أرضية ندوة: “جماعة العدل والإحسان بعيون الآخرين”

Cover Image for أرضية ندوة: “جماعة العدل والإحسان بعيون الآخرين”
نشر بتاريخ

تنظم جماعة العدل والإحسان عشية يومه السبت 5 نونبر 2022 ابتداء من الساعة الرابعة والنصف، ندوة فكرية تحت عنوان “جماعة العدل والإحسان بعيون الآخرين” تضم لفيفا من الفاعلين السياسيين والمدنيين من مشارب وتيارات مختلفة.

نضع بين يدي الباحثين والمهتمين والإعلاميين أرضية الندوة التي توصل بها سلفا الأفاضل والفاضلة المشاركين في الندوة.

يذكر أن الندوة ستثبت على بوابة العدل والإحسان وصفحتي الشاهد على الفيسبوك واليوتيوب.

 

بسم الله الرحمن الرحيم

وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله صحبه

الذكرى الأربعون لتأسيس جماعة العدل والإحسان

أرضية ندوة: “جماعة العدل والإحسان بعيون الآخرين”

عاشت جماعة العدل والإحسان على امتداد أربعة عقود منذ تأسيسها الرسمي عام 1981 مراحل متعددة قدمت خلالها إسهامات تصورية وعملية، همّت الإنسان على مستوى التديُّن وترسيخ العمق الإيماني في قلوب المغاربة انسجاما مع هويتهم الإسلامية، والفعل الإيجابي وسط الناس، كما لامست حركية المجتمع وحقوقه ومطالبه، فكان لها، إلى جانب حركات وشخصيات أخرى، إسهام معتبر في الحفاظ على هذه الهوية والذود عنها وتقويتها، كما كانت لها إلى جانب مناضلين وفضلاء آخرين، مشاركات فاعلة في خط مواجهة الاستبداد والفساد وتحصين مكتسبات وحقوق الشعب المغربي.

لكن، بقدر الاعتزاز بهذه التجربة وبإسهاماتها، فإن رؤية الجماعة وتصرفاتها ومواقفها تبقى من جملة الاجتهاد البشري، الذي يصيب ويخطئ.

نعم؛ إن الجماعة في تصوراتها وسلوكها تنطلق من مرجعية إسلامية واضحة المعالم وتجتهد للسير وفق تصور لاحب أثله مؤسسها الإمام المجدد عبد السلام ياسين رحمه الله، وهي تعتز بذلك وتعتبره مصدر قوتها، لكنها تدرك مقتضيات التنزيل العملي وما يتطلبه من تفاعل مع الواقع بمختلف تحدياته وتشعباته بما يجعلها لا تدعي الكمال.

وتأتي هذه الندوة، ضمن فعاليات احتفال الجماعة بالذكرى الأربعين لتأسيسها، تتمة لمسار دشنته مع بعض القوى الحية منذ سنوات، إذ تم بحمد الله عقد لقاءات في مواضيع شتى مع مناضلين من توجهات مختلفة، تمّ فيها الاستماع لما اقتضت المناسبة من ملاحظات وتساؤلات بخصوص الجماعة. وهذه المرة، ونظرا لما نوليه من أهمية لذلك، نمضي خطوة إلى الأمام بتخصيص ندوة بأكملها لما تتفضلون به، مشكورين، من ملاحظات وتقييمات وانتقادات واقتراحات.

فجماعة العدل والإحسان، باعتبارها واحدة من قوى التربية والتغيير في هذا الوطن، وباعتبارها من المغاربة ولأجل المغاربة، ترى أن من تمام المسؤولية الانفتاح على كل ملاحظة وانتقاد جادّين في حقها والإنصات لذلك بإمعان والاستفادة منه في تنظيمها وبرامجها.

وتريد الجماعة بهذه الندوة، أن تؤكد أنها لا ولن تنجر إلى ما يراد لها من انغلاق رغم كل أشكال الحصار والتضييق، وأنها ستبقى متشبثة بالعمل في وضوح وانفتاح، وأنها كانت وستبقى في تواصل وتفاعل دائم مع كل الغيورين الصادقين، تنصت حينا، وتنصح حينا، بعيدا عن كل أشكال الاستعلاء والاستخفاف.

لأجل هذا، نضع بين أيديكم -على سبيل الاقتراح لا الحصر- بعض الأسئلة التي يمكن أن تساعد في مقاربتكم للموضوع:

1.      كيف يمكن تقييم إسهام جماعة العدل والإحسان في الفعل الحركي الإسلامي؟ وفي مدى إكسابه عمقا تنظيريا وتأثيرا مجتمعيا؟

2.      إلى أي حد نجحت الجماعة في إبراز وترسيخ الهوية الإحسانية للعمل الإسلامي، التي تعتبرها سمتها الأساسية، وتنزيل هذه الهوية في خطابها وفي برامجها؟

3.      كيف أسهمت الجماعة في احتضان الشباب وتوعيتهم وتربيتهم على الخير والصلاح والاستقامة ونكران الذات…؟ وما تقييمكم لدورها في تحصين المجتمع من آفات التطرف والإرهاب والعنف وكذا المخدرات والجريمة ومظاهر الانحراف؟

4.      ما هي نظرتكم لاختيارات جماعة العدل والإحسان ولمواقفها السياسية بشكل عام؟

5.      ما رأيكم في الطرق والأساليب التي تنهجها في معارضة النظام الحاكم وسياساته العمومية؟

6.      كيف يمكن تقييم تدبير الجماعة لعلاقاتها مع باقي الحركات والشخصيات الإسلامية؟ ومع الوسط السياسي، بما هو سلطة وهيئات وشخصيات سياسية ومجتمع مدني وشعب…؟

7.      كيف ترون تعامل الجماعة مع المحيط الإقليمي والدولي، وما يرتبط به من عوامل سياسية واقتصادية وثقافية…؟

8.      أربعون عاما من مقاومة الحصار والملاحقات الأمنية والتضييق والمحاكمات، لم تتوقف خلالها دينامية الجماعة، كما توقّع البعض تراجعها، بل انشقاقها، خاصة في الفترة التي تلت وفاة مؤسسها الإمام عبد السلام ياسين رحمه الله. فكيف يقيّم المشاركون هذا الحضور وهذا التدبير للحصار المفروض عليها؟

9.      كيف يمكن تقييم دعوات ومبادرات الجماعة إلى مختلف الهيئات السياسية والمدنية إلى حوار يفضي لميثاق تغيير مشترك، ولاتفاقات مجتمعية، ويقدم كل التطمينات الضرورية، لكل الأطراف، بشأن الهواجس والشواغل التي يمكن أن تكون حاضرة لدى مختلف مكونات الحوار والتعاقدات لتحصين وتأمين الانطلاق إلى مغرب آخر يضمن الكرامة والحرية والعدالة لمواطنيه؟

نتمنى أن تكون الندوة فرصة سانحة لتواصل مفتوح نستمع خلاله بصدر رحب لملاحظاتكم في قراءتكم لتجربة جماعة العدل والإحسان.

والحمد لله رب العالمين.