الإمام عبد السلام ياسين مكتشفا (1)

Cover Image for الإمام عبد السلام ياسين مكتشفا (1)
نشر بتاريخ

مقدمة

إذا كان سؤال المنهاج النبوي وضرورة اكتشافه ملحا في كل المراحل التاريخية والأحوال التي مرت بها الأمة الإسلامية سواء في حال قوتها وعزتها، أو في حال ضعفها وانحطاطها، فإنه اليوم أشد إلحاحا وراهنية خاصة بعد مشاريع الإصلاح والنهضة المتعددة، وتجارب الحركات الإسلامية المتنوعة سواء قبل “الربيع العربي” أو بعده، وفي ظل التحولات الهائلة والعميقة التي شهدها وسيشهدها عالم اليوم، والإخفاقات والأزمات المتكررة للنموذج الحضاري الحداثي الغربي، والأسئلة الكبرى التي أصبح يطرحها عقلاء الإنسانية وفضلاؤها اليوم خاصة بعد “طوفان الأقصى” المبارك وما أحدثه من تحولات استراتيجية عميقة معرفيا وسياسيا وقيميا وحضاريا؛ فضحت النفاق الدولي وموازينه المختلة وشعاراته البراقة، وكشفت المأزق الحضاري والأخلاقي والتردي الإنساني الذي وصل إليه المنتظم الدولي، وبالمقابل شكل وعيا إنسانيا جديدا أصبح يسائل منظومة القيم التي تأسس عليها النموذج الغربي “التقدمي” بشقيه الليبرالي والاشتراكي (الحرية، الديمقراطية، حقوق الإنسان الكونية، الشرعية الدولية، المواثيق العالمية…)، ويطرح إشكالات وأسئلة تمس جوهره من قبيل: أي مستقبل للنظام العالمي؟ وأي نموذج معرفي بديل؟ وأي نمط حضاري وعمراني جديد؟ وأي تضامن وتكافل إنساني؟ وأية قيم جديدة؟ وأية أخلاق للمعرفة والبحث العلمي؟ وأي خلاص للإنسان المعاصر من فقره وبؤسه، وطغيانه وعبثيته؟

“ففي ظل هذا الواقع البشري الخطير الذي يستدعي التفكير الجدي في شروط وموجبات العيش في العصر العالمي الذي سيمتد في مستقبل الحضارة البشرية بشكل واسع، وخاصة في القرن الواحد والعشرين، يتثبت في الأذهان تساؤل مهم هو:

– كيف يساهم المنهج النبوي في حل الإشكال العالمي الراهن؟ وبعبارة أخرى: ما هي المساهمة التي سيقدمها المنهج النبوي في مجال البناء الحضاري الجديد؟” 1.

– كيف يسهم المنهاج القرآني النبوي في تقديم الأجوبة عن أسئلة الإنسانية الحائرة بحداثتها، المتعبة باختراعاتها وسط ضوضاء العالم وجنونه؟

– ما هي وظيفة القرآن المجيد والسنة النبوية الكلية في البناء الإيماني والعمراني للأفراد والمؤسسات والأنظمة في الزمن الحديث؟ وكيف ذلك؟

– ما هي أسرار المنهاج القرآني النبوي وخصوصيته التي أثمرت أعمق وأوسع وأسرع وأبرك تغيير للعالم عرفته الإنسانية قديما وحديثا؟ وهل مازال -هذا المنهاج- صالحا لعصرنا الحديث؛ عصر العلم والحداثة والعولمة، وعهد الثورة المعرفية والتكنولوجية والمعلوماتية؟

– وإذا كانت إعادة البناء اليوم على ذلك المنهاج ممكنة، بل مطلوبة، فكيف يتحقق ذلك؟ وما المنهاج العملي التفصيلي لتربية الفرد وإعداده، ولتحرير الأمة ونهضتها، ولإقامة الخلافة الراشدة الموعودة كنظام إنساني أخوي، ونموذج عمراني إيماني؟

كيف نتعامل -على ضوء المنهاج القرآني النبوي- مع العصر ونقوم حركته، ونؤثر في مسالكه، ونعزز المشترك الإنساني، ونقوي الرحم الآدمية، وندافع عن حقوق الإنسان وبيئته ومحيطه، وعلى رأسها حقه في معرفة ربه؟ وكيف نتعاون -إلى جانب الفضلاء- في حماية الإنسانية ومستقبلها؟

لكن السؤال الأهم والأولى والأسبق في الاعتبار هو: ما الأزمة المنهاجية التي تعاني منها الأمة؟ وما طبيعة المنهاج المطلوب اكتشافه؟ وما خصائصه التي تميزه؟ ومن يكتشفه؟ وما خصوصيته وصفاته؟ وكيف يكتشف؟ وما منهجية ذلك؟

1- البناء النبوي المنهاجي

قال الله عز وجل: وَأَنزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ مُصَدِّقًا لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ الْكِتَابِ وَمُهَيْمِنًا عَلَيْهِ ۖ فَاحْكُم بَيْنَهُم بِمَا أَنزَلَ اللَّهُ ۖ وَلَا تَتَّبِعْ أَهْوَاءَهُمْ عَمَّا جَاءَكَ مِنَ الْحَقِّ ۚ لِكُلٍّ جَعَلْنَا مِنكُمْ شِرْعَةً وَمِنْهَاجًا (المائدة: 50).

أصل المنهاج إلهي، ومصدره سماوي؛ فقد جعله الله عز وجل وأخرجه من عالم الغيب إلى عالم الشهود، وصير غايته التعبدية وحقيقته الإيمانية فطرة مغروزة في الإنسان منذ كان في عالم الذر. قال الله تعالى: وَإِذْ أَخَذَ رَبُّكَ مِن بَنِي آدَمَ مِن ظُهُورِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَأَشْهَدَهُمْ عَلَىٰ أَنفُسِهِمْ أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ ۖ قَالُوا بَلَىٰ ۛ شَهِدْنَا ۛ أَن تَقُولُوا يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّا كُنَّا عَنْ هَٰذَا غَافِلِينَ (الأعراف: 172).

بدأ الوجود العيني للمنهاج في جو ملائكي روحاني عندما خلق الله تعالى آدم عليه السلام. ولما نفخ فيه من روحه، كان سر وحقيقة ومعنى المنهاج تفيض على روح الإنسان وقلبه، وأسجد له الملائكة لما يحمله من أسراره وأنواره، وجعله خليفة في الأرض لما علمه من أسمائه وصفاته، وكلياته وأصوله، وغاياته ومقاصده وَعَلَّمَ آدَمَ الأَسْمَاء كُلَّهَا (البقرة: 30).

ولما هبط آدم -ومعه جنس الإنسان- إلى الأرض شرع الله له المنهاج طريقا للعبادة والطاعة وطلب الإحسان، ومحجا لتحقيق أمانة الاستخلاف والعمران، وسبيلا للفوز بالله ورضوانه في رحلة العبور من الدنيا الفانية إلى الآخرة الباقية.

ولكي ينجح هذا الإنسان في امتحان الابتلاء، ويبقى على الطريق المستقيم والسبيل القويم أرسل الله له بين فترة وأخرى أنبياء ورسلا بشرعة ومنهاج واحد في أصوله وكلياته ومقاصده وخصاله، متنوع ومتعدد في فروعه وجزئياته ومطالبه وشعبه ووسائله حسب اختلاف الزمان والمكان والأحوال، وظروف التنزيل والإمكان. “فأصل الدين واحد اتفق عليه الأنبياء عليهم السلام، وإنما الاختلاف في الشرائع والمناهج” 2.

جميع رسل الله عليهم الصلاة والسلام بعثوا بالإسلام دينا، وتمايزوا في الشرعة والمنهاج لاختلاف الظروف والأحوال والسياقات؛ فكان كل رسول يأتي بمنهاج يناسب واقع قومه وعوائدهم ومقاصد هدايتهم. وقد ثبت في صحيح البخاري عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: “الأنبياءُ إخوَةٌ لعَلَّاتٍ؛ أمهاتهم شتى ودينهم واحد” 3.

دين الله تعالى على ألسنة أنبيائه واحد في أصوله ومقاصده وكلياته: الاستعداد للآخرة بالإيمان والعمل الصالح الجامع لأركان الإسلام من صلاة وصوم وحج وصدقة… ولشعب الإيمان وخصال الإحسان من صحبة وذكر وإنابة وصدق وتصديق وصبر ومصابرة ودعوة وجهاد وأمر بالمعرف ونهي عن المنكر ودفع للظلم والفسق… أما المنهاج والشريعة الخاصة بالفروع والكيفيات والوسائل فهي محل التغيير في دعوات الرسل؛ لأنها أمور تتعلق بحركة الحياة، والحق تبارك وتعالى يعطي لكل بيئة على لسان رسولها ما يناسبها وما يعالج أمراضها. فمرد الاختلاف في الشرعة والمنهاج هو “منكم”، ويفهم منه أن المخاطبين هم مرجع الاختلاف والتعدد والتنوع، لأسباب ومصالح وحكم تختلف مظانها ومعانيها وصورها باختلاف العصور والعوائد.

كانت سيرة الأنبياء في أقوامهم بمثابة منهاج سلوكي وعرض عملي تاريخي سنني يرادف العرض النظري للمبادئ والقيم التي جاءت بها الشرعة، ويساير خصوصية المنهاج والتنزيل النبوي المنسجم مع طبيعة المجتمع وظروفه وأمراضه، وتغير الزمان وأهله وعوائده (سيدنا إبراهيم ومنهاج مقاطعة الظالمين، سيدنا لوط ومنهاج الإصلاح الأخلاقي، سيدنا موسى ومنهاج الدعوة القائمة في وجه الاستبداد والاستعباد الفرعوني، سيدنا شعيب ومنهاج الإصلاح الاقتصادي، سيدنا يوسف ومنهاج التسرب اللطيف لأجهزة الحكم، سيدنا داود ومنهاج الجهاد العسكري، سيدنا سليمان ومنهاج العمران الأخوي الحامل لرسالة الدعوة والإيمان…).

ولما تطورت البشرية ونضجت بعث الله لها رسولا خاتما ومصدقا وناسخا لما سبقه، بمنهاج كامل وجامع ومهيمن على ما دونه وَأَنزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ مُصَدِّقًا لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ الْكِتَابِ وَمُهَيْمِنًا عَلَيْهِ ۖ فَاحْكُم بَيْنَهُم بِمَا أَنزَلَ اللَّهُ ۖ وَلَا تَتَّبِعْ أَهْوَاءَهُمْ عَمَّا جَاءَكَ مِنَ الْحَقِّ ۚ لِكُلٍّ جَعَلْنَا مِنكُمْ شِرْعَةً وَمِنْهَاجًا (المائدة: 48). هكذا يكون “الموكب النبوي النوراني حاملا الخير والهداية، قائما بأمر الله على صراط مستقيم. فإذا قلنا: “المنهاج النبوي” فإنما نقصد هذا الصراط السوي الذي يمر عليه الموكب الفخم الأغر الأزهر من أنبياء الله ورسله وورثتهم وأتباعهم” 4.

هذا المنهاج الكلي المغروز في فطرة الإنسان، والممتد في الزمان الإنساني ماضيا وحاضرا ومستقبلا شبهه رسول الله صلى الله عليه وسلم ببنيان جميل، وبيت فسيح، ومنزل مهيب. شيده خيرة البنائين وأحسنهم وأجودهم وأعلمهم وأصدقهم وأبركهم، من اختارهم الله تعالى لهذه المهمة الجليلة وأرسلهم لهذه الوظيفة النبيلة؛ فكل واحد منهم عليهم أزكى الصلاة والسلام وضع لبنة أو أكثر في هذا البناء، أو قوى سواريه، أو عمق أساسه، أو جدد أسقفه، أو رمم جدرانه، أو نقش وزين حيطانه، حتى اكتمل البناء وتجمل إلا موضع لبنة؛ هي الأهم والأعظم والأكمل والأجمل؛ فأصبح يسر الناظرين ويعجب الزائرين ويتساءلون عن اللبنة الناقصة، فيقال لهم خص بها الحبيب المكرم والمحبوب المعظم والنبي الخاتم المبجل؛ فبعثه الله عز وجل ليكون لبنة التمام والكمال في البناء الإلهي، وسمة الختم والجمال في العمران المنهاجي. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “إن مثلي ومثل الأنبياء من قبلي، كمثل رجل بنى بيتا فأحسنه وأجمله، إلا موضع لبنة من زاوية، فجعل الناس يطوفون به، ويعجبون له، ويقولون: هلا وضعت هذه اللبنة؟ قال: فأنا اللبنة، وأنا خاتم النبيين” 5.

واستمر أتباع الأنبياء والمرسلين وأنصارهم ومحبوهم في الحفاظ على هذا البناء العظيم والذود عنه والدعوة إلى السكن فيه والسكون إليه، لكن عوادي الزمان كانت أسرع، ومعاول الهدم كانت أقوى، وكارهي النور والصلاح وناشري الظلم والفساد كانوا أشد وأخطر، فكان البيت يتعرض في كل وقت وحين لغزواتهم ومؤامراتهم لتدميره ونقض بنيانه وهدم أركانه، أو على الأقل لتشويهه وصد الناس عنه بالترغيب والترهيب.

كان هذا العدوان والتكسير والنهب من بعض الأبناء العاقين وسكان البيت المهووسين بالتسلط والتحكم في البيت وأهله؛ فحاربوا صلحاءه، وهمشوا علماءه، وحاصروا نصحاءه، وقربوا فساقه وجهاله، واستدرجوا أهل الطمع والغفلة والسذاجة، وسايرهم أهل الخوف والضعف، وقاومهم أهل الحق والعزة، واعتزلهم أهل الصدق والعجز.

ولما قل أنصار البيت، وعجز حماته، وضعفت أركانه، وتعتمت طريقه، هجم على البيت -العزيز على القلوب رغم الأنقاض التي تتساقط منه والسوس الذي ينخر أساسه- غريب دخيل، أجنبي لئيم، ورغم أنه ليس من أهلها وسكانها إلا أن له في البيت أنصارا وأعوانا، جواسيسا وعيونا، هدم البيت على أهله، وقسمه أجزاء، ومزقه مزعا، وفرقه أشتاتا، وأذاق أهله الذل والهوان، وأشاع فيه الفرقة والخصام بعد أن أثخنهم قتلا ونهبا، إفسادا وفسقا، تطويعا ومسخا.

ولما استيقظ بعض أهل الدار من نومتهم، وتنبهوا من سكرتهم، وتحرروا من ضعفهم وجبنهم. نهضوا وقاوموا، ناضلوا وكافحوا -أفرادا وجماعات- حتى طردوا الدخيل، وأجلوا الغريب، وحرروا وطنهم، وتداعوا إلى جمع الجهود لإعادة بناء بيتهم الجميل -الذي كان لهم المحضن والمأوى، السكينة والسكنى- فكانت محاولات هنا وتجارب هناك، نجاحات في جانب وفشل في جوانب…

لقد اعترت عملية إعادة البناء عدة عوائق وعقبات، منها:

– كيف كان البناء النبوي الأول: أساسه، أركانه، سواريه، جدرانه، طبقاته، سقفه… كانوا في حاجة ماسة إلى اكتشاف التصميم الأصلي للبيت، أو نسخة طبق الأصل منه مؤرخة ومختومة ومصادق عليها.

– كانوا في حاجة إلى مهندس خبير، صادق أمين، موفق مكين، يكشف لهم عن التصميم، يوضحه ويبينه، يؤصله ويفصله. يترجمه بأسلوب ولغة العصر حتى يتيسر فهمه، ويبرمجه أعمالا فردية وجماعية، منظمة ومفصلة، متدرجة ومتنامية حتى يسهل تمثله وتطبيقه. يجسده وينزله ويشرف على عملية البناء والتشديد، ويباشر وظيفة الإرشاد والتدليل حتى يكون البناء والنسج على المنوال الأول وفق التصميم المكتشف.

– كانوا في حاجة إلى بناة علماء أقوياء، تلاميذ للخبير نجباء، يؤمون العمال، ويشحذون الهمم، ويشاركون في الجهود، ويحسنون توظيف الطاقات والخبرات، والوسائل والإمكانات لإحسان البناء، ولبناء الإحسان.

فهلا بحث العلماء والدعاة والحركات الإسلامية والصادقون عن التصميم الأصلي لهذا البناء النبوي والعمران المنهاجي المكنون في سور القرآن وآياته، المبثوث في سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم وسيرته، المغروز في فطرة الإنسان وجبلته، الثاوي في نواميس الله في خلقه وكونه.

وهلا بحثوا عن المهندس الخبير (والمهندسون في كل حرفة ومهنة أفراد قلائل، ويقلون أكثر كلما كانت الحرفة تحتاج لجودة أكبر وخبرة أدق وحكمة أعمق) المأذون المؤهل للاكتشاف، والمستوفي لشروطه. وعن البناة الأمناء الأقوياء ليباشروا مع الأمة عملية البناء الكبرى: بناء الإيمان والإحسان، بناء الحكم ودولة القرآن، بناء الحضارة ومجتمع العمران، بناء الدعوة وحمل البلاغ لبني الإنسان على نهج النبي المصطفى، وعلى سبيل الرسول المجتبى عليه صلاة الله وسلامه. قال الله عز وجل: قُلْ هَٰذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللَّهِ ۚ عَلَىٰ بَصِيرَةٍ أَنَا وَمَنِ اتَّبَعَنِي ۖ وَسُبْحَانَ اللَّهِ وَمَا أَنَا مِنَ الْمُشْرِكِينَ (يوسف: 108). وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “.. ثم تكون خلافة على منهاج النبوة، ثم سكت”.

بناء وعمران وبلاغ يكون اتباعا واستمرارا للنموذج النبوي الأول، ونسخة مطابقة ومصادقة على شبهها بالأصل النبوي الخالد، إن نحن اكتشفنا سر التربية النبوية وخصوصيتها، وخصال السلوك النبوي وشعبه، وشروط التغيير المنهاجي وموضوعه، وأبواب الجهاد ومداخله، وقواعد الاقتحام ومعالمه، ومقومات البناء ومراحله. فنكون عندئذ قد وضعنا أقدامنا على أول الطريق وأكمله وأطيبه في حفظ فطرة وبناء دعوة وإقامة دولة وصناعة أمة تزحف عليها روح الجاهلية المعاصرة بسطوها القاهر، ونهبها السافر، وفكرها الفاجر، وإعلامها الداعر، وفنها العاهر.


[1] ابن مبارك. برغوث عبد العزيز، المنهج النبوي والتغيير الحضاري، كتاب الأمة، عدد 43، 1995م، ص 72.
[2] الدهلوي. أحمد شاه ولي الله بن عبد الرحيم، حجة الله البالغة، دار الكتب العلمية، بيروت، ط2، 2005، ج1، ص165.
[3] أخرجه البخاري في صحيحه، رقم الحديث 3443، واللفظ له. ومسلم، رقم الحديث 2365.
[4] ياسين. عبد السلام، الإسلام غدا، مطابع النجاح، الدار البيضاء، 1973م، ص161.
[5] صحيح البخاري، رقم الحديث 3535، واللفظ له. وصحيح مسلم، رقم الحديث 2286.