الدكتور زاوي يبسط قواعد السلوك الإحساني الجهادي في قراءته لكتاب “السلوك إلى الله عند الإمام”

Cover Image for الدكتور زاوي يبسط قواعد السلوك الإحساني الجهادي في قراءته لكتاب “السلوك إلى الله عند الإمام”
نشر بتاريخ

اعتبر  الدكتور محمد زاوي، الباحث في الفكر الإسلامي ومشاريع التجديد ورئيس تحرير مجلة منار الهدى، الكتاب الجديد الذي أصدره الأستاذ عبد الكريم العلمي عضو مجلس إرشاد جماعة العدل والإحسان حول موضوع “السلوك إلى الله عند الإمام عبد السلام ياسين” أنه “كتاب مرجعي في بابه نوعي في منهجه”،  معتبرا إياه “كتابا فصَّل القول في قضية السلوك إلى الله عز وجل تفصيلا دقيقا رقيقا جامعا مانعا”.

الزاوي الذي كان يتحدث في  الندوة العلمية التي نظمتها جماعة العدل والإحسان اليوم الأحد 11 دجنبر 2022م بمناسبة الذكرى العاشرة لرحيل الإمام عبد السلام ياسين رحمه الله، وفي سياق تخليدها للذكرى الأربعين لتأسيسها والتي اختارت لها موضوع “السلوك إلى الله عند الإمام عبد السلام ياسين”، أضاف من خلال قراءته للكتاب أنه “نقلة نوعية في كيفية التعامل مع مشروع الإمام فهما واستيعابا ودراسة وتبليغا للأجيال القادمة ولم لا تطويرا” ولج إليه الكاتب من “مداخل متعددة متكاملة: المدخل المفهومي، مدخل البناء المعرفي التراكمي، المدخل التطبيقي التدبيري، المدخل التاريخي”.

وقد عدَّ عضو الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين أن موضوع كتاب الأستاذ العلمي موضوع مهم جدا مستدلا بكلام للإمام في رسالة خاصة له لأحد الإخوان أوردها المؤلف، جاء فيها  “أخبرهم، أي باقي الإخوان، أن التجديد الذي وفقنا الله إليه هو أن يكون سلوكنا شبيها بسلوك الصحابة رضي الله عنهم؛ نترقى في معارج الإيمان والإحسان، ونحن وسط معارك الجهاد الشامل، لا في زاوية مجاهدة النفس”. ليضيف الزاوي لهذا القطف تعليقا للكاتب  الأستاذ العلمي قال فيه:  “إن الوجهة التي لا يحيد عنها رحمه الله، ولا يريد للإخوة والأخوات بوجه من الوجوه أن تميل عنها قلوبهم وعقولهم وسلوكهم {رسول الله والذين معه}؛ الذين رباهم عليه الصلاة والسلام على الجمع الأكمل بين الكمالات كلها؛ كمال القلب والروح، كمال العلم والعمل، كمال الخُلق والمعاملة وكمال الجهد والجهاد”.

ومن هذا المنطلق حاول عضو الهيئة العلمية لجماعة العدل والإحسان استجماع  ما جاء في مؤلف الأستاذ العلمي من قواعد السلوك الإحساني الجهادي ملخصا إياها في عناوين دالة.

–       تلازم واقتران العدل والإحسان: إذ اعتبرهما الدكتور الزاوي المطلبان المنبثقان من أمر الله عز وجل إن الله يأمر بالعدل والإحسان. ليخلُص من هذا الاقتران أن المؤلف اعتبر مفهوم السلوك الجهادي يعد من “المفاهيم الكبرى عند الإمام عبد السلام ياسين، وعليه يقوم رجاؤُه في تجديد دين الأمة، وهو مفهوم لم يُسبَق إليه نحتا ولا تنظيرا ولا تنزيلا”.

–       “الصحبة والجماعة” مندمجتان ملتحمتان بكيفية كلية وقد استشهد المؤلف حسب الزاوي بكلام للإمام ياسين رحمه الله “لذلك تجدنا عندما نعدد خصال الإيمان نبدأ نقول الصحبة والجماعة، وهما مطلبان لا يفترقان. فلو قلنا الصحبةُ فقد بعثنا الناس، وأرسلنا الناس، وطيشنا الناس إلى الزهادة الفردية”. ليعلق مؤلف “السلوك الجهادي”  “وهنا نلاحظ التحذير والتنبيه المتكرر “بعثنا”، “أرسلنا”، “طيشنا”، لتستقر في العقول والنفوس صورة هذه “الزهادة الفردية” وما يمكن أن تُجنيه على الأمة إذا عمت وسادت”.

–       الصحبة والجماعة درجة ومرقاة إلى الصحبة في الجماعة: يستدل الدكتور الزاوي على هذه القاعدة بكلام لمؤلف الكتاب يقول فيه: “رغم أن مفهوم الصحبة في الجماعة تفصله ثلاثة عقود عن مفهوم الصحبة والجماعة  عند الإمام فإن المفهومين معاً متلازمان ومقترنان، ولا يمكن فهم مفهوم الصحبة في الجماعة والعمل على مقتضاه إلا بسبر أغوار الصحبة والجماعة”.

وقد خلص المؤلف حسب الزاوي بعد رصد تبلور مفهوم الصحبة في الجماعة إلى وضع تعريف محدد له وهو: “الصحبة في الجماعة هي صحبة رجال أحياء تربوا وأخذوا عن إمامهم ومرشدهم مادة الإيمان والإحسان الموصولَة بالجهاد، في جماعة تُؤوي وتَحضن الوارد، حتى يسري إلى قلبه بصحبة المربين في الجماعة نورُ الإيمان والتطلعُ إلى الإحسان”، منبه لمزالق الدعوى والتبرك بالأحياء والأموات وجذبة الأنوار.

–       الصحبة واسطة عقد السلوك الإحساني والشورى أنفس جواهر هذا العقد:  إذ العاصم، حسب الزاوي نقلا عن المؤلف، هو ما أجمعت عليه الجماعة تحابا وتناصحا وتطاوعا مفضيا للطاعة والوفاء بالتزاماتها ولوازمها. وواسطة عقد كل ذلك وماسكتُه من الانفراط الشورى، هذه الشورى التي كان لها كذلك ذكر في وصية الإمام  -رغم ما اتسمت به الوصية من إيجاز كبير- قال رحمه الله عنها : “والشورى في الأمر الخاص والعام والحكم دين من الدين”.

–          مجلس الإرشاد عنصر ثبات: فأعضاء مجلس الإرشاد الذين حملهم الإمام رحمه الله مسؤولية الحفاظ على الجماعة حيث كان يقول لهم: “الجماعة أمانة في أعناقكم”.

–          الشريعة أولا وأخيرا : سلوك النموذج الخالد

–          السلوك ليس قواعد علمية تحفظ وإنما حال تعاش.  السلوك عمل لا كلام.

وقد ختم الدكتور الزاوي قراءته هاته في كتاب “السلوك إلى الله عند الإمام عبد السلام ياسين” للأستاذ عبد الكريم العلمي  بما ختم به المؤلف كتابه الذي رجاه “أن يكون دعوة للعمل… ولا يرغب، بل يعوذ بالله ويبرأ، أن يكون كتاب مراء وجدال، خاصة في هذا الشأن العظيم عند الله وعند الصالحين من عباده شأن السلوك إلى الله بما هو تقرب إليه وتزلّف، وتملّق وتحبب”.

وللإشارة فقد شارك الدكتور الزاوي تأطيرَ هذه الندوة العلمية التي أدارها أشغالها الدكتور عبد الرحمن حرور، وبثتها مباشرة بوابة العدل والإحسان وقناة الشاهد ومواقع الإمام، كل من:

– الأستاذ عبد الكريم العلمي مؤلف الكتاب، عضو مجلس الإرشاد ورئيس مجلس الشورى.

– الدكتور محماد رفيع، أستاذ أصول الفقه والمناظرة ومقاصد الشريعة وعضو الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين.

– الدكتورة خديجة مسامح، باحثة في أصول الفقه ومقاصد الشريعة.

– الأستاذة نادية بلغازي، باحثة في الفكر الإسلامي.