أضواء على مشكل التعليم في ظل الشروط الثلاثة لمباراة التعليم بالتعاقد

Cover Image for أضواء على مشكل التعليم في ظل الشروط الثلاثة لمباراة التعليم بالتعاقد
نشر بتاريخ

ينتظر الرأي العام المغربي في هذه الأيام تراجع وزارة التربية الوطنية عن شروطها الثلاثة لاجتياز مباراة التوظيف في قطاع التعليم، للاعتبارات المنطقية التالية:

1- إن شرط تحديد السن في أقل من ثلاثين سنة، تحكمه عقلية المقاولة الخاصة. أما الوزارة، فيفترض فيها أن تكون جهازا تنفيذيا في دولة حامية وحاملة لهموم المجتمع. ففي ظروف البطالة المتفشية، وفي خضم انتظار الآلاف من الشباب لهذه الفرصة لولوج العمل، ينزل هذا الشرط كالصاعقة، ليخيب أمل الجميع: أمل العائلات وأبنائها من الخريجين العاطلين، وأمل الطلبة الذين تحفزهم هذه المباراة للاجتهاد والمثابرة…

في فرنسا، وإلى حدود اليوم ما يزال الأستاذ إدجار موران Edgar Mourain -وقد تجاوز المئة سنة من عمره- يلقي محاضراته هنا وهناك، وعندنا في المغرب اللقب التشريفي “أستاذ مدى الحياة” عندما يكون المدرس مقتدرا ومحبا لمهنته. لهذا فشرط الثلاثين سنة من العمر في هذا الواقع، وفي هذه الظروف، ولهذه الاعتبارات يجب حذفه.

2- الانتقاء القبلي: إجراء معمول به في الكثير من المباريات، مقبول حين يبنى على أسس علمية صرفة، ومن شأنه تقليل عبء تصحيح الأوراق. لكنه طعنة من الخلف لمبدأ تكافؤ الفرص، لأن الميزة المحصل عليها لا تعكس بالضرورة مستوى صاحبها أثناء المباراة. فقد يكون مستوى الطالب متوسطا في الباكالوريا (ميزة مقبول)، ثم يتحسن مستواه بشكل كبير بعد الباكالوريا أو بعد الإجازة. والعكس صحيح أيضا. ومادام احتمال الأسئلة ذات الإجابات المتنوعة QCM واردا في المباراة، والآلة هي التي تتولى تصحيح الأوراق في ظرف وجيز للغاية، فما المانع من فتح المجال أمام الجميع، واختيار الأفضل؟ خاصة والمقابلة الشفوية هي الحاسمة.

3- عدم الالتزام بالعمل مع مؤسسة أخرى للتعليم الخصوصي: يراعي هذا الشرط حفظ التوازنات داخل قطاع التعليم، نظرا لأهمية وحجم التعليم الخصوصي في بلادنا حاليا، كما يستحضر سيناريو الانسحاب الجماعي المتوقع من الخصوصي إلى العمومي. وهذا الواقع يسائل ظروف العمل في القطاع الخاص، كما يبين صورة قطاع مهيكل منظم قوي في مقابل شغيلة مستضعفة. ولتكون الدولة حكما محايدا، ينبغي تحويل تاريخ هذه المباراة إلى نهاية السنة الدراسية، مع إلغاء هذا الشرط. فيتسع الوقت أمام المدرسة الخصوصية لاختيار أساتذتها، وتتاح الفرصة أمام الأستاذ لينتقل إلى القطاع العام إن رغب في ذلك ونجح في المباراة.

لقد أثارت هذه الشروط موجة غضب عارمة، في ظرف غير مناسب للغاية. وتجربة المغاربة وخبرتهم في مجال التعليم تغنيهم عن الوقوع في مثل هذه الأخطاء، فماذا حدث؟ الخطأ من صفة الإنسان  l’erreur est humaine، والاعتراف فضيلة، فلتسحب هذه الشروط.