أنظمة الحكم المعاصرة وأثرها في توظيف رسالة المسجد (1)

Cover Image for أنظمة الحكم المعاصرة وأثرها في توظيف رسالة المسجد (1)
نشر بتاريخ

مقدمة:

إن المسجد في الإسلام ليس مكاناً لملء الفراغ، وتسلية الأوقات، وإنما المسجد هو الركن الثاني الذي فعله الرسول عليه السلام بعد المؤاخاة بين المهاجرين والأنصار في المدينة؛ ليسهم في بناء الدولة تربوياً، واجتماعياً وسياسياً وثقافياً وجهادياً.

لقد كان المسجد منذ الصدر الأول مصنع إعداد الرجال الذين حملوا هذا الدين ونشروه في مشارق الأرض ومغاربها، ومركز الإشعاع الحضاري والثقافي على العالم، ورمزاً لذوبان الفوارق المصطنعة بين البشر، ومعهداً لتخريج العلماء الصادعين بكلمة الحق أمام الطغاة، وإعداد النوابغ من العلماء الذين حفظوا لنا التراث في الصدور والسطور، وملاذاً يأوي إليه السادرون في طرق الغي والضلال ليعلنوا توبتهم بين يدي خالقهم، وفيه تشع الطاقة الإيمانية، والنفحات الربانية، والفيوضات الإلهية على من يشاء من عباده.

ولقد كان المسجد على مر العصور اليد اليمنى لكل حاكم مسلم يحكم بشرع الله تنطلق من الدعوات والتأمينات كل جمعة طلباً من الله إرشاد الحاكم لطريق الخير، وتوفيقه في اختيار البطانة الصالحة التي تحضه على الخير وتنهاه عن المنكر .

غير أنه بعد سقوط الخلافة الإسلامية، وانفراط العقد الرابط بين الدول الإسلامية، واحتلال دول الغرب لكثير من بلدان العام الإسلامي، وسيطرة الأنظمة الوضعية على مقاليد الأمور في أكثرها تعرض المسجد لأكبر حملة من التشويه لرسالته، وإبعاده عن القيام بدوره الحقيقي، وتجفيف كل منابع الخير التي تصدر منه، ونهب معظم موارده الوقفية التي كانت تعينه على أداء رسالته، واقتصر دوره في أداء الشعائر الدينية فقط، وتحول غالب المساجد إلى منبر يستغله خطباء الأنظمة المعاصرة في تبرير أفعالهم، وإباحة ما يفعلونه، ودعوة الشعوب للوقوف خلفهم في محاربة المناوئين لهم.

 وفي ظل تنفيذ هذه السياسة لمحاربة المسجد اتخذت عدة إجراءات لتحقيق أهداف الأنظمة الحاكمة، منها: التحكم في تعيين الخطباء، وإبعاد المناوئين لهم من الخطابة، أو معاقبتهم بالسجن تارة وبالفصل من العمل تارة أخرى، حتى غدت المساجد مجرد ديكورات يعجب الناظر بشكلها، ومتاحف للزيارة، وصومعة رهبنة لكبار السن الذين ينتظرون رحمة الله، وأصبح المسجد الجامع والجامعة مجرد تراث لمن سلف نقرأ عنه في كتب التاريخ نترحم على من بناها، ونفتخر بعقباها.

 وقد دعاني الواقع الأليم لرسالة المسجد في العصر الحديث في ظل هذه الأنظمة الاستبدادية إلى بيان وكشف ألاعيب هذه الأنظمة في القضاء على رسالة المسجد، أو تحريفها عن مسارها الصحيح؛ حتى ينتبه المخلصون من أولي الأمر في الأمة الإسلامية، ويتداركوا الأمر قبل فوات الأوان؛ فيعود المسجد من جديد لأداء دوره الأول الذي رسمه الرسول عليه السلام وسار عليه الخلفاء الراشدون من بعده وأولو الأمر من بعدهم، فكان المكون الأول لحضارة الأمة، وإسعاد العالم بنور العلم والهداية، وخط الدفاع الأول الذي يجابه كل الشبهات، والتحريفات التي يثيرها أعداء الإسلام .

أكتب هذا البحث وأدعو الله العلي القدير أن يوفق كل المؤسسات، ومراكز البحوث، والمجلات الإسلامية صاحبة الغيرة على مساجد الله وعلى رأسها مجلة منار الهدى إلى كل خير، وأن يحفظ القائمين عليها من كل سوء ومكروه، وأملي في الله كبير أن يعود المسجد إلى سابق عهده، وما ذلك على الله بعزيز.

وقد رأيت بفضل الله وعونه أن أقدم هذا البحث تعالى مشتملاً على المباحث الثلاثة الآتية:

المبحث الأول: في معنى المسجد وفضله.

المبحث الثاني: رسالة المسجد في الإسلام.

المبحث الثالث: دور الأنظمة المعاصرة في توجيه رسالة المسجد.

 

المبحث الأول: معنى المسجد وفضله

أولاً: معناه اللغوي والاصطلاحي.

المسجد مأخوذ من فعل سجد، سُجُودًا أي تَطَامَنَ وَكُلُّ شَيْءٍ ذَلَّ فَقَدْ سَجَدَ، وَسَجَدَ انْتَصَبَ فِي لُغَةِ طيئ، وَسَجَدَ الْبَعِيرُ خَفَضَ رَأْسَهُ عِنْدَ رُكُوبِهِ[1]، ويقال: أسْجَدَ الرجلُ إِذا طَأطَأ رأسَهُ وانحَنى، وسَجَدَ إِذا وضعَ جَبهتَهَ بِالْأَرْضِ[2].

والمسجَد والمسجِد: الَّذِي يُسْجَدُ فِيهِ، وَفِي الصِّحَاحِ: وَاحِدُ الْمَسَاجِدِ. وَقَالَ الزَّجَّاجُ: كُلُّ مَوْضِعٍ يُتَعَبَّدُ فِيهِ فَهُوَ مسجَد [مسجِد]، أَلا تَرَى أَن النَّبِيَّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: جُعِلَتْ لِيَ الأَرض مَسْجِدًا وَطَهُورًا[3].

والمسجد بوزن مفعِل بالكسر(للعين) اسم لمكان السجود، وبالفتح اسم للمصدر، قال أبو زكريا الفراء: كل ما كان على فَعَل يَفْعُل كَدخَل يَدْخُل كَالْمَفْعَل منه بالفتح اسما كان أو مصدرا، ولا يقع فيه الفَرْق. مثل دخل مدخلاً.

ومن الأسماء ما ألزموها كسر العين، منها: المسجِد، والمطِلع، والمغرِب والمشرِق وغيرها، فجعلوا الكسر علامة للاسم، وربما فتحه بعض العرب، وقد روى: المسجِد والمسجَد والمطِلع والمطَلع، قال: والفتح في كله جائز، وإن لم نسمعه[4]. .

ثانيا: المسجد اصطلاحاً:

فالمسجد هو كل موضع يتعبد فيه[5]. ويسمى الجامع الأعظم عند الحنفية: وهو ما له إمام ومؤذن، سواء أديت فيه الصلوات الخمس أم لا[6].

ثالثا: فضل المسجد:

فالمسجد هو أفضل بقاع الأرض ؛ لأنها بيوت الله تعالى، وقد اختلف الفقهاء في ترتيب الأفضلية بين المساجد الثلاثة الأولى في الإسلام، فعند الشافعي وأبي حنيفة وابن رشد أفضلها: المسجد الحرام بمكة، ثم مسجد المدينة، ثم المسجد الأقصى، أما المالكية فعندهم مسجد المدينة ثم المسجد الحرام ثم المسجد الأقصى[7].

 وورد ذكر لفظ مسجد في القرآن الكريم ثماني وعشرين مرةً كما وردت كلمة (يسجد – وسجود) بالقرآن الكريم واحد وسبعين مرةً وقد ورد بمعنى ” بيت” ست عشرة مرةً[8].

من ذلك قوله عز وجل: إِنَّمَا يَعْمُرُ مَسٰجِدَ اللَّهِ مَنْ اٰمَنَ بِالله وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَأَقَامَ الصَّلوٰةَ وَاٰتٰى الزَّكوٰةَ وَلَمْ يَخْشَ إِلا اللهَ[9]. وقوله: فِيْ بُيُوتٍ أذِنَ اللهُ أَنْ تُرْفَعَ وَيُذْكَرَ فِيْهَا اسْمُه يُسَبِّحُ لُه فِيْهَا بالغُدُوِّ وَالاٰصَال رِجَالٌ لَا تُلْهِيْهِمْ تِجَارَةٌ وَلاَ بَيْعٌ عَنْ ذِكْرِ الله وَإقَامِ الصَّلوٰةِ[10].

وقوله: قَدْ نَرَى تَقَلُّبَ وَجْهِكَ فِي السَّمَآءِ فَلَنُوَلِّيَنَّكَ قِبْلَةً تَرْضَاهَا فَوَلِّ وَجْهَكَ شَطْرَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَحَيْثُمَا كُنْتُمْ فَوَلُّوا وُجُوهَكُمْ شَطْرَه[11] وقوله عزوجل : لَمَسْجِدٌ أُسِّسَ عَلَى التَّقْوَىٰ مِنْ أَوَّلِ يَوْمٍ أَحَقُّ أَنْ تَقُومَ فِيهِ، فِيهِ رِجَالٌ يُحِبُّونَ أَنْ يَتَطَهَّرُوا وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُطَّهِّرِينَ [12]. وقوله: وَأَنَّ الْمَسَاجِدَ لِلَّهِ فَلَا تَدْعُوا مَعَ اللَّهِ أَحَدًا[13].

وأفاضت السنة النبوية الشريفة في بيان فضل المساجد، ودعوة المسلمين إلى ارتيادها، و بنائها وعمارتها، وإليك طائفةً من الأحاديث المبينة لذلك.

1 ـ عَنْ عَمْرِو بْنِ مَيْمُونٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: “إِنَّ بُيُوتَ اللهِ فِي الْأَرْضِ الْمَسَاجِدُ، وَإِنَّ حَقًّا عَلَى اللهِ أَنْ يُكْرِمَ مَنْ زَارَهُ فِيهَا”[14].

2ـ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: “الْمَسَاجِدُ بُيُوتُ اللهِ فِي الْأَرْضِ، تُضِئُ لِأَهْلِ السَّمَاءِ كَمَا تُضِئُ نُجُومُ السَّمَاءِ لِأَهْلِ الْأَرْضِ”[15].

3 ـ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ، قَالَ: جَاءَ رَجُلٌ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَيُّ الْبِقَاعِ خَيْرٌ؟ فَقَالَ: “لَا أَدْرِي”، قَالَ: فَأَيُّ الْبِقَاعِ شَرٌّ؟ فَقَالَ: “لَا أَدْرِي”، فَأَتَاهُ جِبْرِيلُ فَقَالَ: “سَلْ رَبَّكَ”، فَقَالَ جِبْرِيلُ: مَا نَسْأَلُهُ عَنْ شَيْءٍ، فَانْتَفَضَ انْتِفَاضَةً كَادَ أَنْ يُصْعَقَ مِنْهُمَا مُحَمَّدٌ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَلَمَّا صَعِدَ جِبْرِيلُ قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: سَأَلَكَ مُحَمَّدٌ أَيُّ الْبِقَاعِ خَيْرٌ؟ فَقُلْتَ: لَا أَدْرِي. وَسَأَلَكَ: أَيُّ الْبِقَاعِ شَرٌّ؟ فَقُلْتَ: لَا أَدْرِي. قَالَ: فَقَالَ: نَعَمْ. قَالَ: فَحَدِّثْهُ أَنَّ “خَيْرَ الْبِقَاعِ الْمَسَاجِدُ، وَأَنَّ شَرَّ الْبِقَاعِ الْأَسْوَاقُ”[16].

4 ـ عن عبد اللهِ بن عمرو، عن رسولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم؛ قال: “سِتُّ مَجَالِسَ المُؤْمِنُ ضَامِنٌ عَلَى اللهِ مَا كَانَ فِي شَيْءٍ مِنْهَا: فِي مَسْجِدِ جَمَاعَةٍ، وَعِنْدَ مَرِيضٍ، أَوْ فِي جِنَازَتِهِ، أَوْ فِي بَيْتِهِ، أَوْ عِنْدَ إِمَامٍ مُقْسِطٍ يُعَزِّرُهُ وَيُوَقِّرُهُ”[17].

5 ـ وعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: “سَبْعَةٌ يُظِلُّهُمُ اللهُ فِي ظِلِّهِ، يَوْمَ لَا ظِلَّ إِلَّا ظِلُّهُ: إِمَامٌ عَادِلٌ، وَشَابٌّ نَشَأَ فِي طَاعَةِ اللهِ، وَرَجُلٌ، قَلْبُهُ مُعَلَّقٌ بِالْمَسَاجِدِ، وَرَجُلَانِ تَحَابَّا فِي اللهِ، اجْتَمَعَا عَلَى ذَلِكَ وَتَفَرَّقَا، وَرَجُلٌ ذَكَرَ اللهَ خَالِيًا فَفَاضَتْ عَيْنَاهُ، وَرَجُلٌ دَعَتْهُ امْرَأَةٌ ذَاتُ حَسَبٍ وَجَمَالٍ فَقَالَ: إِنِّي أَخَافُ اللهَ، وَرَجُلٌ تَصَدَّقَ بِصَدَقَةٍ أَخْفَاهَا حَتَّى لَا تَعْلَمَ شِمَالُهُ مَا تُنْفِقُ يَمِينُهُ”[18].

6ـ وعن عُثْمَانَ بْنَ عَفَّانَ، إِنِّي سَمِعْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: “مَنْ بَنَى مَسْجِدًا – قَالَ بُكَيْرٌ: حَسِبْتُ أَنَّهُ قَالَ: يَبْتَغِي بِهِ وَجْهَ اللَّهِ – بَنَى اللَّهُ لَهُ مِثْلَهُ فِي الجَنَّةِ”. [19]

 

*ـ أستاذ مساعد بكلية الشريعة والقانون ـ جامعة الإنسانية ـ ماليزيا.
[1]- المصباح المنير في غريب الشرح الكبير للفيومي، المكتبة العلمية بيروت ج1/ 266.
[2]- تهذيب اللغة للأزهري، تحقيق محمد عوض مرعب، دار إحياء التراث العربي، بيروت، طيعة 2001م، ج 10/300.
[3]- لسان العرب لابن منظور، دار صادر بيروت، طبعة ثالثة 1414هـ، ج3/204. والحديث أخرجه البخاري في صحيحه عن عبد الله بن جابر ج1/74 رقم 335ـ تحقيق محمد زهير بن ناصر الناصر ونصه” أُعْطِيتُ خَمْسًا لَمْ يُعْطَهُنَّ أَحَدٌ قَبْلِي: نُصِرْتُ بِالرُّعْبِ مَسِيرَةَ شَهْرٍ، وَجُعِلَتْ لِي الأَرْضُ مَسْجِدًا وَطَهُورًا، فَأَيُّمَا رَجُلٍ مِنْ أُمَّتِي أَدْرَكَتْهُ الصَّلاَةُ فَلْيُصَلِّ، وَأُحِلَّتْ لِي المَغَانِمُ وَلَمْ تَحِلَّ لِأَحَدٍ قَبْلِي، وَأُعْطِيتُ الشَّفَاعَةَ، وَكَانَ النَّبِيُّ يُبْعَثُ إِلَى قَوْمِهِ خَاصَّةً وَبُعِثْتُ إِلَى النَّاسِ عامة”.
[4]- تاج العروس للزبيدي، تحقيق مجموعة من العلماء، طبعة دار الهداية، ج8/ 174.
[5] – القاموس الفقهي لغة واصطلاحاً د. سعدي أبو حبيب، دار الفكر، دمشق بيروت، طبعة ثانية 1408هـ ـ 1988م، ص 164.
[6] – القاموس الفقهي د. سعدي أبو حبيب ص 164.
[7]- انظر القوانين الفقهية لابن جزي، ص 37.
[8] – المساجد والعمارة والتاريخ، مجلة الفيصل، موضع خاص إعداد مجلة الفيصل، العدد الخامس عشر، رمضان 1398هـ ـ 1978م، ص 92.
[9]- التوبة 18.
[10]- التوبة 36.
[11]- البقرة 144.
[12]- التوبة 108 .
[13]- الجن 18.
[14] – المعجم الكبير، أبو القاسم الطبراني، تحقيق حمدي بن عبد المجيد السلفي، دار النشر: مكتبة ابن تيمية، القاهرة، الطبعة الثانية، ج 10/ 161 رقم 10324.
[15]- المعجم الكبير، 10/262 رقم 10608.
[16]- المستدرك على الصحيحين للحاكم، تحقيق مصطفى عبد القادر عطا، دار الكتب العلمية بيروت طبعة أولى 1411هـ 1990م ج2 /9 رقم 2149 وصححه الذهبي.
[17]- المعجم الكبير للطبراني ج13/14 رقم 14655. وذكره الهيثمي في “مجمع الزوائد” (2/23)، وقال: “رواه الطبراني في “الكبير”، والبزار بنحوه، ورجاله موثقون.
[18]- أخرجه البيهقي في شعب الإيمان، أبو بكر البيهقي، حققه الدكتور عبد العلي عبد الحميد حامد، مكتبة الرشد للنشر والتوزيع بالرياض بالتعاون مع الدار السلفية ببومباي بالهند، الطبعة: الأولى، 1423 هـ – 2003 م، ج9/ 468، وقال: “أخرجاه في الصحيح من حديث عبد الله بن عمر”.
[19]- صحيح البخاري، المحقق: محمد زهير بن ناصر الناصر، دار طوق النجاة، الطبعة: الأولى، 1422هـ، باب من بنى مسجدا، ج1/ 97 رقم 450.