبن وإن أغنامهم لتروح جياعا حتى إنهم ليقولون لرعاتهم أو لرعيانهم ويحكم انظروا حيث تسرح غنم بنت أبي ذؤيب فاسرحوا معهم فيسرحون مع غنمي حيث تسرح فتروح أغنامهم جياعا ما فيها قطرة لبن وتروح أغنامي شباعا لبنا نحلب ما شئنا فلم يزل الله يرينا البركة نتعرفها” 1 .

عندما يذكر أصحاب السير قصة رضاعه صلى الله عليه وسلم في بني سعد يذكرون فضل بركة وجوده صلى الله عليه وسلم هناك، فبحلوله في تلك الديار حلّت البركة في الضرع والزرع، وهذه معجزة من معجزاته صلى الله عليه وسلم صاحبته في حياته العادية والدعوية والجهادية. فهي بركة شاملة ودائمة ومستمرة، كما طالت شخصه الشريف طالت أيضا كل ما جاء به من عند الله تعالى. فقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم شخصا مباركا في ذاته إن قال أو فعل، مباركا في حياته أينما حلّ وارتحل، كما شملت بركته من حوله من أصحابه، كذلك امتدّت بركته لتشمل من بعده من أتباعه وإخوانه. هو بركة من عند الله على هذه الدنيا، فكانت أمته أمة الخير والبركة. ونحن قوم نؤمن بالبركة.

وتندرج البركة ضمن سلسلة من المعاني القرآنية النبوية لا تزال تتلى ألفاظها بينما حقائقها غابت عن الأذهان وغابت من أنفس المسلمين وواقعهم وتقلص أثرها في الأمة. إنها معانٍ كالنور، والبركة، والرحمة، والسكينة التي تنزل على المؤمنين في ساحة القتال، ومجالس القرآن، وحلق الذكر. وكأن عدوى الفكر الجاهلي والإرهاب الفكري الذي يطارد الغيبيات جعل بعض المسلمين، غفر الله لنا ولهم، يتنازلون عن إيمانهم (…) فتجد منا من لا يتجاوز في تصوره درجة التسليم لنور القرآن، وسكينة القلوب، وطمأنينتها، وسيما الوجوه الساجدة، وبركة السماء، وما إلى هذا من معجزات الأنبياء، وكرامة الأولياء، وعالم الجن والملائكة، وحقائق الجنة والنار، وأسرار القدر، والإلهام، والتحديث. كل هذا واجب الإيمان به) 2 .

الرؤية المنهاجية لموضوع البركة

الرؤية المنهاجية لموضوع البركة رؤية شاملة، ذلك أننا عندما نتتبع مواضع البركة في كتابات الإمام المجدد عبد السلام ياسين رحمه الله تعالى نجد أنها ارتبطت بكل معاني المنهاج النبوي وأسراره، تجتمع في البركة الدنيوية والبركة الأخروية، وتتفرع إلى بركة الصحبة والجماعة، وبركة المحبة والدعاء، وبركة القرآن والسنة، وبركة المجالس والمؤسسات، وبركة الشورى والعدل، وبركة العلم والعمل، وبركة الرزق والمال، وبركة الزكاة والبذل، وبركة الأرض والسماء، وبركة الدعوة والجهاد، وبركة الفتح والنصر…

ومما يوضحه الإمام رحمه الله في قضية البركة أمورا يمكن أن نجمل بعضها في ما يلي:

1- أن البركة بالنسبة للأنبياء والرسل تأييد إلهي لتبليغ الرسالة والتأثير في الناس، يقول الإمام رحمه الله تعالى: مؤهلان اثنان أساسيان ضروريان أن يتكاملا ليقدر الرسول على توصيل الرسالة وعلى التأثير التربوي القائم على القدوة والمثلية. بشر يوحى إليه. مؤيد بعد ذلك بالمعجزات والتوفيق والبركة والنصر من عند الله) 3 .

2- أنه كما تمتد إلينا تلك النورانية النبوية ونتصل بها من خلال الصحبة الإيمانية المتسلسلة، فكذلك تمتد إلينا البركة النبوية ونتصل بها، ومتى كانت الصحبة بالرؤية فتلك هي البركة العظيمة. يقول رحمه الله: وإن كانت رؤية كل جيل لمن سبقه رؤية محبة وتعظيم واتباع كما كانت رؤية الصحابة للمتبوع الأعظم صلى الله عليه وسلم فتلك البركة العظيمة) 4 .

3- أنه كما ابتدأت النبوة بالبركة في الأرض، في الضرع والزرع، فكذلك ستعرف الخلافة الثانية البركة في الأرض فلا تدع من نباتها وبركاتها شيئا إلا أخرجته. جاء في كتاب الموافقات أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: “إن أول دينكم نبوة ورحمة. وتكون فيكم ما شاء الله أن تكون، ثم يرفعها الله جل جلاله. ثم يكون ملكا عاضا فيكون فيكم ما شاء الله أن يكون، ثم يرفعه الله جل جلاله. ثم يكون ملكا جبرية فتكون ما شاء الله أن تكون، ثم يرفعها الله جل جلاله. ثم تكون خلافة على منهاج النبوة تعمل في الناس بسنة النبي، ويُلْقِي الإسلام بِجِرَانِهِ (أي يتمكن في الأرض) في الأرض، يَرْضَى عنها ساكن السماء وساكن الأرض، لا تدع السماء من قطر إلا صبته مِدْراراً، ولا تدع الأرض من نباتها وبركاتها شيئا إلا أخرجته” 5 .

يعلق الإمام على الحديث قائلا: حديث البزار رحمه الله يزيدنا توضيحا للخلافة الموعودة المرتقبة حيث يعرف المنهاج النبوي أنه: “عمل في الناس”، أي سياسة وحكم وتصرف اقتصادي وعدل اجتماعي، بسنة النبي. كما يزيدنا توضيحا لنتائج اتباع منهاج النبوة، من رضى ساكن السماء وساكن الأرض عنها، أي بركة الله واجتماع كلمة الأمة. ويصف لنا هذه البركة ازدهارا اقتصاديا ورخاء) 6 .

4- أن هذه البركة إنما تأتي من السماء والأرض وتحلّ على المؤمنين يوم تنبري الأمة بقيادة طليعتها من جند الله للجهاد في سبيل الله، تنكر العبث والاسترخاء، وتغير منكر التبعية للجاهلية، ومنكر الاستبداد الجبري ومنكر المناهج الضالة، تعمل بسنة النبي على منهاج النبوة، حكما واجتماعا، واقتصادا وثقافة، وتعليما وصناعة، وفلاحة وسلوكا عاما) 7 .

5- أن هذه الأعمال الظاهرة كلها مجرد أسباب، أما البركة فتتنزل من سماء الفضل الإلهي، يقول رحمه الله: ولا مطمع للأمة في استعادة هويتها وتثبيت وجودها في العالم إلا بتأليف القلوب، ذلك التأليف الذي لا تتحكم فيه الإرادة البشرية ولا تتصرف فيه الحيلة السياسية، وإنما يأتي نصرا من عند الله عز وجل وتأييدا يَتَنَزَّل بركات من سماء الفضل الإلهي على جماعة المؤمنين حين تتوجه القلوب إلى ربها مخلصة ضارعة.)هُوَ الَّذِيَ أَيَّدَكَ بِنَصْرِهِ وَبِالْمُؤْمِنِينَ وَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ. لَوْ أَنفَقْتَ مَا فِي الأَرْضِ جَمِيعاً مَّا أَلَّفَتْ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ، وَلَـكِنَّ اللّهَ أَلَّفَ بَيْنَهُمْ إِنَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ 8 .) 9 .

6- أن البركة كما تُوجد أعمال تُنزّلها إلى الأرض فضلا من الله، تُوجد أعمال أخرى ترفعها من الأرض. ومن أعظم ما يُرفع من البركات، بركة العلم بكتمانه وعدم العمل به، يقول رحمه الله: رفعت البركة لما نسي أهل العلم الوعيد الشديد للباخلين بالعلم. وعسى يعود الله عز وجل بعائدة التوبة، فينهض للتطوع، ورعاية العلم، وتعميمه والإنفاق عليه ذلك القران المبارك بين أهل العلم والدين وأهل المروءة والدين والمال. أليس من ديننا قول الرسول صلى الله عليه وسلم:)“من سئل علما يعلمه فكتمه ألجمه الله بلجام من نار يوم القيامة” 10 ؟ ثم أليس ممن يحق أن يتنافس المتنافسون في إكرامه طالب العلم الذي تضع الملائكة له أجنحتها رضى بما يصنع؟) 11 .

7- أن بركة المال تكون بالزكاة ورفعها ومحقها يكون بالربا، يقول: قال الله تعالى لعبده النبي وعباده ولاة الأمر من بعده:)وصل عليهم، إن صلواتك سكن لهم 12 . فكان صلى الله عليه وسلم يدعو بالنماء والزكاء والخير والبركة لمؤتي الزكاة فتزكو الأموال ويكثر الخير والبركة. إيتاء الزكاة وتوزيع محصولها ما هما عمليتان ماديتان حسابيتان جامدتان في الأرقام. بل هما وسيلتان تربويتان زيادة على ماديتهما ووسيلتان يستمطر بهما العبد رضى الله عز وجل وصلاة رسول الله، وتستمطر بهما الأمة بركة السماء. قال الله عز وجل:)يمحق الله الربا ويربي الصدقات. فالزكاة عكس الربا) 13 .

8- أن ما يدرّ البركات على الوالدين من بعد موتهما وعلى الناس ترك ذرية صالحة موصولة الفطرة سليمة حنيفة، يقول: أجلُّ عملٍ وأعظم كسب ما عم نفعُه وامتد خيره ودامت إفاضاته. ويموت المرء والمرأة الصالحان فيبقى من كسبهما ما يُدِرّ البركات عليهما وعلى الناس، تطيب بغرسه حياتهما في الدار الآخرة، وتطيب بما زرعاه حياةُ الخلق هنا من بعدهما) 14 .

9- أن بركة الاقتصاد باحترام أوقات العمل التي تحترم أوقات الصلاة. يقول رحمه الله: ينبغي أن يوقت العمل في الحقل والمصنع والمتجر والمكتب، لا على أوقات الأكل والشرب والراحة، بل على أوقات الصلاة لتحترم مواعيدها. وإلا كان اقتصادنا فاسقا، وذهبت البركة والنعمة، وحل الخسار والنقمة. والعياذ بالله) 15 .

10- أن حركات الظاهر توجب بركات الباطن) 16 .

11- أن ذكر الله يثبت في القلب ببركة الصحبة، يقول الشيخ أحمد الرفاعي رحمه الله: عليكم أي سادة بذكر الله! فإن الذكر مغناطيس الوصل، وحبلُ القُرب. من ذكر الله طاب بالله. ومن طاب بالله وصل إلى الله. ذكر الله يَثْبُتُ في القلب ببركة الصحبة. المرء على دين خليله. عليكم بنا! صُحْبَتُنَا تَرياقٌ مجرّب، والبعد عنّا سم قاتل) 17 .

12- أن بركة الشورى تكون بـالاشتراك في النقاش والدراسة والاستنتاج والاقتراح واتخاذ القرار. ليست إملاء من جانب واحد. بركة الشورى إنما تأتي من هذه المشاركة بتأييد من الله عز وجل للعمل الجماعي. فلا بد أن يتعلم المؤمنون الصبر مع إخوتهم، والصبر على النصيحة، والرأي المخالف، والتوجيه الصادق) 18 .

نماذج من بعض الأعمال المباركة

– بركة الإيمان والتقوى: يقول الله تعالى: وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَرَكَاتٍ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ وَلَكِنْ كَذَّبُوا فَأَخَذْنَاهُمْ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ 19 . قال الفخر الرازي: بيَّن سبحانه وتعالى في هذه الآية أنهم لو أطاعوا لفتح الله عليهم أبواب الخيرات من بركات السماء بالمطر، وبركات الأرض بالنبات والثمار، وكثرة المواشي والأنعام وحصول الأمن والسلامة) 20 .

– بركة العدل: “عن النواس بن سمعان أن النبي صلى الله عليه وسلم ذكر نزول عيسى عليه السلام في آخر الزمان، وأنه تحصل فيه البركة، فيقال للأرض أنبتي ثمرتك، ورُدّي بركتك، فيومئذ تأكل العصابة من الرمانة ويستظلون بقحْفها، ويُبارك في الرسل حتى إن اللقحة من الإبل لتكفي الفئام من الناس، واللقحة من البقر لتكفي القبيلة من الناس، واللقحة من الغنم لتكفي الفخذ من الناس” 21 . وذكر الإمام أحمد بن حنبل في كتابه المسند: أنه وجد في خزائن بعض بني أمية صرة فيه حنطة أمثال نوى التمر مكتوب عليها هذا كان ينبُت زمن العدل.

– بركة التبكير: عن صخر الغامدي رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “اللهم بارك لأمتي في بكورها” 22 . قال العجلوني رحمه الله: العقل بكرة النهار يكون أكمل منه وأحسن تصرفاً منه في آخره، ومن ثم ينبغي التبكير لطلب العلم ونحوه من المهمات) 23 .

– بركة التأدب بآداب الطعام: “عن وحشي بن حرب عن أبيه عن جده أن أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم قالوا: يا رسول الله إنا نأكل ولا نشبع، قال: فلعلكم تفترقون، قالوا: نعم، قال: فاجتمعوا على طعامكم واذكروا اسم الله عليه يُبارك لكم فيه” 24 . وفي حديث آخر لعبد الله بن بسر أن النبي صلى الله عليه وسلم قال عن القصعة: “كلوا من جوانبها ودعوا ذروتها يُبارك لكم فيه” 25 . وفي حديث ثالث لأنس بن مالك رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا أكل طعاما لعق أصابعه الثلاث، وقال: “إذا سقطت لقمة أحدكم فليُمط عنها الأذى وليأكلها، ولا يدعها للشيطان، وأمرنا أن نسْلُت القصعة، قال: فإنكم لا تدرون في أيّ طعامكم البركة” 26 .

– الرضى بما قسّم الله: عن أبي العلاء بن الشخير قال: حدثني بن سُليم ولا أحسبه إلا قد رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “إن الله يبتلي عبده بما أعطاه، فمن رضي بما قسّم الله له بارك الله له فيه ووسّعه، ومن لم يرض لم يُبارك له” 27 .

– الدعاء بالبركة للمولود: قال أبو موسى الأشعري رضي الله عنه: “ولد لي غلام، فأتيت به النبي صلى الله عليه وسلم فسماه إبراهيم، فحنكه بتمرة، ودعا له بالبركة، ودفعه إلي، وكان أكبر ولد أبي موسى” 28 . وعند البخاري: باب الدعاء للصبيان بالبركة).

ومن فضل بركاته سبحانه وتعالى أنه كما بارك الأشخاص وعلى رأسهم الأنبياء والرسل عليهم الصلاة والسلام الذين كانوا مباركين، بارك الكلام وعلى رأسه كلامه القرآن الكريم 29 ، وبارك الأعمال وعلى رأسها الإيمان والتقوى 30 ، وبارك الأماكن وعلى رأسها مكة 31 والمسجد الأقصى 32 ، وبارك الأزمنة وعلى رأسها ليلة القدر 33 وشهر رمضان ويوم الجمعة، وبارك الأشياء وعلى رأسها الماء 34 وشجرة الزيتون 35 والتمر. ووصانا الله تعالى في كتابه العزيز ورسوله صلى الله عليه وسلم في حديثه الشريف أن نسأل الله تعالى البركة في كل ما هو خير لنا في الدنيا والآخرة، في الحياة والإيمان والصحة والرزق والأولاد والعلم والعمل، وأن ندعو لبعضنا البعض بالبركة.

كان النبي صلى الله عليه وسلم يؤتى بأول التمر فيقول: “اللهُم بَارِكْ لنَا فِي مدينتِنَا وفِي ثمارنا وَفي مُدِّنا وفي صَاعِنَا برَكةً معَ برَكةٍ” ثم يُعْطيه أَصغر منْ يحضُره مِنْ الْوِلدانِ 36 .

وقل رب أنزلني منزلا مباركا وأنت خير المُنزلين 37 .


[1] ابن كثير، البداية والنهاية 2/254، وهو من الأحاديث المشهورة بين أهل السير والمغازي، قد روي من طرق عدة.\
[2] القرآن والنبوة، ص: 31-32.\
[3] محنة العقل المسلم بين سيادة الوحي وسيطرة الهوى، ص: 28.\
[4] المنهاج النبوي تربية وتنظيما وزحفا، ص: 364.\
[5] نقله الإمام الشاطبي عن الحافظ البزار رحمهما الله.\
[6] مقدمات لمستقبل الإسلام، ص: 29.\
[7] المنهاج النبوي، ص: 258.\
[8] الأنفال: 63.\
[9] الإحسان ج 2، ص: 512-513.\
[10] رواه أبو داود والترمذي عن أبي هريرة.\
[11] الحوار مع الفضلاء الديمقراطيين، ص: 141.\
[12] التوبة: 103.\
[13] في الاقتصاد البواعث الإيمانية والضوابط الشرعية، ص: 52.\
[14] العدل الإسلاميون والحكم، ص: 308.\
[15] في الاقتصاد البواعث الإيمانية والضوابط الشرعية، ص: 136.\
[16] الإحسان، ج1، ص: 121.\
[17] نفس المرجع، ص: 213، نقلا عن كتاب الإمام الرفاعي البرهان المؤيد، ص: 43.\
[18] المنهاج النبوي، ص: 296.\
[19] الأعراف: 96.\
[20] الفخر الرازي، تفسير الرازي، 14/151.\
[21] رواه الإمام مسلم رحمه الله في صحيحه.\
[22] رواه الإمام أحمد رحمه الله في مسنده.\
[23] إسماعيل بن محمد العجلوني، كشف الخفاء، 1/214.\
[24] رواه أبو داود رحمه الله في سننه.\
[25] رواه البيهقي رحمه الله في سننه.\
[26] رواه مسلم رحمه الله في صحيحه.\
[27] رواه الإمام أحمد رحمه الله في مسنده.\
[28] رواه البخاري ومسلم في الصحاح.\
[29] ينظر الآيات من الأنبياء: 50، ومن ص: 29، ومن الأنعام: 92 و155.\
[30] ينظر الآية من الأعراف: 96.\
[31] ينظر الآية من آل عمران: 96.\
[32] ينظر الآية من الإسراء: 1.\
[33] ينظر الآية من الدخان: 3.\
[34] ينظر الآية من ق: 9.\
[35] ينظر الآية من النور: 35.\
[36] رواه الإمام مسلم في صحيحه.\
[37] المؤمنون: 29.\