الدكتور منجب يقارب “تنمية الوعي السياسي” عبر مسارات تاريخ المغرب المعاصر

Cover Image for الدكتور منجب يقارب “تنمية الوعي السياسي” عبر مسارات تاريخ المغرب المعاصر
نشر بتاريخ

استهل الدكتور والمؤرخ المعطي منجب مداخلته في ندوة “القوى المجتمعية وتنمية الوعي السياسي: الأدوار والفرص والتحديات”، بالتمييز بين نوعين من الوعي؛ الوعي الأخلاقي والوعي السياسي. عرّف الأول بكونه “القدرة الذهنية على إتيان حكم قيمة حول أفعال الغير”، أما الوعي السياسي فاعتبره “معرفة سياسية لما يمر في المجتمع، وينتج عنها موقف سياسي ناضج ومستقر”.

وركز الدكتور منجب مداخلته، في الندوة التي نظمتها جماعة العدل والإحسان مساء يومه السبت 18 فبراير بمناسبة الذكرى الأربعين لتأسيسها وشارك فيها عدد من الفاعلين والباحثين والناشطين، حول الحديث عن الوعي السياسي بالمغرب، بخلفية ترتكز على دراسة التاريخ السياسي للمغرب.

انقسمت المراحل التاريخية للوعي السياسي بالمغرب، وفق المتحدث، إلى ثلاث؛ “اللحظة الأولى” عنوَنها بالوعي الوطني الشعبي، وتمتد من نهاية القرن 19 إلى بداية القرن 20. ترتب خلالها عن تعرّض المغرب لتحرشات ومضايقات على حدوده وداخلها اتقاد الوعي السياسي لدى جزء من النخبة، حيث إن المغرب آنذاك “لم يكن يملك نخبة ذات تكوين سياسي عميق”. وقد نتج عن هذا الوعي إلحاح كبير لقرار سياسي ينقذ البلاد من الاستعمار. وروى المؤرخ ما حدث  سنة 1907 حين اتخذ قرار تغيير السلطان عبر حملة وطنية قادتها النخبة الوطنية، موضحا أن “هذا التغيير الوحيد من نوعه الذي تم عن وعي سياسي”.

وانتقل المؤرخ المغربي إلى الحديث عن المرحلة الثانية الحاصلة بين أواسط الأربعينيات إلى الاستقلال، والمتميزة بإقامة نظام ديموقراطي، ولذلك سماها بمرحلة الوعي الديموقراطي الوطني. وأضاف قائلا “إن خط الانكسار بين الحاكم والمحكوم كان كبيرا”، وهذا ما شكل النقطة المفصلية لنضج الوعي السياسي لدى الفئات الحضرية. ولكن بعد الاستقلال انطفأت شعلة هذا الوعي لصعوبة تمييز خط الانكسار، “وأصبح من الصعب إقناع المغربي بأن من يحكمونه هم خصومه سياسيا، وأنه يجب اتخاذ المبادرة لتغييرهم”.

المرحلة الثالثة حسب تقسيم منجب، كانت لحظة وعي ديموقراطي مدني، وهي لحظة 2011 وحركة 20 فبراير. رأى الشعب حينها أن الأحزاب صنيعة للمخزن، أو تابعة معه، أخذ زمام المبادرة، فكانت الحركة لأول مرة لا يتزعمها أحزاب ولا حركات ولا نقابات، بل نبعت من شباب شعبي من كل الفئات، وشاركت فيها المرأة أيضا، ولعبت فيها دورا كبيرا.

ولأول مرة، يقول المتحدث، كان هناك وعي ديمقراطي مدني وضع فيه خط انكسار واضح، من حيث:

1. الموقف من النظام، فهو لا يقبل النظام المخزني.

2. عمر المشاركين، فقد كان أغلبهم شبابا.

3. مشاركة النساء، التي قدرت ب 40 في المئة.

4. جيل الحركة، أغلبيتهم تكون وطنيا ولم يتكونوا في الخارج كالنخب السابقة في المراحل الفارطة.